أشار عضو كتلة “اللقاء الديمقراطي” النائب وائل أبو فاعور إلى أن “لزيارة أبو ظبي أهدافا عدة، ولكن أيضا كان الهدف ألاساسي للزيارة لقاء الشيخ سعد الحريري، والتشاور معه لأننا لم نلتق به منذ أن غادر البلد، لذلك عقد اللقاء بين رئيس كتلة “اللقاء الديمقراطي” النائب تيمور جنبلاط والرئيس سعد الحريري بحضوري وبحضور مستشار النائب تيمور حسام حرب، والذي كان كعادة اللقاءات بين وليد جنبلاط وسعد الحريري، وبين تيمور جنبلاط وسعد الحريري،لقاء إيجابيا والحوار فيه صريح وعميق حول الخيارات السابقة والخيارات اللاحقة، وحول كل ما جرى في المراحل الماضية ومحاولة إستكشاف آفاق المرحلة المقبلة”.
وأكد أبو فاعور في حديث الى قناة “الجديد” أنه “لم يكن هناك من خلاف مع الشيخ سعد في الفترة الأخيرة، حصلت بعض التطورات السياسية هي التي أفضت إلى ما أفضت إليه من اعتذاره عن تشكيل الحكومة وبالتالي على مستوى الثنائي بيننا وبين تيار المستقبل وبيننا وبين الحريري ليس هناك أي إشكال، العلاقة بيننا لا تشوبها أي شائبة، هناك كما قال وليد جنبلاط في تصريحه إرث سياسي وشخصي مشترك بين آل جنبلاط وبيت الحريري، وبين الحزب التقدمي الإشتراكي وتيار المستقبل، وحتى لو حصلت خلافات سياسية وتباينات سياسية، لكن يبقى هناك أساس سياسي مشترك في هذه العلاقة. الجلسة كان فيها إعادة مراجعة وقراءة المرحلة وقد جرى عرض لمراحل سياسية مشتركة بروح العمل والحرص المشترك، كما وجرى نقاش حول الخيارات المستقبلية والإستحقاقات المقبلة والجو السياسي المقبل”.
وأضاف أبو فاعور: “ملف الإنتخابات كان من الأمور التي تم النقاش فيها، لم نطلب منه ضمانات ولم يطلب منا ضمانات، بالعكس تناقشنا سويا حول المسارات المستقبلية وكيف يمكن أن تتجه الأمور، وعلى المستوى الثنائي سياسيا وإنتخابيا، لا شائبة تشوب العلاقة بيننا وتيار المستقبل، يبقى الخيار الذي سيعتمده الرئيس سعد الحريري، هل سينغمس مجددا في الحياة السياسية أم أنه قد ينكفئ موقتا، هذا يعود إلى الشيخ سعد الذي يدرس كل الخيارات، ويدرك مسؤوليته تجاه لبنان ولم يتخل عن إرث رفيق الحريري ولم يتخل عن الجمهور الذي كان إلى جانبه، سواء جمهور تيار المستقبل أو الجمهور الوطني العريض ويدرك حجم هذه المسؤولية ولكن يقارب الأمور بواقعية ووعد أنه سيأتي قريبا الى لبنان، وعندما يأتي يحصل حوار مطول ومعمق بيننا تكون قد توضحت الصورة لديه. أتصور أن تكون العودة قريبة وليست بعيدة خاصة أن الإستحقاقات داهمة وهناك أمور تحتاج إلى نقاش وأخذ قرارات فيها”.
وردا على سؤال، قال أبو فاعور: “لدى الحريري ظروف خاصة وأشغال وارتباطات خاصة حكمت عليه البقاء خارج لبنان”، وعن خيار إعتكاف الحريري عن العمل السياسي أشار أبو فاعور الى أنه “ليس إعتكافا بمعنى الإعتكاف، ربما تكون إحدى الأفكار التي يدرسها والخيارات فكرة أن يأخذ مسافة موقتة عن الإنغماس المباشر بالوضع السياسي، آمل أن تنضج الأمور لديه في وقت قريب وآمل أن يكون القرار عودة سعد الحريري للعب دوره الوطن، وتيار المستقبل هو دوره الوطني في التوازن والإعتدال الوطني لأن سعد الحريري هو حاجة وطنية”.
