كتبت أنديرا مطر في “القبس”:
على وقع الانهيار المتواصل لليرة اللبنانية مقابل الدولار الأميركي مترافقا مع ارتفاع متواصل لأسعار المحروقات والتلويح بعودة التحركات الى الشارع احتجاجا، فإن لا شيء يتغير على مشهدية التعطيل الحكومي المستمر منذ شهرين لجهة حسم أي اتجاه ستؤول اليه الأمور، فالانسداد السياسي باقٍ ويفاقم الأزمات.
في الاثناء، ترقب لما يمكن أن تحمله زيارة رئيس الجمهورية ميشال عون الى قطر الثلاثاء تلبية لدعوة أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حضور حفل افتتاح كأس الفيفا العرب 2021، ونتائج زيارة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى الفاتيكان ولقائه قداسة البابا في الفاتيكان.
وفيما سرت أنباء عن توجه ميقاتي الذي يقوم بجولة خارجية تشمل الفاتيكان ومصر وتركيا، الى تقديم استقالته قريباً، أكدت مصادر مقربة من رئيس الحكومة لـ القبس ان لا صحة للأخبار عن اعتكاف او استقالة الأخير.
واستندت المصادر إلى جملة عوامل تحسم بقاء الحكومة، أولها الإصرار الدولي على وجودها، نظرا للملفات الكبيرة الملقاة على عاتقها، وعلى رأسها فرملة الانهيار المتسارع من خلال مفاوضات مع صندوق النقد الدولي، التي قطعت شوطا كبيرا في الامور التقنية.
ورأت المصادر ان استقالة الحكومة في هذا الظرف سيقطع الأمل على أي مبادرة انقاذية. كذلك، فإنّ سقوط الحكومة سيحرر دولار السوق من أي ضوابط، ما قد يخرج الأوضاع عن السيطرة ويعيد شبح الفوضى التي تحذر منها التقارير الغربية، نظرا لتدهور الاوضاع الاجتماعية وانهيار مؤسسات الدولة وقطاعاتها.
محاولات لعقد مجلس الوزراء
وكشفت آخر المعلومات المتعلقة بالمساعي لعودة مجلس الوزراء الى الانعقاد عن محاولة جديدة يتوقع ان تجري الاسبوع المقبل وذلك بعد اسقاط القضاء اللبناني الخيار القضائي بقبع المحقق العدلي طارق البيطار.
وتتمحور هذه المحاولة على مقايضة جديدة يسعى إليها «حزب الله» بين حليفيه الرئيس نبيه بري والتيار الوطني الحر. وتقوم على احالة محاكمة الرؤساء والوزراء الى محكمة خاصة مقابل موافقة بري على شروط التيار الوطني الحر للسير بقانون الانتخاب، ومنها انشاء الميغاسنتر وحصر اقتراع المغتربين بالمقاعد الستة المخصصة لهم، من دون ان تتبين بعد ظروف نجاحها من عدمه.
«حزب الله» لا يتفرج
وعلى صعيد معالجة الازمة الحكومية، رأى عضو المجلس المركزي في «حزب الله» نبيل قاووق، أن الحزب ليس في موقع المتفرج، وإنما في موقع الداعم والحريص على إنجاح المساعي التي لم تتوقف للوصول إلى معالجة العقدة الوحيدة غير المستعصية على الحل.
ملفات الراعي
من جانبه تطرق البطريرك الماروني بشارة الراعي في عظته امس الى 3 ملفات:
– الانتخابات النيابية، مشددا على حصولها في مواعيدها الدستورية، «حرصا على حق الشعب في الانتخاب والتغيير، وحفاظا على سلامة لبنان ووحدته»
– التحقيق في انفجار المرفأ بعد قرار الهيئة العامة بالإجماع لمحكمة التمييز الذي ثبت أحقية التحقيق العدلي.
– تعطيل الحكومة، اذ سأل الراعي: بأي حق يُمنع مجلس الوزراء من الانعقاد؟ هل ينتظر المعطلون مزيداً من الانهيار؟ مزيداً من سقوط الليرة اللبنانية؟ مزيداً من الجوع والفقر؟ مزيداً من هجرة الشباب وتدهور علاقات لبنان مع دول الخليج؟
وقال البطريرك إنه لا يجوز لمجلس الوزراء أن يبقى مغيبا ورهينةَ هذا أو ذاك، فيما هو، أساساً، السلطةُ المعنيّةُ بإنقاذِ لبنان.
«ما خلونا»
وفي احتفال مناطقي للتيار الوطني الحر رأى رئيس التيار النائب جبران باسيل أن «من يحاول تركعينا اقتصادياً ومالياً يهدف إلى وضع يده على قرارنا». مضيفاً: «يتهكمون عندما نقول (ما خلّونا)، فقولوا (ما خلّونا) ولا تخجلوا لأنهم (ما خلّونا) ولا يحقّ لهم أن يتنمروا بذلك على التيار».
ولفت باسيل إلى أنّ «هذا العهد لم يأت إلى بلد فيه كهرباء وخال من الديون، بل أتى إلى بلد مفلس لم يكن ينقص إلّا إعلان انهياره وكان كلّما تأخر الانهيار، زاد الدين والكلفة على الناس». وتابع: «لم يزعجهم بهذا العهد إلّا كلمة القويّ فلا يريدون عهداً قوياً ولا رئيساً قوياً ولا تياراً قوياً، فحوّلوا كلمة القويّ إلى استهزاء لأنهم يحبّون الضعف والضعيف».
وسخر باسيل من المجموعات المدنية التي رفعت السبت شعار مواجهة الاحتلال الايراني، وقال «إذا كان هناك احتلال إيراني نحن أول من سنواجهه عندما سيركع أمامه الآخرون». كما توجّه إلى جمهوره، قائلاً: «لا تخافوا، لا احتلال إيرانياً للبنان لأن لا أحد يستطيع أن يحتل لا ثقافتنا ولا ديانتنا ولا إيماننا، وهذه الأرض بالذات وهذه الجبال لا أحد يستطيع أن يحتلها أو يدوسها»