جاء في “المركزية”:
جالت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا امس على بعبدا والسراي، حيث اطلعت رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، على المداولات التي رافقت الإحاطة الدورية لمجلس الامن الدولي حول القرار 1701 والتي تمت نهاية الشهر الماضي، وعلى المواقف التي صدرت عن الدول الأعضاء في ما خص تطبيق القرار..
الدبلوماسية الاممية قالت انه وفي “شكل عام كانت جلسة نيويورك بناءة”، مؤكدة ان “كل البلدان تتطلع الى ازدهار لبنان مع اتمام الإصلاحات وإجراء الانتخابات، وقد خصصت النقاشات للنظر في تطبيق القرار ١٧٠١”، لافتة الى “ان الدول الـ ١٥ الأعضاء تتطلع الى تطبيق هذا القرار”. ومع ان لقاءات فرونتسكا تُعتبر “كلاسيكية” او روتينية غداة اجتماع مجلس الامن، الا ان مصادر سياسية معارضة تقول لـ”المركزية”، انها لافتة من حيث التوقيت والمضمون. ذلك ان الصوت الخارجي المشدد على ضرورة تطبيق لبنان القرارات الدولية، من الـ1701 الى الـ1559 الى الـ1680، آخذة في الارتفاع من جديد بعد فترة من “التراخي” و”المرونة” في هذا الخصوص، اذا صحّ التوصيف.
فليس تفصيلا، توقُّف بيان جدة الذي صدر اثر اجتماع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، بما ومن يمثّل اوروبيا، وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، عند ضرورة “الالتزام بقرارات مجلس الأمن 1559 و1701 و1680 والقرارات الدولية ذات الصلة”، قبل ان يُستَكمل هذا النداء، بآخَر مماثل، صدر من سلطنة عمان الثلثاء ومن الامارات امس، في جولة يقوم بها بن سلمان على دول مجلس التعاون الخليجي.
صحيح ان موقف العرب والعالم معروف لناحية اولوية التزام لبنان قرارت مجلس الامن، ولم يتغيّر، الا ان اعادة تذكيرهم بيروت بأن لا مفرّ من هذا التقيّد، بارزة، ولا يمكن المرور عليها مرور الكرام. ففي المرحلة المقبلة، تضيف المصادر، وفيما العمل جار على تسويات لازمات المنطقة، لا يمكن ان يبقى “حزب الله” في لبنان كما هو اليوم، فصيل مسلّح، وقوّة تضاهي بعتادها وتنظيمها القوى العسكرية الشرعية، مموّل من ايران وجاهز لتوتير الاوضاع في لبنان، ساعة يشاء او تقتضي مصلحة “الجمهورية الاسلامية”. ومن هنا، نفض المجتمع الدولي الغبار عن القرار 1559.. كما ان “الحزب”، في المنظار العربي والدولي، وخلافا لما يؤكد رئيس الجمهورية، يخرق الـ1701 ويعكّر استقرار المنطقة، وهو لا يزال منتشرا جنوبي الليطاني ويطور ترسانته العسكرية ويحفر الانفاق نحو الاراضي المحتلة. وهذا ما لا يمكن للخارج ان يرضى به سيما وأن أمن تل ابيب والدول الخليجية والعربية، اولوية لدى الاميركيين والروس والاوروبيين.
هذه هي الرسالة التي يريد العالم اليوم ايصالها الى لبنان – الرسمي: أمهلناكم، وانتظرناكم لتقوموا بما تعهدتم به في هذا الشأن، سيما وانكم وعدتم بطاولة حوار تناقش استراتيجية دفاعية.. غير ان فترة السماح انتهت، وعليكم اليوم باحتواء حزب الله ومواجهة فائض قوّته وصولا الى تحويله حزبا سياسيا أعزل، تنفيذا للقرارات الدولية.. وإلا تحمّلوا التداعيات السلبية اقتصاديا وسياسيا وعسكريا وماليا.
فهل ستفهم المنظومة الرسالة؟ على الارجح لن تفهمها، تختم المصادر.