Site icon IMLebanon

صور الأقمار الإصطناعية الروسية لا أهمية لها؟!

كتبت لينا الحصري زيلع في “اللواء”:  

في ظل استمرار تعليق جلسات مجلس الوزراء منذ اكثر من شهر ونصف الشهر  وتريث رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لدعوة الحكومة الى الانعقاد تتفاقم الازمات على كافة المستوايات بشكل متسارع ومستمر، ولكن بالمقابل كان اللافت  في الايام الماضية التحرك اللبناني بإتجاه العاصمة الروسية التي شهدت زيارة لوزير الخارجية عبد الله بو حبيب الذي اجرى محادثات مع المسؤولين الروس تتعلق باخر المستجدات والعلاقات الثنائية، هذه الزيارة التي تسلم خلالها بوحبيب الصور التي سجلتها الاقمار الاصطناعية الروسية في الرابع من اب 2020 اي يوم انفجار مرفأ بيروت تبعها لقاء عقده نهاية الاسبوع الماضي الممثل الخاص للرئيس سعد الحريري في موسكو جورج شعبان بناءً على طلبه مع نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف الذي استمع من شعبان الى تقييمات واعتبارات الحريري حول السبل الممكنة لاخراج لبنان من ازماته الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، مع الاشارة بأن هذا التحرك اللبناني بإتجاه موسكو سبق زيارة بوغدانوف الى طهران الاثنين الماضي واستئناف المحادثات الدولية لاحياء الاتفاق النووي الايراني والمتوقفة منذ خمسة اشهر، خصوصا انه وكما هو معلوم فإن الازمة اللبنانية بكافة مندرجاتها مرتبطة بشكل مباشر بالتطورات الخارجية لا سيما الايرانية منها، مصادر لبنانية متابعة للموقف الروسي تعتبر عبر«اللواء» بأن صور الاقمار  الاصطناعية  التي تسلمها الوزير بو حبيب من نظيره الروسي سيرغي لافروف بمغلف مغلق مع تقرير باللغة الروسية لا تحتوي على معلومات مهمة لان هذه الصور وبحسب المصادر هي ما قبل انفجار المرفأ وما بعده والمختصين هم من سيوضحون ماذا تتضمن هذه الصور خصوصا ان وزير الخارجية الروسي اعلن صراحة ان هذه الصور هي ما قبل الانفجار وما بعده.

واشارت المصادر الى انه لو كان لهذه الصور اهمية او ادانة لاسرائيل لن يكن الجانب الروسي سلمها الى لبنان، خصوصا ان رئيس الجمهورية ميشال عون طالب  السفير الروسي الكسندر روداكوف  بابلاغ  بلاده رغبة لبنان في الحصول على هذه الصور بعد ما كانت الاعلامية راغدة درغام طلبت مع الرئيس الروسي فلادمير بوتين خلال عقده مؤتمر صحافي في سوتشي تسليم لبنان هذه الصور.

وعن هدف زيارة الوزير بوحبيب  الى موسكو في هذا التوقيت،  ترى المصادر بان الزيارة عادية بروتوكولية، وهي اتت بناءً على طلب وزير الخارجية وكانت مناسبة تسلم خلالها مغلف الصور الروسية.

وعن ماهية الرسالة التي نقلها ممثل الحريري الى بوغدانوف تشير المصادر الى انه كما هو واضح وتم توزيعه من قبل الخارجية الروسية فإن الرئيس الحريري كان يريد ايصال وجهة نظره من تطورات الاوضاع في لبنان وتدهورها  بسبب سيطرة ايران وحلفائها على القرار اللبناني.

وتنقل المصادر قلق السؤولين الروس من انفجار الاوضاع في لبنان نتيجة تفاقم الازمات لا سيما الاقتصادية، وبحسب المعلومات فإن الوزير بو حبيب طلب من الجانب الروسي التدخل  واجراء اتصالات مع دول الخليج لاعادة الامور والعلاقات بين لبنان وهذه الدول الى طبيعتها.

وتشير المصادر الى ان نائب وزير الخارجية الروسي بوغدانوف الذي زار طهران يوم الاثنين الماضي تطرق الى الوضع اللبناني بتفاصيله وطلب من الجانب الايراني عدم استعمال لبنان ساحة للهجوم على  دول الخليج لان الوضع اللبناني اصبح قابل للانفجار اكثر من اي وقت مضى،  خصوصا ان هناك ازمة  اقتصادية كبيرة يعاني منها ولم يعد لديه القدرة على التحمل، كما ان بوغدانوف دعا المسؤولين الايرانيين بصراحة الى ضرورة تحيّيد لبنان وعدم جره الى مشاكل اقليمية  والى وجوب تخفيف الضغط عنهحتى انه أكد للجانب الايراني بان لا يمكن للبنان ان ينهض دون الخليج.وتلفت المصادر الى ان هناك وعد من الجانب الروسي بإستمراره بالاهتمام بالاوضاع في لبنان  وسيعمل على تكثيف اتصالاته مع كل الاطراف المعنية لتفادي الانفجار الطائفي  الذين يتخوفون من حصوله لانه  سيكون لديه انعكاسات في سوريا والمنطقة  خصوصا ان لديهم وجود فيها.

وحول التوقعات من نتائج اجتماعات فيينا تشير المصادر المطلعة على الموقف الروسي بأن الجميع ينتظر هذه النتائج  خصوصا ان الايراني يجمع الاوراق  بيده ليضغط في هذه المفاوضات، وهذا سبب اساسي للتصعيد في لبنان واليمن وسوريا والعراق، خصوصا انه حاول السيطرة على مأرب في اليمن ولكنه خسر مناطق فيها، كذلك خسر في انتخابات العراق ، وهو حاليا يحاول الضغط عبر الساحة اللبنانية،  وتعتبر المصادر ان القرار هو بيد الجانب الاميركي، رغم ان الدول الاوروبية تسعى لابرام اتفاق مع ايران لا سيما فرنسا التي لها دور في لبنان والتي يبدو انها اعطت ايران من خلال «حزب الله» حكومة فشلت في عملها منذ اول عهدها.

وتؤكد المصادر الى ان هذه المفاوضات سيكون لها انعكاس مباشر على الساحة اللبنانية لذلك تدعو الى ضرورة انتظار نتائج هذه المفاوضات.