نقلت رويترز عن مصدر أمني، لم تحدد جنسيته، أن اعتقال مواطن سعودي في باريس بشبهة التورط بقتل الصحافي جمال خاشقجي، جاء بسبب تشابه في الأسماء، متوقعا إسقاط القضية وإطلاق سراحه.
وقد أعلن مصدر فرنسي، الأربعاء، تفاصيل جديدة بشأن توقيف المشتبه فيه بقتل خاشقجي، بينما لا تزال الرياض تنفي أي علاقة له بالجريمة.
ونقلت “رويترز” عن مصدر في الشرطة الفرنسية أن عملية القبض التي شهدها مطار بباريس تمت بعد أن أطلق جواز سفره إنذارا عند فحصه، وذلك بعد أن قالت السعودية إن هناك خطأ في تحديد الهوية.
كانت مصادر في أجهزة إنفاذ القانون الفرنسية ذكرت أن الرجل الذي اعتُقل، الثلاثاء، هو خالد بن عائض العتيبي (33 عاما)، وهو نفس اسم عضو سابق في الحرس الملكي السعودي مدرج في قوائم عقوبات أميركية وبريطانية، وورد في تقرير صدر بتكليف من الأمم المتحدة باعتباره ضالعا في مقتل خاشقجي.
وقالت السفارة السعودية في باريس، الثلاثاء، إن الشخص الملقى القبض عليه “لا علاقة له بالقضية المتناولة”، ويجب إطلاق سراحه على الفور.
غير أن مصدرا في الشرطة الفرنسية قال، الأربعاء، إن الرجل أوقف في مطار رواسي شارل ديغول، صباح الثلاثاء، عندما أطلق جواز سفره إنذارا عند فحصه بالماسح الضوئي.
وقال المصدر إن الإنذار أظهر أنه مطلوب فيما يتعلق بتحقيق في جريمة قتل، استنادا لمذكرة اعتقال تركية.
وأضاف المصدر أن أمام السلطات 48 ساعة من لحظة توقيفه في المطار، أي لما قبيل الساعة العاشرة من صباح الخميس (09:00 بتوقيت غرينتش)، للتحقق من هويته ثم الإفراج عنه أو إحضاره أمام ممثل ادعاء لإبلاغه بأمر مذكرة الاعتقال، واتخاذ خطوات لاحتجازه لفترة أطول.
من ناحية أخرى فإن أمام تركيا 40 يوما من وقت الاعتقال لإبلاغ فرنسا عبر القنوات الدبلوماسية بطلب تسليم رسمي، حسبما ذكر مصدر قضائي لرويترز. وإن لم تتقدم تركيا بطلب، ستطلق فرنسا سراح المشتبه به.
ويمكن للعتيبي أن يرفض تسليمه إلى تركيا. وفي هذه الحالة، قد يطلب القضاء الفرنسي أن يبقى في فرنسا حرا تحت رقابة قضائية أو قيد التسليم إلى أن تطلب تركيا تسلمه، بحسب فرانس برس.
قال المصدر إن الشرطة الفرنسية لديها تفاصيل جواز سفره، وصورة ليست على قدر من الجودة، استنادا لمذكرة الاعتقال التركية، لكن ليس لديها معلومات القياسات الحيوية (البيومترية)، مضيفا أن من المحتمل أن تطلب مزيدا من المعلومات من تركيا.
وورد في تقرير صدر عام 2019 عقب تحقيق للأمم المتحدة أن العتيبي كان ضمن فريق من 15 سعوديا لعبوا دورا في عملية قتل خاشقجي بعد أن ذهب إلى القنصلية السعودية للحصول على وثيقة تسمح له بالزواج من خطيبته.
وجاء في التقرير إن العتيبي كان واحدا من خمسة أفراد بالفريق لم يكونوا وقتئذ في القنصلية، حيث حدث القتل بحسب التقرير، لكنهم كانوا في مقر إقامة القنصل العام حيث تم نقل الجثمان.
كان خاشقجي صحفيا بجريدة واشنطن بوست ومنتقدا للأمير محمد بن سلمان، ولي عهد المملكة وحاكمها الفعلي، وشوهد آخر مرة وهو يدخل القنصلية السعودية في إسطنبول في الثاني من تشرين الأول عام 2018.
ويعتقد المسؤولون الأتراك أنه تم تقطيع أوصاله بعد قتله ونقلها إلى خارج القنصلية. ولم يُعثر على رفاته حتى الآن.
وورد في تقرير للمخابرات الأميركية، أذيع في آذار، أن الأمير محمد وافق على عملية لقتل خاشقجي أو اعتقاله. ونفت السعودية أي دور لولي العهد ورفضت التقرير.
وفي مطلع الأسبوع الحالي، أجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون محادثات مباشرة في السعودية مع الأمير محمد، ليصبح أول زعيم غربي كبير يزور المملكة منذ مقتل خاشقجي.
وذكر مصدران أن السلطات الفرنسية ألقت القبض على المشتبه به، الثلاثاء، بينما كان يهم باعتلاء طائرة متجهة من باريس إلى الرياض. ولم يتضح متى وصل إلى فرنسا أو كيف دخل البلاد دون أن يطلق جواز سفره إنذارا.
ولم يرد مركز التواصل الدولي السعودي بعد على طلب من رويترز بالحصول على معلومات عن الرجل المقبوض عليه أو ما إذا كانت المملكة توفر له دعما قانونيا أو على تواصل مع السلطات الفرنسية لإطلاق سراحه.