جاء في المركزية:
أشار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، تعليقًا على لقاء البابا فرنسيس والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في الفاتيكان، والذي اعلن فيه ماكرون عن التزام فرنسا في لبنان، إلى انه على ثقة من أنه “بفضل حسن نية اثنين من أصدقائي العظام، قداسة البابا والرئيس ماكرون، سينجح لبنان في الخروج من أزمته”. وجاء لقاء البابا – ماكرون، الذي خُصص جزء كبير منه لبحث أزمة لبنان، في اليوم التالي لزيارة ميقاتي الى الفاتيكان، وقبل أيام من زيارة الرئيس الفرنسي الى كل من السعودية وقطر والامارات في 3 و4 كانون الاول المقبل. فهل تشكل هذه اللقاءات مفتاح الحل؟
مصادر مطلعة تؤكد لـ”المركزية” أن الرئيس ميقاتي أعاد وضع لبنان على خارطة العلاقات العربية والدولية، وخاصة الدولية، ولكنها لا ترى في الوقت الحاضر كيف سيترجم هذه المساعي. فهو يحاول ان يدخل على الخليج من خلال المجتمع الدولي بدل أن تكون العلاقة مباشرة مع لبنان، ويعول على ضغوط اميركية وفرنسية على السعودية والامارات، لأن تلك الدول التي لم تستطع في السابق حل الصراع بين قطر والسعودية أو وقف حرب اليمن رغم كل الضغط الاميركي، لن تكون قادرة على الضغط على دول الخليج من أجل تليين موقفها من لبنان خاصة انها هي ايضا ضد اللبنان القائم اليوم الذي يمثله حزب الله والدولة المتحالفة معه.
لذلك، لا ترى المصادر مخرجاً لهذه المشكلة في الوقت الحاضر، خاصة ان الجميع، عن حق او عن باطل، ينتظرون ما سيحصل في فيينا التي تبدأ محادثاتها اليوم. وبالتالي المساعي التي قام بها ميقاتي تصطدم بشروط حزب الله الذي يغلفها بمشاكل داخلية لتغطية رهن لبنان للمشروع الايراني. باختصار، ودون الذهاب بعيداً، طالما مجلس الوزراء لم يعد الى الانعقاد هذا يعني ان مساعي ميقاتي لم تؤد الى نتيجة أقله حتى الآن.
وتعتبر المصادر ان لبنان لا يمكنه التعويل على زيارة ماكرون الى الخليج، أولاً لأنه غير محبوب هناك وثانياً لأن الزيارة مخطط لها منذ آذار الماضي اي منذ ثمانية اشهر وأصبحت مؤجلة أكثر من سبع مرات، لذلك من الصعب ان يتمكن من الضغط في هذا الاطار، خاصة وان السعودية اخذت عليه تفاهمه مع ايران لتشكيل حكومة في لبنان يسيطر عليها حزب الله. كما أنه قبل زيارته الى الخليج أجرى عدة اتصالات لم تنجح. الامر الوحيد الذي تمكن من إنجازه منذ 2017 حتى اليوم مع السعودية هو اطلاق الرئيس سعد الحريري.
وأكدت المصادر ان الخارج طلب من اللبنانيين مراراً وتكراراً أن يساعدوا انفسهم كي يتمكن من مساعدتهم. ففي حين يجدر بالجانب اللبناني ان يتحرك، اكان الدولة او القيادات السياسية المعارضة وان يقوم بمبادرات، نجد ان مجلس الوزراء لا ينعقد ولا مبادرات جدية لإجراء الاصلاحات المطلوبة من المجتمع الدولي ولا تم فرض استقالة وزير الاعلام جورج قرداحي رغم ان هذا المدخل الطبيعي لحلحة الوضع، ويريدون في المقابل ان تنتهي الازمة.
حتى اليوم الذي خصصه الفاتيكان في 1 تموز الماضي للصلاة والتفكير من أجل لبنان وجمع فيه البابا القيادات الروحية المسيحية لم يشهد أي متابعة من قبل اللبنانيين. وتؤكد المصادر وفق معلومات من اوساط دبلوماسية غربية ان الفاتيكان فوجئ بعدم وجود موقف موحد ومقاربة واحدة بين القيادات الروحية كما هي حال رجال السياسية، في حين أن الكرسي الرسولي كان يأمل بموقف واحد لعقد ميني سينودوس للبنان ومن ثم قمة مسيحية اسلامية. لذلك، يدعو الفاتيكان القوى المسيحية للاتفاق فيما بينها حتى تتمكن من الاتفاق مع الطرف الاخر وعقد مؤتمر مسيحي اسلامي للبحث في مخرج للازمة.
وتجزم المصادر ان الفاتيكان يطلق المبادرات وعلى الجانب اللبناني التقاطها ومتابعتها من خلال عمل دبلوماسي دؤوب ونشيط ومجموعة قوى وعلاقات عامة يومية ومستمرة مع المسؤولين في الكرسي الرسولي وسفر ووفود، وهذا ما يفتقر إليه لبنان راهناً. لبنان قادر لكنه للأسف لا يبادر للقيام بأي خطوة الى الامام. الحياد والمؤتمر الدولي وتعديل القرارات الدولية ودفع الدول للتعاطي ودعم لبنان مثلا كلها أمور قابلة للتنفيذ، لكن ما الذي يفعله لبنان للوصول الى هذه القضايا؟ صفر مبادرات، اكان من قبل الدولة او الجمعيات او الكنيسة او الاحزاب المعارضة المسيحية وغير المسيحية.
ورداً على سؤال حول أهمية المساعي لعقد قمة روحية اسلامية – مسيحية، تؤكد المصادر ان في حال حصولها، فإن الفريق الشيعي لن يحضر. واذا حضر سيطير مضمونها، فلماذا عقدها ولأي هدف؟ من اجل الصورة؟ لدينا الكثير من الصور، تختم المصادر.