وتابع أبو فاعور قائلا: “تيار المستقبل هو حليفنا الإستراتيجي، وليس هناك أي مشكلة بيننا لا سياسية ولا إنتخابية، وفي حال قرر تيار المستقبل، وأتمنى أن يكون الخيار خوض الإنتخابات، وأعتقد أن الوجهة هكذا ستكون، حكما سنكون نحن وتيار المستقبل في موقع واحد، والتحالف الإنتخابي الأقرب إلى عقلنا وثوابتنا وقناعاتنا ولجمهورنا وتجربتنا السياسية منذ الـ2005 حتى اليوم هو التحالف مع تيار المستقبل والقوات القوات اللبنانية”، مستطردا “هذا الأقرب الى عقلنا يمكن يصير ويمكن لا، هذا دونه إتصالات ودونه إعتبارات عند المستقبل والقوات”.
وردا على سؤال حول علاقة التقدمي – القوات أشار أبو فاعور الى أن “هناك شراكة بيننا بموضوع المصالحة، حافظوا عليها، ولم يمسوا بها يوما بل بالعكس عندما حاول البعض الإساءة الى المصالحة تصدت له القوات اللبنانية ولعبت دورا على المستوى المسيحي بالحفاظ على المصالحة والدفاع عنها، وتشاركنا معهم في العناوين السيادية، الإستقلالية من الـ2005 حتى اليوم، وبالرغم من أن هناك تباينات سياسية إزاء الكثير من القضايا، فبالعكس المشترك بيننا وبينهم أكبر من غير المشترك”.
وأضاف: “لا ندعي أن ما بيننا وبين القوات اللبنانية هو ما بيننا وبين تيار المستقبل، ولكن أيضا بيننا وبين القوات اللبنانية تجارب مشتركة ناجحة، فقد خضنا سويا غمار المصالحة وغمار انتخابات العام 2005، وانتخابات الـ2009 والـ2018، فبالتالي في كل المرات التي كنا مع القوات اللبنانية عندما يعلن هذا التحالف يلقى صدى إيجابيا على صعيد القواعد الشعبية لدى الطرفين”.
وعن موضوع التحالف مع التيار الوطني الحر في الجبل قال أبو فاعور: “ما هو الأساس السياسي الذي يمكن أن نتفق نحن والتيار الوطني الحر عليه؟ نتكلم معهم ويتكلمون معنا ونحاول أن نترك وتيرة التباين السياسي متدنية كي لا تؤثر على المصالحة، لأن هذا الموضوع هاجس أساسي لدينا كحزب تقدمي إشتراكي، وهاجس دائم ومقيم في عقل وليد جنبلاط، لكن أنا لا أعتقد أن هناك أساسا سياسيا مشتركا لا في القضايا الداخلية ولا الخارجية تمهد إلى تحالف بيننا وبين التيار الوطني الحر، فما الذي يقرب بيننا؟ تجربة السنوات الخمس للعهد الماضي أم تجربة قانون الإنتخاب الذي كانوا خلفه أم تجربة الكهرباء والطعن في المصالحة التي قادتنا الى أحداث في الجبل؟ فما هو الأساس المشترك؟”.
