كتب محمد دهشة في نداء الوطن:
قررت وكالة “الأونروا” في لبنان نقل طلاب مدرستي “الصخرة” الابتدائية والمتوسطة في مدينة صيدا، و”الظاهرية” في بلدة الغازية، الى “المدرسة النموذجية” في منطقة النبعة – الفيلات على تخوم مخيم عين الحلوة، في خطوة اثارت غضب اهالي الطلاب ورفضهم لدمج المدرستين اللتين تضمان قرابة الخمسمئة طالب وطالبة بمدرسة واحدة، معتبرين ان ذلك يأتي ترجمة عملية لغياب اي خطة تربوية تحاكي التحديات الجمة في العام الجديد، وسط الأزمات المعيشية والاقتصادية وتفشي جائحة “كورونا”.
اهالي المدرستين الذين نظموا اعتصاماً احتجاجاً على القرار امام مكتب “الاونروا” الرئيسي في طلعة المحافظ في الهلالية – صيدا، عبّروا لـ”نداء الوطن” عن مخاوفهم من عملية النقل لما فيها من تهديد لمصير الطلاب بعد شهرين من بدء العام الدراسي، كاشفين “عن قرار آخر بنقل الطلبة الثانويين الملتحقين بثانوية بيسان بمخيم عين الحلوة والمقيمين في مدينة صيدا الى المدرسة ذاتها العام المقبل أيضاً.
غير ان مدير “الاونروا” في منطقة صيدا الدكتور ابراهيم الخطيب شرح الاسباب التي دفعت الى اتخاذ هذا القرار، فقال لـ”نداء الوطن”: “ان مبنى مدرسة “الصخرة” في صيدا بات آيلاً للسقوط ويشكّل تهديداً على حياة الطلاب، و”الاونروا” قامت وعلى مدى السنوات الماضية بترميمها وصيانتها دورياً ولكن هذا العام زاد الاهتراء والشقوق بالجدران والسقوف بشكل لافت، كما انها تعاني من العتمة في ظل تقنين التيار الكهربائي والمولدات الخاصة وارتفاع ثمن المازوت. اما مدرسة الظاهرية في الغازية فمستأجرة وقرر صاحبها رفع القيمة من 27 الفاً الى 32 الف دولار اميركي وتجديد العقد لعام واحد، المدرسة “النموذجية” تعتبر من افضل مدارس “الاونروا” في صيدا وتتألف من 4 طوابق وكل مدرسة سيخصص لها طابق منفصل، وفيها حدائق وملعب وصالات العاب ومكتبة وكل ما يحتاج اليه الطلاب، انها فعلياً نموذجية”.
ومع بدء العام الدراسي واجهت وكالة “الاونروا” تحديات كثيرة لاطلاق عام دراسي آمن، في ظل الازمة اللبنانية وجائحة “كورونا” ارتباطاً بقرار وزارة التربية بالتدريس الحضوري، فظلت عملية توزيع الكتب والقرطاسية غير مكتملة وظهرت معضلة ارتفاع اجرة النقل، فقررت بعد سلسلة تحركات احتجاجية واعتصامات من القوى السياسية واللجان الشعبية الفلسطينية دفع جزء منها لمن يستحق، وتحديداً للطلاب الذين يقيمون بعيداً من مدارسهم مثل وادي الزينة والغازية وصيدا ويفدون الى مدارس عين الحلوة.
ولم يترك “المجلس التربوي الفلسطيني” متابعة هذه المطالب، ويؤكد رئيسه أمين سرّ “القوى الاسلامية” في عين الحلوة الشيخ جمال خطاب لـ”نداء الوطن”، ان “الاونروا” وزعت الكتب الصادرة عنها وما زلنا ننتظر كتب المركز التربوي للبحوث التابع لوزارة التربية والتعليم اللبنانية، واتفقنا مع ادارة التعليم في “الاونروا” على تصوير الفصول التي يجري التدريس بها ريثما تتم عملية التوزيع، اما القرطاسية فوزعت الكمية الاساسية وبقيت كمية اخرى غير متوفرة في السوق، فاتفقنا على شراء كميات اضافية كي لا نقع في ذات المشكلة في العام القادم، والنقليات أقرتها “الاونروا” وهي في طريقها للدفع وبنسب متفاوتة وفق بُعد الطلاب عن مدارسهم وستكون عن طريق مراكز التوزيع الخاصة وبالتأكيد مدفوعة لطلاب المدرستين الظاهرية والصخرة كما وعدنا من مسؤولي “الاونروا”.
واوضح الشيخ خطاب ان مسؤولي “الاونروا” عقدوا اجتماعاً في وقت سابق قبل اتخاذ قرار نقل المدرستين مع اعضاء المجلس التربوي الفلسطيني، “ووضعونا في اجواء موجباته، ولا اعتراض لدينا طالما انها ستتحمل نفقات النقل، سيما وان عدداً كبيراً من طلاب مدرسة “الظاهرية” في الغازية هم بالاصل من عين الحلوة، نحن نتفهّم مخاوف الاهالي، ولكن اعتقد ان المدرسة نموذجية ستكون افضل من المدرستين السابقتين”.