واصل البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي زيارته الرعائية الى جزيرة قبرص حيث ترأس قداسا الهيا في كاتدرائية سيدة النعم- نيقوسيا على نية ابناء الأبرشية ورعاياها.
عاونه في خدمة القداس لفيف من المطارنة والاباء الكهنة بحضور النائب اللبناني الماروني جون موسى، سفيرة لبنان لدى قبرص كلود حجل، د .فادي قمير، الوفد اللبناني من الرابطة المارونية، تجمع الموارنة من اجل لبنان، رابطة قنوبين للرسالة والتراث وحشد كبير من المؤمنين.
استهل القداس بكلمة لراعي أبرشية قبرص المارونية المطران سليم صفير رحب بها بغبطته والوفد المرافق وقال:”
إن حضوركم يا صاحب الغبطة هو حضور فرح دائم حيث تزورون جزيرة قبرص للمرة الثانية لذلك دعوتنا اليوم أن نكون باتحاد دائم معكم يا صاحب الغبطة وبوحدو الايمان والتدبير الذي اعطاكم اياها الرب، نسأل الله أن ترافقك والدة الاله في كل اعمالك الكنسية”.
بعد تلاوة الانجيل المقدس، القى البطريرك الراعي عظة بعنوان” لما حان وقت اليصابات لتلد وضعت ابنا”، وقال:” اليوم هو عيد مولد يوحنا المعمدان، نتعلم من هذا العيد أن الله هو سيد التاريخ البشري ويتمم خلاصه بواسطة المؤمنين والمؤمنات.
ذكريا واليصابات وابنهما يوحنا هم من الأشخاص الذي ارادهم الله ليكونوا معاونيه لإتمام مشروعه الخلاصي. وهذا نموذج لكل انسان اي انسان اراده الله أن يكون معاونا لاتمام تصميمه الخلاصي في التاريخ حيث لا يمكننا ان نفصل فصلا كاملا بين تصميم البشر وتصميم الله الخلاصي”.
تابع:” ان الله هو سيد التاريخ لا احد سواه، ونحن مدعوين للعيش بالانفتاح والبحث عن الله وعلينا أن لا نعتبر أن الافاق هي مقفلة نهائيا. أكثر من ذلك، ان مار بولس يقول علينا أن نستمر بالرجاء ما يدل حتى لو كانت الأبواب مقفلة علينا أن نبقى بحالة رجاء”.
أضاف غبطته:” لقد اردت من هذا التأمل في الانجيل أن اؤكد على كلمتين، الكلمة الاولى للموارنة القبرصيين او غير القبرصيين هو أن تتحلوا بالرجاء وان يكون لديكم الامل بالعودة إلى حياتكم في قراكم.
أما الكلمة الثانية فهي للبنانيين لأن الكل يعيش ويحمل هم الشعب اللبناني وما هو مصير هذا الشعب، لذلك أقول ما من شيء سيستمر هكذا، لأن الله رحوم ويرفض الظلم والاستبداد لذلك نصلي برجاء وانتظار ونقول يا رب تعالى وحقق تصميمك. وعلى اهالي قبرص ولبنان أن يستمروا بالعلاقة الروحية مع الرب والصلاة الدائمة والصدقة لكي يستحقوا تجلي الرب.”
ختم البطريرك الراعي عظته بالقول:” عرفناكم أكثر في هذه الزيارة، واحببناكم اكثر، وأنتم بقلوبنا وصلاتنا أكثر وقضيتكم سنحملها بأمانة وبعملنا الدؤوب وفق إمكاناتنا…ابقوا صامدين بقوتكم ومحبتكم وتضامنكم”.
في ختام القداس، قدم المطران سليم صفير والأب انطوان سكر صليبا مقدسا نسخة عن صليب كرباشا، القرية الواقعة في قبرص الشمالية.