Site icon IMLebanon

الصيادلة أمام اختبار التحرر من هيمنة الأحزاب

كتبت تانيا اسطفان في “الجمهورية”:

فيما الانظارُ مشدودة الى ما ستفرزه انتخاباتُ نقابة الصيادلة المقرَّرة الاحد، تخوض لائحة «نحو نقابة مستقلة» السباق الانتخابي طمعاً بالفوز، مسلَّحةً ببرنامج عمل مكوَّن من 18 بنداً، تختصر فيه معاناة الصيادلة على المستويات كافة، طارحةً الحلول التي من شأنها إنقاذ القطاع والحدّ من الخسائر التي يتكبَّدها.

يأمل د. ناجي جرمانوس المرشّح لمنصب النقيب، في أن تسجِّل لائحة «نحو نقابة مستقلة» التي يرأسها، خرقاً على مستوى النتائج المرتقبة، «يهدف الى تحرير قطاع الصيادلة من هيمنة الاحزاب على العمل النقابي. تحرّرٌ من شأنه النهوضَ بالقطاع وتحسين أوضاع الصيادلة مهنياً، اجتماعياً واقتصادياً».

يقول د. جرمانوس انَّ «مهمتنا الأساسية هي الوقوف الى جانب الصيادلة في محنتهم، لا سيما في ظلِّ الأزمة التي ألمَّت بهم، بفعل تفاوت أسعار صرف الدولار بين المنصّات الرسمية والسوق السوداء، وانعكاسها على سير العمل، يُضاف اليه تحوُّل الصيادلة الى «كبش محرقة» تتجاذبها شركاتُ التوزيع من جهة والمواطن المريض من جهةٍ أخرى».

ويشير الى «ضرورة تأمين مقومات الصمود للصيادلة، والسبيل لتحقيق ذلك يكون بتشجيع الصناعة الوطنية التي تُعَدَّ الأمل والحل الوحيد لتأمين فرص عمل وتوفير الأدوية للمواطنين».

من جانبٍ آخر، يُطالب جرمانوس بـ «دولرة جعالة الصيدلي التي هي حقٌ له خصوصاً في ظل الظروف القاسية التي نمرّ فيها، وذلك للحدّ من الخسائر التشغيلية، وبما يضمن للصيدلي العيش الكريم»، مؤكّداً «أنَّ تثبيت الجعالة والالتزام بها خطٌ أحمر».

يدعو جرمانوس الناخبين الصيادلة الى منح الثقة للائحة التي يرأسها «بناءً على برنامج العمل الذي تقدَّمت به والذي يسلِّط الضوء على المشاكل التي يعاني منها الصيادلة على المستويات كافة»، متعهِّداً في حال الفوز، بتطوير العمل النقابي وتعزيز دور الصيدلي في مواجهة كل التحدّيات»، فـ»تاريخنا يشهد لشفافيتنا في العمل، وعلى هذا النهج باقون». يقول جرمانوس.

بحماسةٍ واندفاع شديديْن، تتحدث المرشحة لعضوية مجلس نقابة الصيادلة د. رين نعيم نمير لـ»الجمهورية» عن أسباب ترشحها ضمن لائحة « نحو لائحة مستقلة»، وتقول في هذا الاطار: انَّ «اللائحة تتماهى وتطلعاتها لإحداثِ تغيير في النهج المتَّبع الذي لم ينصف الصيدلي»، وهي على قناعة بأنَّ «المستقل قادر على تحقيق ما عجزت الأحزابُ عن تحقيقه لصون حقوق الصيدلي».

وبإسهاب، تتحدث د. نمير عن صيادلة المستشفيات، وتشير في هذا الاطار، الى انّه «لا يجوز بعد اليوم تهميش الصيادلة في المستشفيات». وتوضح بأنّ «المستشفيات تُصنَّف ضمن فئات ثلاث وهي A B C. المصنَّفة ضمن الفئة A أيْ المستشفيات الجامعية، من المفترض أن يكون في كلِّ قسمٍ منها صيدلي يعمل دواماً كاملاً، وهذا بندٌ قانوني من بنود تصنيف المستشفيات غيرُ مطبَّق لغياب المتابعة القانونية، لا شك بأنّه سيكون ضمن اولوياتنا في حال فازت لائحتنا».

تتوقف د. نمير عند جعالة الصيدلي لتشير الى أنّ «الجعالة هي حق شرعي لكل صيدلي، من شأنها إنعاش القطاع ليتمكَّن أبناء المهنة من الاستمرار وللحدّ من التدهور الحاصل، لا سيما وأنّ العديد من الصيادلة وجدوا أنفسهم مضطرين لإقفال صيدلياتهم للحدِّ من الخسائر التي ترتَّبت عليهم نتيجة الوضع الاقتصادي المتردّي الذي لم يَسلم القطاع من شظاياه».

وتلفت نمير الانتباه الى أنَّ لائحة «نحو نقابة مستقلة» باشرت بإعداد دراسة علمية تهدف الى فصل بدل الاتعاب عند الصيادلة عن المستشفيات، بما يعني أنّ «كل دواء يُباع في المستشفيات يعود ربحُه الى قسم الصيدلة وليس الى المستشفى، أسوةً بنقابة الأطباء، التي نجحت في تطبيق ذلك». وتضيف: «نريد عائدات الادوية التي تُباع في الصيدليات لتحسين وضع صيادلة المستشفيات ورواتبهم» .

تصرّ د. نمير في حديثها على التركيز على الوعي المجتمعي الذي بدأ يتشكَّل بعيداً من الإملاءات الحزبية. وتقول في هذا الاطار: «سهلٌ على اللوائح المواجِهة للائحتنا التي تحظى برضى حزبي بشكلٍ مباشر أو غير مباشر ، أنْ تجمع الاصوات المؤيّدة لها من دون أن تبذل جهداً في ذلك، خلافاً للائحتنا التي يجتهد أعضاؤها لكسب الأصوات الداعمة لمشروعهم المتحرّر من كل تبعية حزبية، خدمةً للمصلحة العامة».

وتؤكّد د. نمير أنّ اللائحة التي تمثلها في انتخابات نقابة الصيادلة هدفُها حمايةُ الصيادلة. واذ تأمل أن تحقق «نحو نقابة مستقلة» النجاح في انتخابات الأحد، تختم بثقة: «صحيحٌ أننا مستقلون عن هذه المنظومة، لكن يدُنا ممدودة لكلِّ صيدلي، الى أيِّ جهة انتمى. فما يميِّزنا هو أنّ لا أحد يُملي علينا شروطاً مسبقة قبل الإقدام على أي خطوة».