يبدو أن حرب اليمن بدأت تسلك مساراً جديداً بعد أن نجح التحالف العربي في الآونة الأخيرة في قصف مخازن وورش لصواريخ دقيقية وباليستية ومستوعدات مسيرات تابعة للحوثيين في صنعاء وحديدة، عبر عمليات عسكرية وقصف دقيق الاستهداف، بناءً على معلومات استخباراتية دقيقة حصل عليها التحالف.
العميد الركن المتقاعد نزار عبد القادر يشرح لـ “المركزية” أن “الحرب اليمنية دخلت حقبة جديدة، يحاول فيها التحالف استكمال قدراته الجوّية بعدما سمحت الولايات المتّحدة الأميركية بتزويده بكلّ ما يطلبه من ذخائر وصواريخ ذكية، ويسعى إلى أن يكون انتقائيا جدّاً في الأهداف وضربها. ويبدو أن الهدف من الخطّة الجديدة إضعاف القدرات العسكرية الحوثية على التأثير في مسار الحرب لإقناعهم بطريقة أخرى بضرورة البحث عن حلّ سياسي للأزمة”.
ويتابع “المندوبون الدوليون التابعون للأمم المتّحدة والتحالف والإعلام الدولي يقولون ان لا يمكن للحل أن يكون عسكرياً والحوثي يرفض كلّ مبادرة سلام بالإصرار على تعقيد الانتصار العسكري”، لافتاً إلى أن “الإيمان بهذا المعتقد ينبع من الإلحاح الإيراني على الحوثي بضرورة احتلال مدينة مأرب، كونها المركز والثقل للنفط اليمني بالتالي هي المصدر الأساسي لتمويل الحكومة الشرعية التي يرأسها عبد ربه منصور هادي. ولمّا جعل التحالف والسلطة اليمنية الشرعية احتلال مأرب امرا مستحيلا، قرّر التحالف الدولي الضغط استراتيجياً على مسار الحرب الحوثية من خلال أهداف أربعة جديدة بدأ بالتركيز عليها من خلال الحرب الجوية التي يشنّها التحالف حالياً وهي: بنية الصواريخ الباليستية والذكية، بنية المسيرات الهجومية، ومخازن الذخيرة الكبرى، ومقرّات القيادات. كلّها ذات قيمة أساسية تؤثّر على قدرات الحوثيين على الاستمرار في مقولة تحقيق الانتصار العسكري وإنهاء الحرب في صنعاء، وهذا ما لن يحدث أبداً”.
ويرى عبد القادر أن “الخسائر من الجانب الحوثي الآن كبيرة جدّاً والثمن على حليفته إيران سيكون كبيراً لأن هذه البنى التي يتركّز عليها القصف الآن مكلفة جدّاً ولا يمكن لطهران في وضعها الاقتصادي الراهن أن تستمر في تمويل هذه الحرب بالمعدّات المحدودة الكميات لديها وغالية الثمن”. ويتم التداول بمعلومات عن أن التحالف حصل على معلومات دقيقة حول المستودعات المستهدفة كونها محصنّة ولا يعرف وجودها إلا قلّة قليلة من المسؤولين، الأمر الذي أربك القيادة الحوثية، فشكّت في عملية خرق أمنية داخلها، تعليقاً على ذلك يقول عبد القادر “الحرب تحتاج عادةً إلى معلومات واستعلام استراتيجي وتصوير جوي للمناطق مع دراستها. المخبرون داخل اليمن وبين رجال القبائل الذين يتعاونون مع الحوثيين عسكرياً هم من يؤمّن هذه المعلومات، وفق التقارير الصادرة عن التحالف والتي لم يدحضها أي مصدر إقليمي أو دولي، لذا يبدو أنهم يملكون معلومات عن بنك أهداف يغطي هذه الأهداف الأربعة النوعية المذكورة سابقاً”.