Site icon IMLebanon

حمية: للحفاظ على سيادة لبنان واستقلاله

زار وزير الأشغال العامة والنقل علي حميه، منطقة دير الأحمر للاطلاع على حاجاتها، استهلها بزيارة المطرانية حيث كان في استقباله راعي أبرشية بعلبك دير الأحمر المارونية المطران حنا رحمة والنائب أنطوان حبشي ورؤساء بلديات ومختارون وفاعليات دينية واجتماعية.

بداية رحب رحمة بحميه، وقال: “فرحنا اليوم مضاعف بحضورك بيننا لأنك ابن المنطقة، ولأننا نفتخر بك وبقامتك التي تطل بها على الناس بنكهة جديدة، نكهة المسؤول الذي يكون مع شعبه وناسه. من الطبيعي أن يكون فرحنا كبيرا بحضورك بيننا، وعتبنا أيضا كبير على بعض السياسيين الذين لا يعملون بالشكل الكافي لإنقاذ لبنان. لبنان اليوم بأمس الحاجة للاخلاص والشعور بالانتماء إليه. لا يصح أبدا ان نترك وطننا متألما ومظلوما ومقهورا. طبيعي أن لبنان وطن نهائي لا أحد يمكن أن يزايد على الآخر بمحبته للبنان، ولبنان وطن مهم ومميز في هذا الوسط الجغرافي”.

وأضاف: “يقولون كلن يعني كلن، وكل فرد يستبعد السياسي الموالي له ويعتبر أن الآخرين هم الفاسدون. أنا اقول اليوم كلنا يعني كلنا، يعني كل لبناني، رئيسا كان أو وزيرا أو نائبا، كبيرا أو صغيرا، عليه ان يسأل نفسه ويحكم ضميره ماذا فعل من أجل إنقاذ لبنان. غدا سيحاكمنا التاريخ إن لم نكن مخلصين للبنان، هذا الوطن العظيم بقيمه وتاريخه وفرادته، بهذه النكهة التي يعطيها لبنان للشرق والغرب”.

وتابع رحمة : “من الطبيعي يا معالي الوزير أن تكون مؤسساتنا ومجتمعنا على شفير الانهيار، وان تم هذا الانهيار هناك خوف كبير في شتى المجالات. أنا اليوم أقول البطولة ليست بتسجيل المواقف، البطولة اليوم في إنقاذ الوطن، لأن المواقف لا تنفع عندما يصل المجتمع إلى الانهيار والفوضى والضياع، من هذا المنطلق هذا التكامل والتواصل والتفاعل الذي نحن في البقاع الشمالي نعطيه مثالا صالحا لكل اللبنانيين، ونقول لكل اللبنانيين، كما يلتقي البقاع الشمالي بفرح كبير بمعزل عن الانتماء الديني والسياسي والطائفي والمناطقي، نحن كلنا لبنانيون أصيلون ننتمي إلى الوطن ونفتخر به”.

وشدد على أن “الوزير حمية يتمتع بالمواطنية الأصيلة والأخلاق الرفيعة والعلم العميق والمتشعب والواسع، ونحن نراهن عليكم وعلى أمثالكم ان تغيروا قدر استطاعتكم بوصلة الانهيار، التي لا يمكن لأحد أن يفتخر بها، نحو بوصلة جديدة لحفظ لبنان وإنقاذه”.

وختم: “اليوم عيد البربارة ابنة بعلبك بحسب التقاليد التاريخية، البربارة آمنت بالمسيح لكن أباها كانت لديه مصالح اقتصادية وتجارية مع الوالي والملك، رفض ابنته وتخلى عنها لأجل مصالحه وقبل بقتلها. نحن اليوم نقول لجميع السياسيين وخصوصا لكبار الساسة، لا أحد يتخلى عن ابنته، عن وطنه لبنان هذا الوطن العظيم. لا تتخلوا عن الوطن لأجل مصالحكم الخاصة، دعونا نضحي من أجل هذا الشعب الذي يستحق كل تضحية وننهض بوطننا إلى الخلاص. البربارة اليوم مثال صالح أمامنا، فهي قدمت حياتها للمسيح لأنها آمنت بالخلاص والسماء وبالثواب والعقاب، ونالت إكليل الشهادة، وما زلنا حتى اليوم بعد 1500 عام نذكرها بالخير وهي مفخرة لأهل بعلبك، وننظر إلى أبيها ونقول كم كان جاحدا عابدا للمال”.

