جاء في “المركزية”:
عشية استئناف مفاوضات فيينا المقررة مبدئيا في 29 الجاري، يبدو ان التصعيد في الميادين الاقليمية وفي المواقف الكلامية سيما على لسان المسؤولين الايرانيين، سيقف عند “أسوار” العاصمة النمساوية ولن يخترقها.
فبحسب ما تكشف مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، الطرفان الايراني والاميركي راغبان في التوصل الى تفاهم وفي ارساء تهدئة في المنطقة، ولا يريدان الذهاب ابعد في المواجهة العسكرية والسياسية، وما الغليان الذي تشهده اكثر من دولة حيث للجمهورية الاسلامية أذرع عسكرية ونفوذ سياسي، كاليمن والعراق وسوريا ولبنان، سوى لتُحسّن طهران شروطها في المفاوضات المرتقبة ولتدخلها من موقع “القوي” لا “الضعيف”.
منذ ايام، وفي اطار ابداء واشنطن حسن نية، ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية منذ ايام قليلة أن إحدى الدول أفرجت عن 3.5 مليارات دولار من الأموال الإيرانية المحتجزة بفعل عقوبات واشنطن على طهران. وذكر علي ناظري مدير الوكالة – في تغريدة على تويتر- أن جزءا كبيرا من الأموال الإيرانية المفرج عنها جرى ضخه في القطاع التجاري الإيراني. ولم يكشف عن اسم الدولة.
وكان وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان قال – في أوائل تشرين الأول الماضي- إن على واشنطن الإفراج أولا عن 10 مليارات دولار، هي الأموال الإيرانية المجمدة بموجب العقوبات الأميركية، وذلك لإبداء حسن نية قبل استئناف مفاوضات فيينا الرامية لإحياء الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015، والذي انسحبت منه أميركا بشكل أحادي عام 2018.
في المقابل، ايران لا تزال ترفض تقديم اي تنازلات “في العلن”، تضيف المصادر، الا انها في قاعات فيينا، ستُضطر الى اعتماد الواقعية والى النزول عن شجرتها العالية ووضع المياه في “نبيذها”، لان خلاف ذلك سيعني انتهاء المفاوضات والذهاب بإجماع “دولي”، روسي – اوروبي، لا اميركي فقط، نحو خيار محاصرتها ومعاقبتها.
الى ذلك، تكشف المصادر عن امكانية استئناف المحادثات بين ايران والسعودية في عُمان ، في الاسابيع القليلة المقبلة. ومن هنا يكثّف الحوثيون عملياتهم العسكرية في اليمن في شكل غير مسبوق، استعدادا للحوار المرتقب.
المشترك بين فيينا وعمان، تتابع المصادر، هو ان ايا من محاوري طهران لن يرضى بأن تبقى على تمددها العسكري وعلى تطويرها الصواريخ البالستية وتخصيبها اليورانيوم. فاسرائيل ابلغت حليفتها الاولى واشنطن، بأن لن تقبل بحيازة ايران القنبلة النووية، على اعتبار انها الآن، من دونها، تعيث خرابا وتوترات في المنطقة، فكيف ان تمكّنت من الحصول عليها. فكان ان طمأنتها الولايات المتحدة ان هذا الامر لن يحصل: فإما تعود ايران الى الاتفاق النووي كما يجب، وتنضبط تحته وتلتزم معاييره، او فلن يكون اتفاق…