استقبل رئيس بلدية طرابلس رياض يمق في مكتبه في القصر البلدي، وزير السياحة وليد نصار، يرافقه مستشار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مقبل ملك والمدير العام للآثار في وزارة الثقافة سركيس الخوري، ووفد من اركان الوزارة في بيروت وطرابلس. ودار البحث حول أوضاع المدينة والواقع السياحي والتراثي.
وقال نصار بعد الإجتماع: “بتوجيهات دولة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، نلتقي رئيس بلدية طرابلس في إطار جولة شاملة في المدينة، لتقييم واقع المراكز السياحية ووضع خطة كاملة بالتعاون مع القطاع الخاص، خطة سياحية مستدامة من ضمنها اللامركزية الإدارية السياحية، خصوصا وان طرابلس عاصمة الشمال والعاصمة الثانية والاقتصادية للبنان”.
وأضاف: “نتوجه الى تأليف هيئة لتحقيق تنمية ثقافية وسياحية، تمثل هذه الهيئة كل الإدارات والطاعات، لتتمكن من وضع خطة عمل ومتابعة كل القضايا السياحية مع الوزارات المعنية، وفي مقدمها وزارات السياحة والثقافة والمديرة العامة للآثار، ونأمل أن تمثل بلدية طرابلس في هذه الهيئة”.
وأكد نصار “إصرار الوزارة على وضع طرابلس على الخارطة السياحية وتعزيز التواصل مع كل المراكز السياحية ومكاتب السفر في المدينة”.
وردا على سؤال حول خطة ترميم المواقع الأثرية والاهتمام بها لتفعيل السياحة، أجاب : “هذا عمل وزارة الثقافة ومعنا الان المدير العام للآثار من أجل ذلك، سترون وتسمعون بعد مدة قصيرة الخطوات العملية، التي تجسد اهتمام الوزارات المختصة بمدينة طرابلس بعد غيابها السابق، نؤكد ان طرابلس بلد السياحة والتعايش والمحبة والانفتاح والثقافة، ونحن ندعم طرابلس ورئيس بلديتها الدكتور رياض يمق”.
بدوره، شكر يمق وزير السياحة على الزيارة، وقال: “لسان حال المدينة يقول ان طرابلس مهمشة، والفيتو على مشاريعها مستمر، وهذه الزيارة تجسد تطلعات جديدة نحو المدينة ونأمل بالانماء المتوازن، والمساعدة في رفع صبغة الإرهاب عن المدينة البعيدة كل البعد عن التطرف والطائفية والإرهاب والضغط على الاعلام المحلي والعالمي لرفع هذه التهمة والتشويه المتعمد، فالعلاقة التاريخية بين مكونات المدينة، مسلمين ومسيحيين، وسنة وعلوية وموارنة وروما، علاقة متجذرة، وتسميات الشوارع والأحياء فيها يشهد على صحة كلامنا”.
وتابع: “من هنا نأمل في تفعيل السياحة وجلب سواح من دول عدة لترسيخ صورة المدينة الحقيقية وابعاد تهم الإرهاب وشبح التطرف، ولا يجوز اذا وقع حادث يتم اتهام المدينة بالارهاب، وهذا اتهام لكل الشمال اللبناني، والحرمان يطال كل اقضيته، ولهذا تحول محيط طرابلس الى أحزمة بؤس يقطنها اهلنا من المنية الضنية وعكار وبقية الاقضية إضافة الى اللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين”.
واشار الى انه “منذ سنتين ونصف تسلمت رئاسة البلدية، ومن ذاك الوقت لم تقدم الوزارات للمدينة اي شيء، رغم أن المدينة تحتاج لكل الأمور وتعاني من حرمانها من كل الخدمات، لاسيما الزفت لتعبيد شوارعها، اضافة الى الخوف من انهيار الأبنية المتصدعة، وسقط بعضها مؤخرا واستشهد سيدتان، لدينا ابنية اثرية قديمة جدا، وهي بحاجة للتأهيل، وجلنا في السابق مع مدير الآثار الذي شاهد بأم العين وقدمنا دراسة متكاملة، لكن بخلوا على طرابلس مبلغ 30 مليون دولار لترميم المدينة القديمة”.
بعد ذلك، تفقد الوزير نصار ويمق والوفد المرافق مركز رشيد كرامي الثقافي البلدي، نوفل سابقا، واطلع على المكتبة العامة داخل المركز، وعبر نصار عن “إعجابه بالفن المعماري والنقوشات الهندسية التي تجمع بين الأصالة الهندسية العربية والاوروبية”.