Site icon IMLebanon

جبران “ذو القرنين”

كتب عماد موسى في “نداء الوطن”:

في ظلام بئر بلا قعر، حيث يقبع معظم اللبنانيين ينتظرون قدرهم المحتوم، وفي لحظة فاصلة بين الرمق الأخير والصمت التام، إخترق الدياجير نبراس فصرخ عجوز ناتئ عظام الصدر بما بقي له من قوة: إنهضوا إنهضوا أرى مشعل الحرية والإستقلال آتياً. أرى مخلّص لبنان… أرى جبران. وكأن أجنحة نبتت لشعبنا العظيم فخرجت ألوف مؤلفة من الديجور إلى النور، ووجدت نفسها في حديقة الإستقلال في كفرذبيان، إلى جانب فتيان التيار وشيبه، مشدوهة ببطل يلاعب البروق بسيفه ممتطياً حصانه “فانتوم” في عرض مدهش سبَقَ مقارعة القدر وشطب وجه اليأس بحرف G.

ربّاه إنه جبران العظيم. رئيس التيار الوطني الحر وأحد أبرز مناضلي القرن الماضي والقرن الحالي، ومنتزع لقب “ذو القرنين” من الإسكندر الأكبر. ففي خطاب يستحق أن تُحفر كلماته على جذع أرزة معمّرة قال جبران: “اليوم يريدون إقناعكم ان هناك احتلالاً جديداً (قديماً) جاء الى لبنان هو الاحتلال الايراني لكن نحن كتيار وطني حر كما واجهنا الاحتلال الاسرائيلي والوصاية السورية… إذا كان هناك احتلال إيراني نحن أول من سنواجهه عندما سيركع أمامه الآخرون”.

قليلون يعرفون أن جبران تولّى تدريب مجموعة إستشهاديين من التيار في مواجهة العدو الإسرائيلي، وكان لاستشهادييه الدور الفعّال في دحر العدو العام 1982 والعام 1993 والعام 2000 والعام 2006. أما بالنسبة إلى السوريين فعظام غازي كنعان ترتجف في قبره كلما تذكر… خليفة زورو. أما الإحتلال الإيراني فمجرّد وهم. وكلام المسؤولين الإيرانيين على جيوش وميليشيات عربية بإمرتهم مجرّد وهم، والسيطرة على عواصم عربية، بينها بيروت، مجرّد وهم، وكلام “حزب الله” بالدفاع عن مصالح إيران مجرّد وهم… الحقيقة الوحيدة أن عندما يركع الآخرون جبران سيواجه، وهذا ما يجعل الدكتور فارس سعيد، على الرغم من زنّه المتواصل على وتر الإحتلال الإيراني، مطمئن البال.

ويمضي جبران ذو القرنين، في دفاعه المقدّس عن العهد القوي، حاملاً على من “حوّلوا كلمة “القوي” الى استهزاء لأنهم يحبون الضعف والضعيف ويحاولون ان يجعلونا نقتنع بأن لا فائدة من العهد “القوي”… تبّاً للمتنمرين على الرئيس القوي والعهد القوي والتيّار القوي. وتبّاً للمتهكمين على معزوفة “ما خلّونا” للأوركسترا العونية الفيلهارمونية.

الطالعون من القبر كانوا سعداء جداً وهم يستمعون إلى ذي القرنين يحمّل منظومة التسعينات مسؤولية الإنهيار، ويمتطي صهوة التاريخ، و”يدندل” رجليه على جبل أشم. والجائعون، أكلوا من طبلات آذانهم، وليس من أفواهم، ما لذّ من أطباق الحرية والسيادة والإستقلال. تقدمة مطاعم “ذو القرنين”.