كتب انطوان غطاس صعب في “اللواء”:
يتوقع أن تحصل أكثر من مفاجأة أو تطور سياسي في الأيام القليلة المقبلة إن على خط الوضع الحكومي المأزوم من خلال عودة مجلس الوزراء إلى الاجتماع في حال حلت عقدة القاضي طارق بيطار بحيث وفي آخر المعطيات فإن رئيس مجلس النواب نبيه بري لا زال يتابع هذه المسألة مع المعنيين في وقت أن استقالة وزير الإعلام جورج قرداحي إنما جاءت وبناء على معطيات من خلال اتصالات قام بها رئيس المجلس النيابي مع حزب الله ورئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية وعلى هذه الخلفية جاءت الإستقالة وبالتالي أن العقدة أو أم العقد تتمثل بالقاضي طارق بيطار إذ يصر حزب الله على إقالته وثمة من يشير إلى مقايضته بقرداحي ولكن حتى الساعة ليس هناك ما يدل على أن هناك قبول بهذه المسألة لما تنطوي عليه من مخاطر وتهديد للجسم القضائي وللأمن وللسلم الأهلي ولكل ما يتعلق بالقضاء بصلة.
وفي هذا الإطار ينقل بأن أجواء الساعات المقبلة قد تبلور الوضع حول الخليج وما ستؤول إليه الاتصالات في هذا السياق، لذلك أن الأزمة مع الخليج إنما قد يكون استقالة قرداحي أحد المخارج الأساسية لحلها وثمة معطيات بارزة حصلت في الساعات الماضية عندما أبلغ ماكرون عبر أقنية سياسية رئاسية ودبلوماسية ومن خلال مقربين بمعنى أن استقالة قرداحي باتت شبه منتهية إذ سبق وله أن طالب المسؤولين اللبنانيين بالإقدام على هذه الخطوة وهذا ما أبلغه لكبار الرؤساء عندما قال لهم سأبحث موضوع لبنان والخليج ولكن يجب أن أحمل إيجابيات وهذا ما حصل أي استقالة قرداحي، لكن هذه الأزمة لم تحل بالسرعة المطلوبة أو أنها انتهت، بل ثمة ضمانات بأن تتوقف حملات حزب الله على دول الخليج وكذلك تدخل الحزب في حرب اليمن ليبنى على الشيء مقتضاه من خلال إعادة الأمور إلى ما كانت عليه ، وعلى هذه الخلفية فإن الساعات المقبلة حاسمة على صعيد عودة مجلس الوزراء بمعنى أن العودة باتت مشروطة ليس باستقالة قرداحي لأنها منفصلة تماماً كونها على خلفية الأزمة مع الخليج أي الاستقالة جاءت على وقع الأزمة الخليجية اللبنانية وإنما عودة مجلس الوزراء إنما مرتبط بإيجاد المخرج للقاضي طارق البيطار حيث لا زال حزب الله يصر على استقالته وهذا لن يكون سهلاً بل سيخلق أزمة كبيرة على صعيد الجسم القضائي والسلم الأهلي وبمعنى آخر أن هذا الموضوع يجري حله عبر فتاوى ومخارج دستورية وسوى ذلك من أجل حفظ كرامة الجميع وإلا لن يكون هناك من الطبيعي أي استقالة وهذا ما ستوضحه المشاورات والإتصالات الجارية على غير صعيد ومستوى ويبقى أخيراً أن الأمور باتت في خواتيمها على صعيد كيفية إعادة الحوار بين لبنان والخليج الأمر الذي ستبرزه المواقف السياسية ربطاً باستقالة قرداحي أما موضوع مجلس الوزراء فلن يعود في الساعات المقبلة أو خلال الأيام القادمة بل عند التوصل إلى حل حول الملف القضائي والذي وفق مرجع سياسي ليس بالسهولة التي يتوقعها البعض لأن الأمر بالغ الأهمية.