جاء في “المركزية”:
اطلق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون خلال استقباله المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا في قصر بعبدا، امس، موقفا “انتخابيا” مثيرا للتساؤلات وعلامات الاستفهام، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”. هو، وإذ طمأن الى ان “كل التحضيرات قائمة لاجراء الانتخابات النيابية في الربيع المقبل وبالتالي لا داعي للقلق والاخذ بالشائعات التي تروج في بعض وسائل الاعلام”، أكد في الوقت عينه ان “أي محاولة للتدخل في هذه الانتخابات من قبل جهات خارجية للتأثير على خيارات الناخبين ستواجه بقوة لاسيما وان ثمة جهات ومنظمات وجمعيات تحاول استغلال الظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد للضغط على الناخبين لصالح توجهات وشخصيات سياسية محددة”.
وفق المصادر، حديثُ رئيس الجمهورية، للمرة الاولى عن جهات خارجية تحاول التدخل في الاستحقاق، لا يبشّر بالخير. فحزبُ الله، وأمينه العام السيد حسن نصرالله، هو الطرف الذي يعتمد هذا الخطاب عادة ويعرب دائما، ومنذ اندلاع الثورة الشعبية خصوصا، عن القلق من استغلال الولايات المتحدة الاميركية والعواصم الكبرى الغربية والعربية والخليجية، الجمعيات غير الحكومية الموجودة في لبنان، ومنها مَن هو ناشط ضمن اطار 17 تشرين، لتأليب الرأي العام ضد حزب الله والمقاومة، عبر التمويل والاغراءات المالية والعينية وسواها. فهل اعتمدت بعبدا اليوم، وجهة النظر هذه، واقتنعت بها؟ يمكن القول اذا، تتابع المصادر، ان بعبدا تشكك سلفا بنتائج الانتخابات إن حصلت، وتستعد منذ الآن، لتبرير اي خسارة ممكن ان تُمنى بها ذراعُها السياسية، اي التيار الوطني الحر، في الانتخابات المقبلة: فـ”الحقّ على” الجمعيات التي اشترت اصوات الناخبين وحرّضتهم ضد الفريق البرتقالي.
من هنا، وانطلاقا من هذا “الجوّ”، تخشى المصادر ان تسعى المنظومة الى تطيير الاستحقاق خوفا من نتائجه. بعد طعن “لبنان القوي” في تعديلات قانون الانتخاب امام المجلس الدستوري، واذا لم تأت قرارت الاخير مرضية للتيار، يلوّح رئيس الجمهورية بالتصعيد، وقد قال بوضوح “لن أوقّع مرسوماً يدعو الهيئات الناخبة إلى 27 آذار للاقتراع. إذا أتاني سأرده من حيث أتى كي يصار إلى تعديله. لن أوافق على انتخابات نيابية سوى في أحد موعدين: 8 أيار أو 15 أيار. بعد 15 أيار لا يعود أمامنا سوى أسبوع لانتهاء الولاية القانونية لمجلس النواب (21 أيار 2022)، ما يقتضي أن يكون انتخب برلمان جديد قبل الوصول إلى هذا اليوم. قلت إن 27 آذار يحرم آلاف اللبنانيين الذين يبلغون السن من الاقتراع، أضف الظروف المناخية غير الملائمة في هذا الوقت”.
في عود على بدء، تسأل المصادر “ممّن الخشية على حصول الانتخابات اذا؟ هل من المجموعات الثورية التي تنتظرها بفارغ الصبر؟ او من الاحزاب المعارضة؟ وحدهم مَن يملكون الاكثرية في البرلمان والخائفون من نتائج الاستحقاق ومَن يمسكون بالسلاح، قادرون على “قبعها”…