كتب شادي عواد في “الجمهورية”:
أعلنت غالبية شركات التكنولوجيا في العالم عن خططها الخاصة لبناء «الميتافيرس»، الذي سيحلّ مكان الإنترنت خلال السنوات العشر المقبلة.
يعتبر «الميتافيرس» بأنّه تطور ثوري للإنترنت وسيتألف من مساحات ثلاثية الأبعاد، وبيئات افتراضية كثيرة. أي أنّ «الميتافيرس» هو عالم رقمي يتمّ فيه دمج العالمين الحقيقي والإفتراضي. وفي هذا السياق قامت فيسبوك بتغيير إسمها إلى «ميتا» منذ فترة قصيرة، وهي الخطوة الأولى من الشركة، إلى مفهوم «الميتافيرس». وفي الواقع، فقد أعلن عملاق وسائل التواصل الاجتماعي عن توظيف 10 آلاف شخص في الاتحاد الأوروبي للقيام بهذه المهمة الكبيرة.
بيئات إفتراضية
إنّ أبرز ما سيوفّره «الميتافيرس» هو السماح للأشخاص المتواجدين في أماكن مختلفة، الإنضمام إلى بيئات افتراضية تستخدم التصوير المجسم الهولوغرام، ليصبحوا كأنّهم متواجدون مع بعضهم في مكان واحد، شرط أن تكون معهم أدوات التحكّم اللازمة لهذه العملية. ومع تطور التكنولوجيا في السنوات المقبلة، سيكون لدى الأشخاص العاديين هذه التقنيات في حياتهم اليومية. ومن خلال الأفاتار الخاص بكل شخص، ويُقصد بالأفاتار الصورة الرمزية التي يختارها المستخدم، والتي تبدو كأنّها حقيقية، يمكن التفاعل مع الآخرين في العالم الإفتراضي.
مصير الهواتف الذكية
يجمع «الميتافيرس» بين العديد من التقنيات، مثل السينما الثلاثية الأبعاد والعملات المشفرة وألعاب الفيديو الثلاثية الأبعاد والهولوغرام. ويجمع جميع هذه التقنيات ويجعلها تتداخل مع بعضها بشكل أكبر. وبما أنّ الهواتف الذكية غير مصمّمة للمساحات الثلاثية الأبعاد، سيتمّ تصنيع مجموعة جديدة من الأجهزة التي تختلف كثيراً عن الهواتف الذكية العادية التي نعرفها. فالشركات تعمل منذ الآن على أجهزة داعمة لتقنية الأبعاد الثلاثية والهولوغرام.
وداعاً للخصوصية
إنّ البيئة الرقمية الغامرة التي سيخلقها «الميتافيرس»، لها تحدّياتها الخاصة في مجال الخصوصية. ومن المتوقع أن لا يبقى للمستخدم أي خصوصية من أي نوع. ففي «الميتافيرس» سيتمّ تسجيل كل حركة للبشر، وهو ما سيجعل الناس عرضة لكثير من الجرائم الإلكترونية، تتخطّى بأشواط تلك التي نعرفها اليوم مع الإنترنت التقليدي.