وإعتبر أبو فاعور أن “التيار الوطني الحر يدشن مسار الإنقلاب على الإنتخابات النيابية كما على كل الإستحقاقات الدستورية بما فيها رئاسة الجمهورية، فالمسألة أبعد من مجرد طعن تم تقديمه لأننا نحاجج على نسبة النصاب في المجلس النيابي أو نريد 6 نواب لتمثيل المغتربين في الخارج، أعتقد أن التيار يعرف أنه لن يحظى بثقة كبيرة وتأييد كبير من الذين كانوا يؤيدونه في الإنتخابات الماضية أعتقد أن التيار الوطني الحر يتوقع هزيمة إنتخابية أو تراجع إنتخابي بالحد الأدنى وأعتقد أنه ضمنيا لا يرغب في إجراء الإنتخابات، والأسوأ هو كلام رئيس الجمهورية، فأولا لن يوقع على مرسوم الإنتخابات النيابية، ثانيا لن يترك رئاسة الجمهورية الى الفراغ ولن يسمح بوصول رئيس جمهورية جديد دون أن يكون موافقا على مواصفاته، أي أنه لا يريد فقط أن يتحكم بولايته السياسية، بإعتبار أن الولاية كانت ناجحة ومزدهرة والوضع العظيم والجميل الذي نعيش فيه من رفاه اقتصادي واستقرار سياسي والبحبوحة التي يعيش بها اللبنانيين، ففخامة الرئيس يريد أيضا أن يعرف مواصفات الرئيس القادم قبل أن يسلم للفراغ”.
ورأى أن “هناك مسارا واضحا هدفه إلغاء الإنتخابات النيابية، يبدأ محطته الأولى بالمجلس الدستوري إذا استطاع التأثير السياسي لرئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر أن يؤثر على قرار المجلس الدستوري بأن يرد قانون الإنتخاب، ثانيا بأن يقول رئيس الجمهورية أنه لن يوقع على مرسوم دعوة الهيئات الناخبة، وفي حال لم تتم الإنتخابات النيابية فسيتم أخذ الأمر كذريعة لعدم إجراء الإنتخابات الرئاسية أو التمديد لرئيس الجمهورية”.
وأضاف: “تجربة التيار الوطني الحر، وتجربة فخامة الرئيس شخصيا أدت بنا الى أن تكون لدينا هذه الخشية، ففخامة الرئيس هو إبن الإنقلاب فأولا هو أتى بحكومة عسكرية عندما كلفه الرئيس أمين الجميل بحكومة عسكرية، ثانيا عندما جرى الإتفاق على الطائف، رفض الطائف وتمرد عليه، ثالثا هو أجل وعطل الإنتخابات الرئاسية سنتين لحين إستطاع مع حلفائه فرض نفسه على كل القوى السياسية وبعض القيادات السياسية التي استسلمت الى الأمر الواقع وإنتخبته، والتي كانت غلطة لا تغتفر، وقلنا هذا الكلام أكثر من مرة بأن الإتفاق الذي حصل مع التيار الوطني الحر كان خطيئة كبرى، كان أول من دفع ثمنها القوات اللبنانية وتيار المستقبل وأتصور أنهم تأكدوا كم كان منطق وليد جنبلاط في ذلك الوقت منطق سليم بأن “لا تذهبوا هذا المذهب نتيجة مخاطره على البلد” ورأينا أين أصبحت أوضاع البلد الإقتصادية والأمنية، لذلك هذا المسار التاريخي لرئيس الجمهورية بأنه إبن الإنقلاب كما قلت وأصبح والد الإنقلاب ووالد التمرد، تؤدي بنا بأن تكون لدينا هذه الخشية، ورأى أبو فاعور أننا “ذاهبون الى مخاض من الصراع الحقيقي حول الجواب على فكرة واحدة (إنتخابات أو لا إنتخابات؟)”.
وفي سياق متصل، قال أبو فاعور: “نعبر عن خشيتنا كحزب تقدمي إشتراكي بأن يكون فعليا المضمر هو تطيير الإنتخابات النيابية وكل الإستحقاقات الدستورية المقبلة بهدف التمديد لمجلس النواب الحالي بتوازناته السياسية الحالية فيبقى التيار الوطني الحر يتمتع بأكبر كتلة نيابية وتطيير إنتخابات رئاسة الجمهورية ويبقى بذلك رئيس الجمهورية في قصر بعبدا إلى أن يفرض عون الخيار الذي يريده ومواصفات الرئيس القادم، ومن برأي العهد كامل الأوصاف؟ لكن ومن جهتنا نرفض التمديد للمجلس النيابي بشكل كامل وقد نتخذ خيارات جذرية جدا لكن الأكيد هو أننا لا يمكن أن نقبل بالتمديد لمجلس النواب ولا لرئيس الجمهورية، وفكرة الإستقالة من مجلس النواب مطروحة في هذه الحالة لدى أكثر من طرف”.
