أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون “أهمية القدس وأمله في أن تصبح مدينة تحضن كل الطوائف وتتمتع بصفة دولية، وهذا ما يجب أن نسعى جميعًا من أجله كي يتحقق”، داعيًا “المسيحيين في الأراضي الفلسطينية إلى عدم اليأس، لأن المسيحيين لا يعرفون اليأس ولا الإحباط، ولا يمكن أن نيأس ونحن على قيد الحياة”.
كلام عون جاء خلال استقباله في قصر بعبدا، رئيس أساقفة مطرانية القدس الانغليكانية المنتخب حديثا الاسقف الخامس عشر لمطرانية القدس الاسقفية المطران حسان نعوم، وعقيلته السيدة رفاء قفعيتي، يرافقهما القس الارشديكون عماد زعرب راعي كنيسة جميع القديسين في بيروت ومدير مركز القديس لوقا لذوي الاحتياجات الخاصة في بيت مري، والقس الكنن دوبندر، والقس الكنن فؤاد داغر راعي كنيسة القديس بولس في مدينة شفاعمرو الجليلية والكنن على كرسي المُصالحة في كاثدرائية القديس جورج الشهيد في القدس. وكان برفقة الوفد الانغليكاني النائب القس ادكار طرابلسي الذي نوه بدور الكنيسة الانغليكانية في دعم الشهادة الانجيلية والوجود المسيحي العربي في الاراضي المقدسة والشرق الاوسط.
ونقل رئيس الاساقفة المطران نعوم تحيات الرعاة والرعايا من مطرانية القدس، رعاة ورعايا ومؤسسات، للرئيس ميشال عون، ونقل اليه اهتمام رئيس أساقفة كانتربري رئيس الكنيسة الانغليكانية في العالم، الدكتور جاستن ولبي، “بلبنان في محنته التي يمر فيها ورغبته بزيارته في وقت قريب للتضامن مع شعبه ولمساندة عمل الكنيسة الاسقفية والطائفة الانجيلية في الحقول الروحية والتربوية والانسانية المختلفة”.
وألقى المطران نعوم كلمة في مستهل اللقاء، نقل فيها تحيات رعايا مطرانية القدس وبيت لحم، وتمنياتهم للبنان واللبنانيين بالصحة والسلام، كما تقدم باسمهم بالتهاني لمناسبة الذكرى الـ78 لاستقلال لبنان، خصوصا في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان والعالم اجمع، مؤكدا “الرغبة في استمرار العمل وتقديم المساعدة وفق الامكانات المتاحة، وفي شتى المجالات”، لافتا في هذا المجال الى المؤسسات والكنائس التي تعمل في لبنان”.
وأوضح “أن وجوده في لبنان هو أيضا للتحضير لزيارة رئيس اساقفة كانتربري الذي يرغب في زيارة لبنان قريبا للاطلاع على اوضاعه وامكانية المساعدة على الصعد كافة”.
وشكر المطران نعوم لعون تعاونه واهتمامه الدائم.
ورحّب عون بالوفد، مشيدا بـ”العمل الذي تقوم به الكنائس الانغليكانية اينما حلت، مقدرا ما تقوم به الكنيسة خصوصا في القدس والصعوبات التي تعترضها. وقال:”انا اتابع عمل الكنائس في القدس”.
ولفت الى انه “كان ارسل كتابا الى السينودوس المشرقي الذي عقد عام 2010 سأل فيه عن تداعيات تفريغ الارض المقدسة من سكانها الاصليين، وجعل مهد السيد المسيح من دون مسيحيين، وشطب الهوية الجامعة للقدس”، متابعًا :”سألت: هل يمكننا تصور المسيح والمسيحية من دون القدس وبيت لحم وغيرها من المعالم المقدسة”.
وتوجه عون الى اعضاء الوفد قائلا: “الوضع هناك يضعكم في خطر، ليس فقط جسديا، انما روحيا ايضا، وآمل ان نصل قريبا الى حل فتعود القدس مدينة تحضن كل الطوائف وتتمتع بصفة دولية، وهذا ما يجب ان نسعى جميعا من أجله كي يتحقق. والمسيحيون لا يعرفون اليأس ولا الاحباط، ولا يمكن ان نيأس ونحن على قيد الحياة”.