يغادر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بعد ظهر اليوم الى قبرص على متن طائرة قدمها رجل الاعمال سركيس سركيس يرافقه ثلاثة مطارنة، في زيارة تستمر حتى الخامس من كانون الاول لمواكبة زيارة البابا فرنسيس الى نيقوسيا، والتي يغادرها في 4 كانون الاول الى اليونان ويبقى فيها حتى 6 منه.
في قبرص، يرأس البابا فرنسيس في 3 كانون، الذبيحة الالهية التي يشارك فيها البطريرك الراعي، ثم يعقد لقاء مع الاكليروس الكاثوليك في كاتدرائية سيدة النعم يليه لقاء مع المهاجرين الكاثوليك في كنيسة اللاتين، على ان يستقبله كبار المسؤولين القبرصيين.
اما البطريرك الراعي فيبقى في قبرص بعد مغادرة البابا ويرأس قداسا في كنيسة سيدة النعم ويجري اتصالات مع عدد من القادة السياسيين والمسؤولين الروحيين قبل ان يعود الى بيروت في اليوم التالي.
وفي هذه الرحلة التاريخية سيطلق البابا “نداء من أجل الوحدة والسلام” لتوحيد الجزيرة، ومن ثمّ في اليونان سيُثير أزمة المهاجرين واللاجئين والحوار بين الأديان، ويزور خلالها جزيرة “ليسبوس” التي تُعتبر رمزاً لأزمة الهجرة.
وأعلن رئيس أساقفة كاثوليك بحر إيجة جوزف برنتيزيس أن البابا يريد “إصدار إعلان إنساني بأن الكنيسة وجميع شعوب أوروبا يهتمون باللاجئين وأنه يجب الاعتراف بالثقل الذي تتحمله اليونان من قبل دول أوروبية أخرى”.
أما عن إمكان عقد خلوة بين البابا والبطريرك الراعي، فتؤكد مصادر مطلعة لـ”المركزية” ان هذا الامر غير محسوم نظرا لبرنامج الزيارة الحافل بالمواعيد، لكن البطريرك الراعي يرسل مذكرات اسبوعية الى الكرسي الرسولي، لذلك فإن البابا على بينة من كل مجريات الاحداث في لبنان، حتى لو لم يتسن لهما الاجتماع منفردين، فإن مجرد مواكبة البطريرك للزيارة مهمة بحد ذاتها. كما انها فرصة للبطريرك للقاء الجالية المارونية في قبرص.
أما وان البابا يزور بلدا يبعد أميالا عن لبنان دون ان يعرج على بلاد الارز، فتجيب المصادر ان زيارات البابا يتم التحضير لها مسبقا وقبل أشهر. واليوم بدأ الحديث عن زيارة من المتوقع ان يقوم بها وزير خارجية الفاتيكان بياترو غالاغر الى لبنان بين أواخر كانون الثاني ومطلع شباط المقبل، وقد تكون تمهيدية وتحضيرية لزيارة البابا فرنسيس لبنان في وقت لاحق.
الى ذلك، يستعد الموارنة في قبرص لاستقبال البطريرك الراعي في زيارة رعوية تدوم من 1 كانون الاول الحالي ولغاية 6 منه، في إطار مشاركته في زيارة البابا فرنسيس الى الجزيرة من 2 الحالي الى 4 منه، بحسب ما أعلنت أبرشية قبرص المارونية.
ودعا مطران قبرص للموارنة سليم صفير الجميع الى “المشاركة في مختلف محطات الزيارة الى الرعايا الواقعة في جنوب قبرص في نيقوسيا، انثوبولي، كوتشاتيس، لارناكا، ليماسول وبوليميديا، اضافة الى القرى المارونية في الشمال وهي كورماكيتي وآيا مارينا وأسوماتوس وكاراشا”.
وتوجه في بيان الى الرعايا “لاستقبال الراعي بفرح مع الكهنة ومن خلال التزام الأطفال والشبيبة والعائلات الترتيبات المتنوعة، إضافة الى التمارين التي تقوم بها جوقات الرعايا إذ تنشد الألحان المارونية باللغات السريانية واليونانية والعربية. وسيكون للبطريرك مع الوفد المرافق زيارات رسمية لرئيس الجمهورية ورئيس الأساقفة وبعض اللقاءات مع الفرق والجمعيات”.
وختم البيان: “كلنا رجاء ان تحمل زيارتي البابا والبطريرك السلام والفرح وتعطي ثمارا روحية تتجسد تضامنا وأخوة”.