كتب عماد موسى في نداء الوطن:
كأنه لا يكفي لبنان وأهله وهلات و”دكّات ورعبات” حتى جاءهم خبر “دركبة” النائب الدكتور ماريو عون (70 عاماً) على درج منزل رئيس “حزب التوحيد العربي” (اللبناني سابقاً) رجل الأعمال وئام وهاب. المصعد متوقف بسبب انقطاع التيار الكهربائي. إستعمل عون الدرج. طبعاً فكر سعادة النائب في أول دعسة على أوّل درجة من الطابق الثالث أن وئاماً مرتاحٌ مادياً وكريمٌ فلماذا لا يؤمن الكهرباء للـ “أسانسير” 24 على 24؟ وقبل ان يردّ الصدى على تساؤلِه المشروع… وقبل وصوله إلى الطابق الأرضي، كان ما كان مما ليس يذكره بالتمام.
سقط عون في “بئر حسن”. أغمي عليه. نُقل على جناح السرعة إلى المستشفى اللبناني في الجعيتاوي، حيث يمارس مهنته كطبيب منذ أعوام مديدة. أُدخل إلى العناية الفائقة بعد تقطيب جرح رأسه بـ 22 قطبة مخفية، وبعون الله ودعاء محبّيه، الدكتور عون اليوم بصحة جيدة وقد أظهرت الصور الشعاعية أن رأس الحكيم… سليم.
معروف عن النائب عون أن لسانه دافئ، لكن أي إنسان مهما بلغت درجة تهذيبه، سيشتم في لحظة سقوطه شركة كهرباء لبنان، ورئيس مجلس إدارة المؤسسة ووزير الوصاية والدولة وكل من يظهره التحقيق متورطاً في انقطاع الكهرباء. هي ثوانٍ كافية للإستنجاد بجميع القديسين أو لشتم كل المسؤولين عن القطاع السيئ الذكر. يصعب الجزم بما مر على بال نائب الشوف لحظة “الشقلبة”. هو نفسه لا يذكر.
ما قبل السقوط ليس كما بعده. يشعر سعادة النائب أنه وُلد من جديد على مشارف إنتخابات نيابية لا بدّ أن تعيده مرة ثانية إلى الندوة البرلمانية، في عهد العماد عون، أطال الله بعمره وبعهده إلى ما بعد 31 تشرين الأول 2022. في لاوعيه يرفض الدكتور عون وجود خلفٍ للرئيس عون في سدّة الرئاسة حتى لو كان اسمه جبران قلب الأسد، وكان سبق له أن أطلق في لحظة وعي ( 26 كانون الثاني 2021) عبارته الشهيرة: “إن عدم التمديد للرئيس عون هو ظلم بحقّه وبحق قسم من اللبنانيين” ليستطرد ويقول يومها: “على كل حال واصلين عليها” وبين الوعي واللاوعي يبدو أننا واصلون إلى آخر ثمانينات القرن الماضي في مشهد مستعاد أو طبعة منقّحة. بالفعل، إنه لظلمٌ في حق الجيل الجديد أن يحرم اختبار ما اختبرناه وعيش ما عشناه، من أيام زاهية متوّجة بالغار والإنتصار.
أمس سقط عون في بئر حسن. “لربّنا الشكر والحَمد جَت سليمة” على ما يقوله الإخوة المصريون، فيما سقط كثيرون، من آل عون وسواهم، طوعاً واختياراً، في أحضان السيد حسن!