كتبت سينتيا عواد في “الجمهورية”:
بالنسبة إلى العديد من الأشخاص، لا يمكن بدء اليوم بكامل الوعي والنشاط من دون احتساء فنجان قهوة. لكن، ومن أجل تحقيق أقصى قدر من آثارها المُنشِّطة، فإنّ أفضل وقت لشرب القهوة قد لا يكون فور الاستيقاظ من النوم!
إذا كانت القهوة جزءاً أساسياً من روتينكم الصباحي أو تلجأون إليها عندما تحتاجون إلى تعزيز قدرتكم على التركيز، فلقد حان الوقت لإجراء تعديل على توقيت شربها وبالتالي تأخير حصولكم على أول فنجان.
وفي هذا السِياق، كشفت اختصاصية التغذية لورين سلايتون، من مدينة نيويورك، الأوقات المثالية لشرب القهوة وبلوغ منافعها، وتحديداً:
– بعد ساعة من الاستيقاظ
تحتوي القهوة على مادة الكافيين المُحفِّزة والتي يمكن أن ترفع مستويات الكورتيزول. إنّ هذا الأخير هو هورمون التوتر الأساسي في الجسم، ويساعد على تنظيم التمثيل الغذائي، والجهاز المناعي، والسكّر في الدم، وغيرها من الوظائف. ووفق دراسة نُشرت عام 2016 في «Emotion»، ترتفع مستويات الكورتيزول طبيعياً وتبلغ ذروتها لنحو 30 إلى 45 دقيقة عقب الاستيقاظ. وبما أنّ هذا الهورمون يحفّز التمثيل الغذائي، فإنه يؤدي إلى مزيدٍ من الطاقة واليقظة خلال هذا الوقت من اليوم.
ولتفادي الارتفاع الشديد في الكورتيزول، يُستحسن الحصول على أول فنجان قهوة بعد مرور نحو ساعة من الاستيقاظ. إذ وجدت مجموعة دراسات أنّ الكورتيزول يبقى مرتفعاً من النوم فور الاستيقاظ، لذلك يُفضّل الانتظار وشرب القهوة منتصف الصباح عندما يبلغ مستويات أقل.
– قبل الرياضة
يبدأ بعض اِلأشخاص يومهم بشرب القهوة، في حين يلجأ إليها البعض الآخر عندما يحتاجون إلى طاقةٍ إضافية، كما هو الحال قبل ممارسة الرياضة على سبيل المثال.
ويتمّ الشعور بآثار القهوة بعد فترة وجيزة من شربها. لذا، إذا أردتم تعزيز نشاطكم البدني أو لديكم عمل مهمّ لإتمامه، يُنصح باحتساء القهوة قبل 30 دقيقة من ذلك. إنّ القيام بهذا الأمر قد ينعكس إيجاباً قبل التمارين وخلالها، عن طريق تزويدكم بطاقةٍ إضافية، ومساعدتكم على التركيز والتنسيق، وخفض الشعور بالألم، إستناداً إلى مُراجعة صدرت عام 2016 في «Neuroscience & Biobehavioral Reviews».
– بعد ليلة نوم سيّئة
إنّ القهوة وسيلة شائعة يُستعان بها عند الحاجة لتركيزٍ إضافي قبل عمل هامّ، مثل قبل اختبار أو عرضٍ تقديمي كبير في العمل. ولكنها قد تكون مفيدة أيضاً عند عدم التمكّن من النوم جيداً. وفي دراسة نُشِرت عام 2016 في «Sleep»، قيّم الباحثون كمية الكافيين التي يحتاجها الأشخاص المحرومون من النوم للشعور بأنهم حصلوا على ليلة نومٍ كاملة. ووجدوا أنه من خلال الكافيين، يمكن بلوغ ذروة اليقظة بمجرّد شرب نحو كوبين من القهوة (200 ملغ) مباشرةً عقب الاستيقاظ، ثمّ الحصول على الجرعة ذاتها مجدداً بعد مرور 4 ساعات.
– كمية القهوة المطلوبة
بحسب إدارة الغذاء والدواء الأميركية، يجب عدم تناول أكثر من 400 ملغ من الكافيين في اليوم، أو نحو 4 إلى 5 أكواب من القهوة. وبالنسبة إلى الأشخاص الذين لديهم حساسية الكافيين أو يعجزون عن هضمها، يُستحسن أن يحذفوا هذه المادة من غذائهم.
واقترحت سلايتون بـ»الحصول على كوبين من القهوة كحدّ أقصى، ثمّ شرب الشاي الأخضر أو الماتشا لدُفعةٍ إضافية. إذ إنّ كثرة القهوة قد تؤدي إلى قلقٍ غير مُبرّر، وأرق، وكورتيزول مرتفع، وتوتر».
إنّ الارتفاع الشديد في الكورتيزول يؤثر سلباً في الجهاز المناعي وضغط الدم، ولكنّ العلماء وجدوا أيضاً أنّ آثار الكافيين على الكورتيزول قد انخفضت عند الأشخاص الذين شربوا القهوة يومياً، وفق دراسة نُشِرت عام 2005 في «Psychosomatic Medicine».
كذلك من المهمّ جداً عدم شرب القهوة على معدةٍ فارغة، بما أنّ هذا الأمر يرفع معدل الكورتيزول ويسبب مشكلات في السكّر في الدم. يُستحسن إذاً مزج القهوة مع وجبة غذائية متوازنة ومليئة بالبروتينات والدهون الصحّية لإبطاء إفراز الكافيين.
– أسوأ وقتٍ لشربها
إنّ شرب القهوة في وقتٍ لاحقٍ من اليوم يمكن بدوره أن يؤثر في جودة النوم. تملك مادة الكافيين القدرة على تحسين الأداء، غير أنّ أحد آثارها الجانبية هو الحرمان من النوم، بحسب دراسة نُشِرت عام 2018 في «Risk Management and Healthcare Policy». إنّ شرب القهوة قبل فترة بعد الظهر هو الأفضل في حال مُعاناة حساسية الكافيين، بما أنّ الجسم يستغرق وقتاً طويلاً للتخلّص منها. أمّا وفي حال التذمّر من اضطرابات النوم، فيُفضّل الحصول على القهوة ومختلف مصادر الكافيين قبل منتصف اليوم.