كتبت زينة طبّارة في الأنباء الكويتية:
رأى الخبير المالي والاقتصادي د.مروان إسكندر، انه واهم من يعتقد ان استقالة وزير الاعلام جورج قرداحي، ستعيد العلاقة الطيبة بين لبنان ودول الخليج العربي الى سابق عهدها، لأن أساس المشكلة ليس بشخص وزير الأزمة، انما بوجود الفريق العوني على رأس السلطة في لبنان، فرئيس الجمهورية ميشال عون، أبعد نفسه ولبنان عن الحضن الخليجي، بسبب مواقفه غير الحاسمة حيال الاصبع المرفوعة بوجه دول مجلس التعاون الخليجي عموما، والمملكة السعودية.
ولفت إسكندر في تصريح لـ «الأنباء»، الى أن لبنان تحول منذ العام 2016، الى دولة هامشية، وأصبح على مسافة بعيدة من العائلة العربية، وتحديدا الخليجية منها، وما زاد في طين عزلته العربية بلة، ان بعض جهابذة السياسة وأصحاب التوريث السياسي، اقترعوا على الثوب اللبناني، وسلموا لبنان على مذبح الصراعات الإقليمية والدولية، والأنكى انهم يعتبرون لبنان حتى الساعة، دولة فريدة ومتقدمة على غيرها من الدول العربية، معتبرا بالتالي ان عودة لبنان الى الحضن الخليجي لا تمر باستقالة قرداحي، وهي بالتالي، لن تتحقق في ظل حكم منفصل معنويا عن الجامعة العربية، وملتصق بسياسات الممانعة التي لم نر لها دليل خير لا في لبنان ولا حتى في سورية.
واستطرادا، لفت إسكندر الى ان توزير قرداحي كان مستغربا وغير مقنع بالأساس، لاسيما لجهة تسميته من قبل رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، بعد خلافه (أي قرداحي) مع التيار البرتقالي، فرسم بالتالي علامات استفهام كبيرة حول خلفية توزيره، اما وقد استقال سواء نتيجة صفقة متكاملة تحمل بصمات حزب الله، ام بقرار ذاتي منه، فان خروجه من الحكومة كان لا بد منه، كمدخل ولو ضيقا قد يتيح عودة سفراء الدول الخليجية الى بيروت، علما أن حزب الله الناظم لفريق الممانعة في لبنان، يتحرك وفقا للحركة الإيرانية سواء في المنطقة العربية، ام في مفاوضاتها حول الملف النووي، ما يعني ان الأمور بتطوراتها، وليس بتسويات ثابتة ونهائية.
وختم إسكندر، مشيرا الى أن لبنان بحاجة الى دول الخليج العربي وليس العكس، خصوصا بعد ان حققت الأخيرة نموا لافتا على المستويات كافة، فلدى المملكة السعودية على سبيل المثال، 16 مليون شجرة زيتون، وقد بلغ انتاجها وتصديرها لزيت الزيتون عشرات أضعاف الإنتاج اللبناني، ما يعني ان شراء الخليج للمنتوجات اللبنانية قبل الأزمة، كان بخلفية تشجيع الاقتصاد اللبناني، وليس من باب الحاجة إليه، ومن له أذنان صاغيتان فليسمع ويتعظ.