وأكد أبو فاعور أنه “من مصلحتنا إجراء الإنتخابات، ومن مصلحتنا أن نترك هذه الإنتخابات لتقرر هل نحن نمثل الناس أم لا، وليتم وضع حد لكل التشكيك الذي صدر في الفترة السابقة، نحن أكثر الأطراف التي لديها مصلحة في إجراء الإنتخابات ولنثبت هل نحن فعليا لدينا تمثيل حقيقي أم لا”.
كما ذكر أبو فاعور أن “رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط لديه إختباراته الخاصة وتجاربه الخاصة ولا يمكن أن يسمح بأي موقف يمكن أن يعرض السلم الأهلي ولا يمكن أن يسمح بأي موقف يمكن أن يخلق فتنة، وطبعا وليد جنبلاط يدعو حزب الله بشكل واضح إلى حوار وطني، لأن الأمور لا يمكن أن تستمر كما هي عليه، فلم يعد بالإمكان الإستمرار بالوضع الذي نسير به نتيجة التداعيات والأعباء التي حصلت على الوضع الداخلي وعلى علاقات لبنان الخارجية، والأكيد أننا لا نشكل جبهة سياسية ضد أحد لكن لدينا قناعتنا السياسية التي يعبر عنها وليد جنبلاط، وتحديدا بموضوع العلاقة مع حزب الله نحن نعلم أن الحزب هو مكون أساسي من الشعب اللبناني، ولديه تضحياته في تحرير الجنوب ويلبي حاجة وهاجس لدى الجنوبيين من الخوف من الإعتداءات الإسرائيلية وهذه المواضيع لا خلاف عليها، نتفق مع حزب الله بموضوع العداء مع إسرائيل وأن لبنان بعين الإستهداف الإسرائيلي، لكن هناك نقاش واضح وصريح ووطني يجب خوضه مع حزب الله، لبنان لم يعد بإستطاعته تحمل تبعات السياسات الخارجية لحزب الله، بالسابق كان لنا نقاش مع حزب الله حول الإستراتيجية الدفاعية وكنا نقول نحن ضد إسرائيل، لكن هذه الأمرة السياسية للسلاح نريد أن نعرف أين هي، الأمرة السياسية لدى الدولة اللبنانية، وحزب الله أتى الى الحوار وجلسنا على طاولة الحوار أكثر من مرة وإتخذنا قرارات، بعدها إنكفأ هذا النقاش وأصبح مجرد الحديث بالإستراتيجية الدفاعية “كفر”، لا ليس بالكفر، فهذا النقاش يجب أن يتجدد وهذا نقاش يجب أن يقوم بشكل هادئ وصريح، فالوضع لا يمكن أن يستمر مثلما هو عليه، ورأينا المشاهد في عين الرمانة وفي شويا وفي خلدة، بصرف النظر من المسؤول وعن إذا كان هناك تحضير أو لا، وأنا برأيي أن معظم الذي حصل لم يجر التحضير له، وأؤكد لك أنه في شويا لم يحضر أحد لشيء، وبخلدة كان هناك ردة فعل، وبعين الرمانة لا أحد يعلم ماذا حدث، لكن أصبح هناك إحتقان بالبلد ولم يعد بالإمكان الإستمرار بهذا المسار، يجب إستعادة النقاش حول الإستراتيجية الدفاعية مع حزب الله”.
