أكد رئيس هيئة تنمية العلاقـــات الاقتصاديــة اللبنانية الخليجية ايلي رزق، ان استقالة وزير الاعلام جورج قرداحي، غير كافية لعودة العلاقات بين لبنان والخليج الى سابق عهدها، لأنها بالأساس لم تكن هي لب المشكلة وعمقها، معتبرا بالتالي انه من المفترض ان تشكل الاستقالة مفتاح الحل ضمن خارطة طريق، والتي ترتكز على ثلاث نقاط أساسية وهي، التأكيد على ان لبنان لن يكون ممرا لتهريب المخدرات الى دول مجلس التعاون الخليجي، والا يكون لبنان منبرا إعلاميا للتهجم على القيادات السعودية وسائر دول الخليج، وان يؤكد لبنان على هويته العربية وعلى انتمائه الى جامعة الدول العربية والتزامه بمقرراتها.
ولفت رزق في تصريح لـ «الأنباء»، الى انه في حال وافق لبنان على الشروط، يبدأ ساعتها قطار العلاقات بالعودة تدريجيا الى سكته الطبيعية، على ان ينطلق من تبادل السفراء، مرورا بتخفيف الإجراءات المتخذة ضد لبنان وبرفع الحظر تدريجيا عن بعض المنتجات اللبنانية، وصولا الى عودة كاملة للعلاقات الأخوية، علما ان حزب الله لا يرضخ عادة لشروط خصومه داخل لبنان وخارجه، انما يرضخ فقط لشروط قواعده الشعبية التي تعاني مرارة العوز نتيجة الازمة الاقتصادية الخانقة، ونتيجة المقاطعة مع الخليج العربي.
بمعنى آخر، اكد رزق ان هناك تسوية سياسية صاغها الرئيس ماكرون بمساهمة مصرية، ويعمل على إيجاد آلية فاعلة لتنفيذها، ومن الممكن ان يكون محورها، قاضي التحقيق العدلي في ملف انفجار مرفأ بيروت طارق البيطار، واستئناف جلسات مجلس الوزراء، وبالتالي إبعاد لبنان عن التطورات الإقليمية وعن مصير المفاوضات الإيرانية -الأميركية في فيينا، إضافة الى وجود مسعى أوروبي لإجراء الانتخابات النيابية في موعدها تجنبا لانزلاق لبنان الى الفراغ ومنه الى ما لا تحمد عقباه، معتبرا بالتالي ان على لبنان ان يحدد موقعه العربي، ويؤكد على دوره الطليعي في الوقوف إلى جانب اشقائه العرب، من خلال منع أي كان من التعرض للقادة الخليجيين، الذين هم على استعداد كامل لمد يدهم من جديد في حال التزم لبنان بالشروط.