تفقد وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى اليوم الأربعاء، الكلية التوحيدية في عبيه، واطلع على نشاطها الأكاديمي وهي التي تنفرد بأنها الكلية الوحيدة في هذا الشرق التي تقدم دروسا عليا جامعية في مذهب الموحدين الدروز وسائر المذاهب والاديان.
ولبى وزير الثقافة دعوة لزيارة مقام السيد عبدالله التنوخي وبيت اليتيم الدرزي والكلية التوحيدية في عبيه، وأشار في كلمة إلى أنه “هذا نهار السعي في رحاب الجبل المكلل بالإيمان، أتجه من هنا من مقام السيد الأمير عبدالله التنوخي في عبيه لافتتاح الحديقة القرآنية في كيفون، مرورا بكل حبة تراب مسحها الله بعطر قداسة في هذه الأرض الطيبة، وكل شجرة غرسها المؤمنون فيها، وكل بيت شاده الأجداد فوق رباها بيت صلاة وتوحيد ورجاء. ولعل من نعم الخالق على هذا الجبل أن تنعقد فيه القلوب المؤمنة والزنود المؤمنة، على أن خير الإيمان هو عمل الخير بين الناس *وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون*. لذلك يصعب على قاصدي هذه المنطقة ألا يتذكروا، حين يأتون إليها، شيم أهلها من غوث ملهوف وانتصار لحق ومروءة وشهامة”.
وعن مإثر السيد التنوخي، قال: “هذا ما جسدته فعلا سيرة الأمير السيد، جمال الدين والدنيا، عبدالله التنوخي، الذي من مآثره الصبر على المكاره كما فعل وقد نزل به أفدحها: وفاة ابنه ليلة عرسه. ومن مآثره ايضا أن قاطع طريق تعرض له بليل وسلبه ما معه، فلما عرف السارق من هو، جزع فندم فأعاد إليه المال المسلوب. ثم ما لبث أن نشب خلاف بين ابن عم السيد وقاطع الطريق نفسه، فخشي هذا الأخير أن يلجأ إلى السيد طلبا للعدالة، وقد فعل به سابقا ما فعل. لكن بعض أهله أقنعوه، فرفع قضيته إلى السيد عبدالله الذي، عندما انكشفت أمامه الحقيقة، قضى لصالح السارق موبخا ابن عمه المعتدي”.
وأضاف: “ألا ما أحوجنا إلى هذه العدالة (التنوخية) نحن اليوم في لبنان ليتعظ من امتطى العدالة لتحقيق مآرب شخصية من خلال خدمة أجندات خارجية تستهدف خلق الفتن وبث الشرخ ممنيا نفسه بأن ذلك سيوصله الى سدة ما، ولكن خاب سعيه، فمن مثله لن ينال الا السيىء من المآب”.
وختم: “الجبل كان حجر الزاوية في بناء صرح لبنان الكبير، بحيث أثبتت الأحداث المتعاقبة أن سلامة الجبل من سلامة لبنان، وأمن الجبل من أمن لبنان، وأن الفوضى في الجبل تنعكس فوضى في الوطن كله. من هنا دعوتنا إلى الحفاظ دائما على اتحاد هذه المنطقة بطوائفها وأحزابها وقراها وسكانها، كتعبير صادق عن وحدة الحياة الوطنية بين اللبنانيين”.
ويشار الى ان المرتضى استقبل بحفاوة في عبيه، بحضور النائب أكرم شهيب ووكيل داخلية الغرب في الحزب التقدمي الإشتراكي بلال جابر، حيث قام والحضور من فاعليات المنطقة بقراءة الفاتحة على ضريح السيد التنوخي.