وعلى المستوى الخارجي قال أبو فاعور: “لم يعد بالإمكان أن يكون لبنان سياسيا على المستوى الخارجي مخطوفا، في سوريا مع بشار الأسد، وفي العراق مع الحشد الشعبي، وفي اليمن مع الحوثيين، لدى حزب الله كل الحق في تنفيذ الخيار السياسي الذي يقتنعون به، لكن ليس لديهم الحق في تحميل كل اللبنانيين تبعات سياساتهم وأدوارهم الخارجية، وهذا ما يحتاج إلى نقاش وطني ومسؤول وصريح وودي بيننا وبين حزب الله، ألسنا شركاء في هذا البلد، أليس من المفترض أن نكون مواطنين متساويين في هذا البلد، فلا يمكن للحزب الإشتراكي ولا لحزب الله أن يأخذ البلد وفق الخيارات التي يريدها، فيمكن أن تكون خياراتنا ليست مناسبة، فمثلما ينطبق هذا الأمر علينا ينطبق على حزب الله والآخرين، لبنان لم يعد قادرا على تحمل تبعات المواقف الخارجية”.
وأضاف أبو فاعور: “تدهورت علاقتنا بالخليج العربي بمعناها السياسي، وبمعنى الإنتماء المشترك والمصالح الإقتصادية وبمعنى حياة اللبنانيين”، مشددا على أنه “بالمرحلة الأولى حكما يجب أن يكون هناك خيار للحكومة اللبنانية بإجراء ما، تحديدا بموضوع استقالة وزير الإعلام جورج قرداحي، وأنا أقول هنا الوزير قرداحي عاش في الدول العربية واستفاد منها ومن خيرها ويعرف كم هو عدد اللبنانيين الموجودين في الدول العربية وأتصور أنه يجب أن يكون لديه حس وطني وإنساني وبأن يأخذ الخيار المناسب في أن يعفي البلد واللبنانيين من هذا المخاض الصعب الذي نمر فيه، فإستقالته تفتح باب النقاش الإيجابي مع الدول العربية، ولكنها لا تنهي الأزمة لذلك أقول أن هناك حاجة للحوار مع حزب الله، فمن هو الطرف الذي يعتبر أنه يأخذ البلد الى خيارات إقليمية وضعتنا في موقع المواجهة مع الدول العربية؟ حزب الله، وهذا الأمر حله يكمن في إجراء حوار داخلي مع حزب الله من موقع الشراكة الوطنية والحرص المشترك على بعضنا البعض فلم يعد بالإمكان الإستمرار على هذا النحو، فالمرحلة الأولى هي بإستقالة الوزير قرداحي وأعتقد أن الوزير قرداحي يعيد النظر بموقفه وأتوقع أن يلجأ الى خيار ما بالإستقالة لأنه أصبح على معرفة بحجم الأزمة والمرحلة الثانية تتمثل بإجراء حوارين، حوار داخلي لبناني – لبناني “تنكف شرنا عن الدول العربية” وحوار آخر مع الدول العربية لمعرفة ما هي السياسات الضامنة، فالحكومة اللبنانية من المفترض أن تتحاور مع الدول العربية، ومع المملكة العربية السعودية لمعرفة هواجسها الأمنية وغير الأمنية، ولكن هذا يجب أن يسبقه حوار لبناني – لبناني لأن العرب لا يريدون المزيد من الخطابات ولا التمسك بأفضل العلاقات، سمعنا خطاب رئيس الجمهورية عندما قال التمسك بأفضل العلاقات، فكيف التمسك بأفضل العلاقات ونحن لم نترك مكانا إلا وحشرنا أنفنا فيه، المطلوب حوار داخلي لبناني يصدر عنه قرارات والتزام هذه القرارات وعدم التدخل بالساحات العربية الأخرى وثانيا حوار مع الدول العربية على قاعدة المصالح المشتركة واحترام السيادة المشتركة للبنان ولهذه الدول”.
وأضاف: “فليتفضل رئيس الجمهورية بالدعوة الى حوار، اليوم هناك موضوع للحوار، عندما كان لا موضوع للحوار كان الحوار عبارة عن صورة وإستعراض فلم يشارك أحدا، أما اليوم هناك موضوع للحوار لإحضار الأفرقاء اللبنانيين، فالشعر والكلام المطلق لم يعد كافيا، هناك حاجة الى الإجراءات العملية، وهذه الإجراءات يجب أن تمر بحوار داخلي لبناني”.
