Site icon IMLebanon

“ميني ثورة” شمالية في إثنين الغضب: هل تتسع رقعة الاحتجاجات؟

كتب مايز عبيد في “نداء الوطن”:

بينما لا يزال المشهد السياسي في لبنان على حاله من التأزم، من دون بروز أي أفق لحل يعيد الحكومة إلى الإجتماع، ووسط استفحال الأزمة الإقتصادية والأوضاع المعيشية للمواطنين، نزل الناس إلى الشوارع في مدينة طرابلس وعموم مناطق الشمال، استجابة للدعوة إلى يوم الغضب التي أطلقت عبر وسائل التواصل الإجتماعي ولم تتبنَّها أي جهة. وتوزع المشهد بين قطع للطرقات، ومسيرات احتجاجية واقتحام لبعض المراكز والمؤسسات الحكومية.

ففي مدينة طرابلس نزل الشبان الغاضبون إلى الساحات من ساعات الصباح الباكر وقطعوا العديد من الطرقات الداخلية لا سيما شارع عزمي والمئتين والروكسي… بالإضافة إلى الطريق الدولي الذي يربط طرابلس بعكار في البداوي والطريق الدولي الذي يربط طرابلس ببيروت عند نقطة البالما. كما قطعت الطريق التي تربط مدينة طرابلس بقضاء الكورة، الذي شهد قطعاً للعديد من الطرقات بالإطارات المشتعلة ومستوعبات النفايات.

وفي عكار، قطع المحتجون العديد من الطرقات في حلبا والكويخات والبيرة، واقتحم الثوار بالتوازي مبنى السراي في حلبا وكتبوا عبارات مؤيدة للثورة ومناهضة للعهد والسلطة بالرش على جدرانه، وقلبوا صور رئيس الجمهورية بالمقلوب. كما شهدت مدينة طرابلس أيضاً مسيرات شعبية في ساحة النور ومحيطها ومناطق أخرى، ندد فيها المحتجون بالإرتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار وكذلك أسعار المحروقات والأدوية، والأوضاع الإقتصادية والمعيشية المذرية، وبسياسة الحكومة التي أوصلت الناس والبلد إلى أسوأ أيامهم. كذلك جال المتظاهرون على منازل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ونواب مدينة طرابلس في مشهد جديد قديم، تعبيراً عن سخطهم من أداء سياسيي المدينة.

وبعدما ترك وزير التربية عباس الحلبي الحرية لمدراء المدارس بين التعليم والإقفال، أعلنت مدارس رسمية وخاصة في طرابلس واعتباراً من ليل الإثنين عن إقفال أبوابها في إثنين الغضب، فيما فتحت مدارس أخرى أبوابها في طرابلس والكورة وعكار، في يوم تعليمي شهد نوعاً من الإرباك في صفوف المعلمين والطلاب والأهالي. أما حركة الأسواق التجارية والمحلات فكانت خجولة بعض الشيء، في وقت فضّل فيه مواطنون كثر عدم الخروج من المنازل أو الذهاب لأماكن العمل، تفادياً للطرقات المقطوعة.

واعتباراً من ساعات بعد ظهر أمس، أعيد فتح الطرقات التي قطعت وعادت حركة السير إلى طبيعتها، في يوم “إثنين الغضب” أو “الميني ثورة” إن صح التعبير، لأن الأعداد الشعبية لم ترق فيه إلى مستوى أيام الغضب التي كانت تحصل إبان ثورة 17 تشرين.

وأعاد “يوم الغضب” إلى الواجهة مجدداً الجدل حول الفائدة من قطع الطرقات بين مؤيد ومعارض، حيث يرى معارضو الخطوة بأنها ليست أكثر من تضييق على الناس وليس على السياسيين والحكام.

سياسياً، اعتبرت أوساط شمالية “أن احتجاجات الأمس تحمل بصمات مستقبلية وألوانها زرقاء ولو أن تيار “المستقبل” لم يتبنَّها، وهي مثابة رسالة إنذار أولى بهذا الشكل للرئيس ميقاتي، تمهّد لإمكانية الإطاحة بالحكومة في الشارع إذ لم تعد لأي من الأطراف الموجودة فيها المصلحة في بقائها. وعلى الرغم من أن التحركات لم تكن على مستوى الدعوات والتجييش، لكن السؤال الذي يطرح: هل ستستمر هذه التحركات للأيام المقبلة أم هو يوم وانتهى؟!.