IMLebanon

مشروع “الحزب” يفقد قابليته للحياة!

بعيدا من قدرة او عجز الحكومة الميقاتية على تنفيذ ما ورد في متن البيان الفرنسي- السعودي وتحديدا ما يتصل بالقرارات الدولية وتطبيق اتفاق الطائف اللذين لم ينفذا اساسا منذ لحظة صدورهما، رسم البيان خريطة طريق واضحة المعالم لمسار تطورات الوضع اللبناني مستقبلا والاتجاه الذي تنحو صوبه متخذا اهميته من مجرد تأكيد الدولتين على الثوابت اللبنانية التي ينادي بها الفريق السيادي المعارض للنهج السلطوي المتسلط على البلاد والرغبة بضرورة قيام دولة في لبنان في وقت يعجز حزب الله عن تغيير موازين القوى في الداخل ولو بالاسلوب العنفي الذي اثبت فشله، بحيث مُني الحزب بسلسلة من الخسائر المتتالية من عجزه عن “قبع البيطار” سياسياً الى مقاومة الجسم القضائي كل ضغوطاته المباشرة وترهيبه فرضوخه للأمر الايراني باستقالة قرداحي بعد ممانعة، بحيث يجد نفسه عاجزا مكبلا عشية الاستحقاق الانتخابي المعوّل عليه لاحداث التغيير المنشود.

وما بين ميزان القوى الداخلي والتطورات الاقليمية والدولية المتسارعة، تدعو مصادر سياسية معارضة عبر “المركزية” الى الافادة من المناخ الجديد وتثميره في خدمة مشروع الدولة، فما بين اللقاء في حد ذاته والبيان المشترك والاتصال السعودي بالرئيس نجيب ميقاتي، تأكيد على ان في لبنان وضعية لا يمكن تجاهلها، وحينما حاول العهد ان يتحرر منها وضع البلاد في عزلة عربية ودولية وجرّه الى الانهيار والافلاس. واذ تؤكد ان وجود حزب الله في لبنان امر واقع ، تشير الى ضرورة السعي في اتجاه تطبيق القرارات الدولية في موازاة خلق دينامية سياسية صلبة تمنع الحزب من استكمال مشروع سيطرته على الدولة عن طريق الاستفادة من ميزان القوى الخارجي الراجحة كفته لمصلحة المناهضين للحزب وترجمته داخل مؤسسات الدولة، وقد وضعت اولى لبناته في مقاومة القضاء ورفض انصياع الحكومة لرغبته واستقالة القرداحي.

هذه الوضعية، تضيف المصادر، توجب على اللبنانيين الطامحين الى اعادة بناء لبنان القوي الجديد، تعزيز حضورهم عبر الانتخابات النيابية والانخراط في الدولة لعدم التسليم بالامر الواقع وعدم الخضوع لاملاءات الطرف الآخر انطلاقا من المصلحة الوطنية العليا، والوقت كفيل بالمعالجة، خصوصا ان مشروع الحزب فقد قابليته للحياة داخليا بإيصال البلاد الى قعر الهاوية وهو واقع تلمست بيئته نتائجه قبل اي جهة اخرى، ولم تعد تنطلي عليها كل الذرائع والتمويه المتعمدين لالقاء تبعات الفشل على الغير، فالعهد عهده وقد علق انتخابات رئاسة الجمهورية اكثر من عامين ونيف لايصال مرشحه واعدا اللبنانيين بالمن والسلوى والنعيم، فإذا به يشرّع امامهم ابواب جهنم. هذا النهج التعطيلي المدمّر لأسس الدولة لم يعد يجد بيئة خصبة لاستكماله بخاصة في ظل تقاطعه مع تطورات اقليمية مفصلية بدأت بانطلاق قطار التطبيع والتقارب الخليجي مع سوريا تمهيدا لاعادتها الى الحضن العربي والزيارة الاماراتية لطهران. كل ذلك يعزز موجة الممانعة المتعاظمة للحزب ومشروعه ويضعه في حال من الضبابية افقدته بوصلة التوجهات الصحيحة وتسببت على الارجح بحالة من سوء الادارة والتقدير داخل قيادته برزت نتائجها جليّة في سلسلة الاخفاقات التي بلغت حدّ ذهاب الرئيس ميقاتي في اتجاه الاستعاضة عن جلسات مجلس الوزراء باجتماعات وزارية متلاحقة في رسالة للحزب مفادها ان البديل موجود ولن نخضع للاملاءات. فهل تقرأ قوى المعارضة جمعاء، السياسية والمدنية، التحولات الكبرى وتترفع عن المصالح الضيقة لمصلحة الوطن وتتحد انتخابياً فتستعيد الدولة المخطوفة من الحزب ومشروعه الايراني؟