كما توقع أبو فاعور “بعض الإنفراجات والإيجابيات في الأيام المقبلة على صعيد الأزمتين الحكومية أو الديبلوماسية التي يمكن البناء عليها، وأتصور أن كل الأطراف السياسية حتى التي لا تلتقي سياسيا مع المملكة والدول العربية أعتقد أنها تهاب الوضع الذي وصلنا إليه بعلاقتنا مع الدول العربية لأن لا أحد يمكن أن يأخذ على عاتقه أن هذا الدمار بالعلاقات اللبنانية – العربية وأن يتحمل مسؤوليته والرئيس نجيب ميقاتي بدوره يقوم بجهد كبير، ويقوم بجهد إستثنائي ويحاول بكل ما يملك، طبعا الصعوبات والمشاكل كبيرة جدا وكل يوم يواجه معضلة جديدة، بدأ ملف تحقيقات المرفأ، ثم إشتباكات عين الرمانة، ثم انتقلنا الى تصريح قرداحي والأزمة مع الدول العربية، يعني الحكومة لو كانت تجتمع كل يوم وتعمل ليلا نهارا من الصعب أن تعالج أزمة لبنان الحالية، كيف إذا كانت معطلة؟”.
وأضاف: “أعتقد أن الحل المنطقي والطبيعي لموضوع إنفجار المرفأ هو أن يسمح للقاضي بيطار بإكمال عمله، والمحاججة والمرافعة أن تحصل أمام القضاء مثلما يحصل، والمشهد الذي رأيناه في الأسابيع الماضية بأن يتقدم طلبات رد، القضاء هو الذي يضمن للمتقاضين والناس الدفاع عن أنفسهم ضمن الآليات القضائية”.
وفي هذا الإطار، لفت أبو فاعور إلى أن “المطلوب فعليا إستقلال القضاء، وعلى القوى السياسية أن ترتدع عن التدخل بالقضاء، والمطلوب إعطاء صلاحيات التشكيلات القضائية لمجلس القضاء الأعلى وأن نوقع على مرسوم التشكيلات القضائية، لأن إذا كل طرف يريد أن يضع تقييمه الخاص للقضاء لا ننتهي، فالقضاء لا يخضع لمزاجية السياسيين”.
وردا على سؤال قال أبو فاعور: “بالواقع حاليا تعطيل مجلس الوزراء هو بسبب موقف حزب الله وحركة أمل بأنهم يعتبرون أن هناك تجنيا ويريدون إجراء ما، وهذا الإجراء قاله رئيس الحكومة أكثر من مرة، “لن نتدخل في عمل القضاء” فلا يحق للحكومة التدخل بالقضاء”.
وعن موضوع الإنتخابات النيابية قال أبو فاعور: “لا أعتقد أنه سيكون هناك تغيير جذري كبير، وأعتقد أنه سيكون هناك إعادة توزيع للمقاعد بين القوى التقليدية، لكن لا أعتقد حصول خروق كبرى”.
وعن الأحوال الإقتصادية والإجتماعية الصعبة، شدد أبو فاعور على وجوب “إطلاق البرامج الإجتماعية التي تساعد المواطن اللبناني على الصمود في هذه الفترة، فلا يمكن أن يحصل إصلاح أو إلتزام لتحرير سعر الصرف أو وقف الدعم دون إجراءات إجتماعية، فنحن كنا من الذين طالبنا بوقف الدعم على أن يتم تحويله للمواطن مباشرة بدلا من التجار والمهربين، فتوقف الدعم دون تنفيذ أي شيء للمواطن وهناك مجموعة برامج اجتماعية منها البطاقة التمويلية وبرنامج الأسر الأكثر فقرا وبرنامج الحماية الإجتماعية يجب تطبيقها، إذ لا يمكن للمواطن الإستمرار دون إجراءات”.
وختم أبو فاعور حديثه مشيرا إلى أن “هدف جنبلاط الوحيد هو إطلاق عجلة عمل الحكومة من اجل انقاذ البلاد، فإذا عملت الحكومة على وضع البلاد على السكة الصحيحة يمكن ان يلمس اللبناني التحسن”.