جاء في المركزية:
رغم أن وصول لبنان إلى نهاية النفق بشهادة أهل الاقتصاد والسياسة في لبنان وباعتراف المجتمع الدولي الذي ناشد المسؤولين اللبنانيين مرارا وتكرارا “ان ساعدوا انفسكم كي نساعدكم”، لا زالت المراوغة والمراوحة سيدة الموقف.
وفي خضم هذه الأزمات تحاول الاحزاب من جهة والمجتمع المدني من جهة أخرى، رص الصفوف وتشكيل التحالفات تحضيراً للانتخابات النيابية المقبلة التي ربما قد تشكل نقطة تحول وتغييرا في المشهد السياسي المقفل. كما نشهد ولادة تجمعات ولقاءات جديدة ومنها مثلاً “اللقاء الوطني في الجبل” الذي أعلن السفير هشام حمدان ولادته اليوم، “من أجل الدفاع عن سيادة لبنان واستقلاله وحريته، ووحدته وحياده، واستعادة دور الدولة فيه”، مشيرا في بيان الى أننا “نمد أيدينا للعمل مع أهلنا الحالمين مثلنا في كل بقعة من وطننا، بلبنان حر سيد ومستقل، فنعمل على تعاضد الإرادات في مواجهة الميليشيات وأهل السلطة الذين يخدمون سيطرتها على البلاد، بغية صياغة الموقف المشترك أمام الانتخابات العامة القادمة، واسترداد بلدنا من الذين يستخدمونه ساحة لحروبهم، ويستخدموننا وقودا في نزاعاتهم”. فما هي حظوظ إمكانية التغيير في وطن فقد فيه أبناؤه الامل وباتوا يحلمون بأن يفتح أمامهم اي بلد أبواب الهجرة للهروب من واقعهم المرير؟
عن تأثير مثل هذه اللقاءات على واقع الجبل الممسوك اشتراكيا، يؤكد عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب بلال عبدالله لـ”المركزية” ترحيب “الجبل” بأي مبادرة او لقاء جديد، مشيراً الى “ان الجبل حافظ، في أحلك الظروف، على تنوعه وتعدد الافكار والانتماءات وعلى النسيج الاجتماعي وتكرس ذلك مع المصالحة مع البطريرك الماروني الراحل الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير واستمر في كل هذه المراحل الصعبة، بدءا من مواجهة فيروس كورونا وصولاً الى الازمة الاجتماعية، والامر مستمر”، لافتاً الى ان “كل الافكار والتجمعات الجديدة التي ممكن ان تكون موجودة او يُعلن عنها مرحب بها. هذا الجبل سيبقى منطقة تنعم بالديمقراطية والتعددية والناس هي التي تقرر وتحكم اين الخيار الصح واين الخطأ”.
ويرى عبدالله “ان الوضع المحلي مقفل كلياً، والمحاولة التي حصلت يوم الاستقلال من خلال اللقاء الرئاسي الثلاثي فشلت، ومن بعدها لم يحدث أي تطور جديد”.
وعن عقد آمال على زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى الخليج لحل أزمة لبنان، يقول: “الجميع يساهم في الحل ويسعى لتحقيق خرق ما، لكن علينا كلبنانيين ان نبادر. اذا لم تحفز هذه الازمة الاجتماعية ووجع الناس المسؤولين في لبنان للقيام بتسويات داخلية، فهذا معناه أننا نعيش في عالم آخر للاسف”.
وردا على المعلومات الصحافية التي تحدثت عن ان استقالة الوزير جورج قرداحي أصبحت فعلياً “في جيب” الرئيس ماكرون، وأنّ الاستقالة قد تأتي بالتوازي مع زيارته إلى السعودية نهاية الأسبوع الجاري، بوصفها مدخلاً له للتوسط لدى القيادة السعودية في ملف الأزمة اللبنانية، يجيب عبدالله: “الموضوع اكبر من ذلك، ويتعلق بمقاربتنا للأزمات من خلال محاولة تحييد لبنان قدر الامكان عن الصراعات الاقليمية في المنطقة والمحافظة على انفتاحه واعتداله في كل الاتجاهات كي ينصرف المسؤولون على الاقل الى معالجة الازمة الاقتصادية والاجتماعية”.
أما عن القول بأن لبنان اصبح في آخر النفق فيعلق: “منذ زمن أصبحنا في آخر الطريق والنقاش اليوم يدور حول ما إذا كان لا زال لدينا طريق للعودة ام لا”، جازماً “ان الازمة ستطول بعد”.
وهل الانتخابات النيابية ستقلب موازين القوى وتشكل املاً جديداً للبنانيين للتغيير؟ يجيب: “هذا ان حصلت”.