أشار رئيس الجمهورية ميشال عون إلى أنه “من الناحية السياسية، هناك أزمات منها ما هو مصطنع من حيث الصراع السياسي على الأرض، الذي كان يمكن تفاديه وسمح بتدخل دولي في الشؤون اللبنانية، ومنها ما هو طبيعي.”
ولفت إلى أنه كان مصراً منذ البداية “على وجوب قيام تدقيق مالي جنائي لانه سيكون بداية جديدة، سيكشف المتسببين عن هدر الأموال، وهذا واجبي وكلفني الكثير من الوقت والجهد وكان هناك الكثير من المقاومة ومن يعمل على وضع العراقيل.”
وأضاف عون: “المفاوضات جارية مع صندوق النقد الدولي لتقديم الخطة الاقتصادية التي يمكن على أساسها الحصول على قروض طويلة الأمد، بعد ان كان كل الكلام يقال في الهواء حول حقيقة الأوضاع المالية وفق التقارير التي كانت ترد من اعلى المرجعيات المسؤولة في هذا المجال.”
ورأى أن “الحملات المنظمة القائمة على الأكاذيب وتحوير الحقائق والتي تهدف الى اغتيال سياسي، مشدداً على انه عازم على محاولة احداث التغييرات اللازمة مهما كانت التحديات، وعلى ان التحقيق الجنائي المالي هو بادرة هذا التغيير المنشود، خصوصاً لناحية مراقبة المسؤولين عن الأموال العامة في مختلف المؤسسات الرسمية.”
مواقف الرئيس عون أتت خلال استقباله في قصر بعبدا، وفد جمعية اندية الليونز الدولية المنطقة 351 لبنان الأردن فلسطين، الذي زاره بعد انتخاب الحاكمة الجديدة عايدة قعوار، ولتقديم التهاني لمناسبة عيد الاستقلال.
وهنأت الحاكمة قعوار عون بمناسبة ذكرى الاستقلال، وقالت:” من أرض النشامى وبلاد الشهامة، من الاردن الحبيب ومن لبنان جئناكم توأمة تجمعنا منذ العام 1953، زمالة درب طويل هدفها خدمة الانسان التي نذرنا انفسنا لها.”
وتابعت: “نحن نخدم”، هذه رسالتنا ولم يكن وقوفنا الى جانب اهلنا بعد مأساة انفجار مرفأ بيروت الا لتحقيق رسالة الخدمة حيث لبّت أندية الليونز في لبنان والاردن وفلسطين كما أندية الليونز في الدول العربية وفي العالم نداء الخدمة لرفع بعض الاضرار عن مدينتنا الغالية بيروت وقمنا بترميم حوالي 1800 منزل والعديد من المستشفيات والمدارس والمؤسسات التجارية وتقديم زورق انقاذ الى الدفاع المدني، وسنستكمل ما وعدت به الجمعية من خلال استقدام منح جديدة.
وعددت الليون قعوار بعض ما انجزته اندية الليونز المنتشرة في كل لبنان لاسيما على صعيد الحملات الطبية والبيئية، إضافة الى مكافحة الجوع من خلال تطبيق برنامج “وجبة خير”. ولفتت الى أن المنطقة 351 حصلت على العديد من الهبات والمنح التي انشأت عبرها جناحاً لغسيل الكلى في مستشفى البوار الحكومي، كما تم إنشاء اكاديمية وعيادات متطورة للكشف المبكر عن مرض السكري في مستشفى الشمال الاستشفائي، كما تقدم الجمعية الدعم المعنوي والرعائي لأطفال مرضى السرطان وأهاليهم.
ورد الرئيس عون مرحباً بالوفد، ومهنئاً نادي “الليونز” بحاكمته الجديدة، مشيداً بالاعمال التي تقوم بها هذه الاندية في لبنان على الصعد الاجتماعية والصحية والإنسانية ومنها المساعدة على تجهيز مستشفى البوار الحكومي لاستقبال المرضى ومواكبتهم.
وشكر أعضاء النادي على تفانيهم واخلاصهم للقضايا الإنسانية في لبنان، وتجسيدهم لقيم المحبة المجانية التي باتت نادرة في العالم اليوم. واعرب الرئيس عون عن استعداده لتلبية كل المطالب التي ترده والتي من شأنها تفعيل الأجهزة الطبية في المستشفيات الحكومية.
ولفت عون الى ان الأوضاع السيئة التي يعيشها لبنان هي نتيجة تراكم المشاكل والتي زادتها حدة الصعوبات الجديدة التي حلّت، فالدين بلغ نحو 200 مليار دولار، والحرب في سوريا أغلقت المنافذ الى أسواق الدول العربية، ونزح من سوريا اكثر من مليون ونصف سوري، تسببت بخسائر سنوية قدرت بنحو 3 مليار دولار سنوياً وفق تقديرات صندوق النقد الدولي. وعانى لبنان من التظاهرات، ووباء كورونا وانفجار المرفأ المأساوي.