كتب بسام أبو زيد في نداء الوطن:
لماذا يراد أن يكون هناك 6 نواب يمثلون اللبنانيين غير المقيمين في ست قارات، أي يمثلون الكرة الأرضية؟
من المعروف في لبنان أن الدور الأساسي للنائب في البرلمان هو أولاً المشاركة في التشريع وثانياً مراقبة ومحاسبة السلطة التنفيذية، ومن المعروف أيضاً ورغم كل التطور التكنولوجي أن النظام الداخلي لمجلس النواب لا يتيح عقد جلسات افتراضية، ولا يتيح تصويتاً افتراضياً، بل هو يؤكد على الحضور الشخصي والتصويت برفع الأيدي والمناداة، فهل سيأتي هؤلاء النواب الـ6 للإقامة في لبنان والمشاركة حضورياً في الجلسات العامة وجلسات اللجان؟ ام أن المنصب النيابي سيكون منصباً شرفياً لا مفاعيل عملية له بسبب عدم حضور هؤلاء؟
أيضاً يعمل النواب في لبنان في التعازي والتهاني والوساطات، والزفت وتقديم خدمات ومساعدات لناخبيهم على خلفية تشبه الرشاوى من أجل ان يبقى هؤلاء في دائرة المؤيدين لهم من أجل إعادة انتخابهم، فهل سيمارس نواب الاغتراب هذا الدور؟ هل سيجول مثلاً نائب أفريقيا أو استراليا أو أميركا الشمالية على دول القارة من أجل معرفة أحوال اللبنانيين في كل دولة، وتأمين ما يحتاجون له من سلطات تلك الدولة أو من الدولة اللبنانية؟ ماذا عن السفراء والقناصل هل سيقتصر دورهم على مساعدة النائب؟ ما هو دور هذا النائب مع اللبنانيين الذين يحملون جنسية الدولة التي يقيمون فيها هل سيتدخل مع سلطات هذه الدولة لحل مشاكل مواطنيها؟
يحدثك البعض عن أن النواب الـ6 سيعملون لتأمين حقوق المغتربين في لبنان، عن أي حقوق يتحدثون؟
حقوق الحصول على الجواز أو الهوية والآلية كلها في شأن هذا الموضوع موجودة ومعمول بها؟ حقوق السكن والإقامة؟ حقوق حرية التعبير عن الرأي؟ عن أي حقوق بالفعل يتحدثون؟ وهل سيعامل هذا النائب مثلاً المغتربين في قارته بشكل متساو؟ هل إذا كان من “التيار الوطني الحر” سيخدم أنصار “القوات اللبنانية”؟
لا تنتهي الأمور عند هذا الحد فالأسئلة كثيرة، كيف سيوزع النواب طائفياً على القارات؟ من يحدد أين ينتخب الدرزي والشيعي والسني والماروني والأرثوذكسي والكاثوليكي؟ وهل مثلاً إذا كان الماروني يمثل استراليا هل سيشارك باقي أبناء الطوائف في انتخابه؟
6 نواب للمغتربين هي فقط من أجل تحجيم تأثيرهم في الداخل اللبناني وتحديداً في كل دائرة من الدوائر الـ15، كما أن القول بأن القانون أتاح الخيار لغير المقيم في أن يشارك في انتخاب 6 نواب أو وفق دائرته الانتخابية في لبنان هو تضليل، لأن الانتخاب وفق الدائرة يفترض منه الانتقال إلى لبنان وهذا أمر قد تكون دونه صعوبات لكثيرين، كما أن من تسجلوا حالياً فقدوا حق الاقتراع في لبنان لأن أسماءهم لن تكون مدرجة على لوائح الشطب في الأراضي اللبنانية.