بدوره، قال وزير الأشغال: “إنه لشرف لي أن ألتقي بكم جميعا في هذا الصرح العابق بالإيمان، من هذه المطرانية التي لطالما كانت عنوانا للجمع على كلمة الله، وازدادت شرفا بأن أكون مكرما اليوم فيها، فألف شكر وشكر لكم سيادة المطران والأهل الكرام، هذه الالتفاتة الكريمة التي حفرت عميقا في وجداني”.

وأضاف: “ليس غريبا على أهلي في الدير، ما لقيته من حفاوة وحسن استقبال وطيب ضيافة منهم، لا بل لا يفترض أن يكون مستغربا ذلك، فمن يقرأ في كتاب دير الأحمر، هذه البلدة البقاعية الوادعة، والتي لطالما حدثنا عنها أباؤنا وأجدادنا، عن تاريخها الأصيل، الضارب في جذور بقاعنا الحبيب، وعن نموذجها المحتذى في التلاقي والعيش المشترك”.

وتابع وزير الأشغال: “وجودي اليوم بينكم رسالة محبة، كما أرادها السيد المسيح عليه السلام، لا بل هي امتثال لرسالة القرآن والإنجيل معا في دعوتهما للانفتاح والتآلف بين الإنسان وأخيه الإنسان. حافظت دير الأحمر ومعها كل البقاع الحبيب، بكل تلاوينه المختلفة، على العيش المشترك، فكانت وما زالت وستبقى دير الأحمر ومعها كل البلدات البقاعية تزدان يوما بعد يوم، وهي تجسد واقعا كلمات الأمام المغيب السيد موسى الصدر عن التعايش الإسلامي – المسيحي، والذي هو بحق كما عبر سماحته ثروة يجب التمسك بها”.

واعتبر أن “الخلاف مع البعض في السياسة، يجب ألا يفسد في الود قضية، فنحن جميعا تتنوع آراؤنا ومشاربنا السياسية، لا مشكلة في ذلك، وقد ننتمي إلى تيارات وأحزاب مختلفة، لا ضير في ذلك، فالتنوع غنى، والتسابق لخدمة الناس شرف للجميع، فهذا كله محمود ومرغوب، ولكننا جميعا نبقى محكومين بثابتة لا مناص لنا بشأنها، إلا أن تكون جامعة، ألا وهي ثابتة الحفاظ على سيادة لبنان وصون استقلاله وقراره الحر”.

وقال: “احتفلنا أمس بعيد الاستقلال الثامن والسبعين لبلدنا العزيز لبنان، والذي ننشده معا بأن يكون في العام المقبل ناجزا كاملا من دنس الاحتلال الصهيوني لأرضه وثرواته في البر والبحر معا إن شاء الله تعالى”.

وختم حميه: “إن دير الأحمر، كبعلبك والهرمل وكل بلداتنا الحبيبة ستبقى أمانة، من أولئك الرهبان الذين لونت دماؤهم جدران ديرها، كما تقول بعض الروايات، وصولا إلى كل الشهداء من العسكريين والمدنيين، الذين سقطوا ضحية الإرهاب دفاعا عنها وعن كل أخواتها، إلى أولئك الشهداء الذين بذلوا مهجهم دفاعا عن البقاع وعن كل لبنان. حمى الله دير الأحمر ولبنان بأسره”.

من جهته، قال حبشي: “عندما نتحدث عن طاريا أو عن دير الأحمر أو عن أي ضيعة في منطقة بعلبك الهرمل، نعرف أن النسيج الاجتماعي كان هو السباق لحل الكثير من المشاكل. وما تعانيه هذه المنطقة بشكل أساسي حرمان متراكم عبر السنين، وهو واقع اجتماعي – اقتصادي. يجب أن تكون الألفة في النسيج الاجتماعي عابرة لكل منطق طائفي وعابرة للمنطق السياسي، إذ في بلد ديموقراطي يحق لكل منا أن يرى السياسة من زاوية، ولكن ليس لنا الحق بأن نشاهد مأساة مجتمعنا على المستوى الاقتصادي والمالي والاجتماعي، ونتفرج عليها وتكون وجهة نظر”.

وأضاف: “أهلا وسهلا بك مجددا، وحيثما ذهبت في بلدات البقاع الشمالي، ترى أهلنا كبار السن يسألون عن بعضهم البعض، وهذا النسيج الاجتماعي نريد أن نعطيه بعده حتى نتخطى الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والمالية التي يعانيها أهلنا”.

وختم: “لن أعفيك، هناك الكثير من المشاريع للمنطقة عالقة في وزارة الأشغال، سأتابعها معك لإنجازها”.

بعد ذلك، انتقل حميه برفقة رحمة وفاعليات المنطقة إلى مزار سيدة بشوات، وأضاء شمعة على نية لبنان وسلام لبنان وخلاصه. ثم لبى الدعوة إلى غداء تكريمي.