كتب مايز عبيد في نداء الوطن:
هرع المواطنون في طرابلس وجوارها منذ صباح الخميس إلى محلات الصيرفة بشكل هستيري، بعد ورود انباء عن أن ورقة المئة دولار الطبعة القديمة لم تعد صالحة في أسواق الصيرفة. كثيرون من أبناء الشمال ارادوا التخلص منها وتصريفها بالعملة المحلية أو استبدالها بالمئة دولار ذات الطبعة الجديدة أو الإصدار الجديد.
تمنى المواطنون أن تكون الأخبار التي سمعوها بهذا الشأن عبر وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي غير صحيحة، لا سيما بعد تطمينات السفارة الأميركية في بيروت، لكن كل التطمينات لم يكن لها مكان في سوق الصيرفة الطرابلسي، إذ تفاجأ حاملو هذه الفئة بأن أصحاب محلات الصيرفة يرفضون رفضاً قاطعاً تصريفها أو حتى استبدالها ولو كان ذلك مقابل اقتطاع بعض الدولارات منها.
رفض صيارفة طرابلس التعامل بالمئة دولار هذه رفضاً باتاً، في حين اشتراها صيارفة آخرون في عكار ومناطق أخرى مقابل كسر مئة ألف عن كل ورقة منها لصالحهم. أما صيارفة طرابلس فأبلغوا زبائنهم بأن”هذه الورقة لم تعد مقبولة للتعامل لدى صيارفة بيروت وبنوكها، لن يخاطر أحد بشرائها”.
إحدى السيدات وصلت إلى محل صيرفة في منطقة التل؛ ومعها مئة دولار من هذه الطبعة القديمة، وقالت للصراف أنها حوالة من ابنها الموجود في أوروبا، لكنه رفض استلامها بشكل مطلق. مواطن آخر وصل وبحوزته مبلغ 800 دولار، 8 أوراق من ذات الفئة وأبلغ الصراف أن هذه بالنسبة إليه “تحويشة العمر”؛ يجمع بها منذ أزمة 2019، ولما سمع بأن هذه الأوراق لم تعد مقبولة أتى لكي يستبدلها بأخرى من الطبعة الجديدة أو حتى يبيعها على الليرة اللبنانية. طبعاً كان جواب الصراف بالرفض التام لها. خرج من عنده وذهب إلى الصراف المجاور فكان الجواب ذاته. قصد كل صرافي منطقة التل والجوار ولم يجد حلاً. وهو في الطريق إذا بصراف من جماعة الرصيف أخبره أنه يقبل بهذه الأوراق القديمة. كان سعر الدولار 24850، فاشترى منه ذاك الصراف المتجول الـ 800 دولار على سعر 24300 ليرة لبنانية للدولار الواحد. ومع أن ذاك الشخص هو بالحساب قد خسر في كل دولار واحد أكثر من 500 ليرة، إلا أنه في نفس الوقت كان مسروراً للغاية، لأنه بعدما لف على عدد من الصرافين ظن أن “تحويشة العمر” كما أسماها أصبحت أوراقاً بلا قيمة.
بالمقابل، تشير كل المعطيات المالية إلى أن الأوراق النقدية من الدولار ذات الطبعة القديمة لا تزال صالحة، إلا أن مجريات الأوضاع في لبنان عكس كل الواقع. وترى أوساط في هذا الشأن أن الأمر لا يعدو كونه إحتيالاً جديداً على المواطنين ليتخلصوا مما لديهم من دولارات مدّخرة في المنازل.
بالمقابل، لا يدري المواطن اللبناني من أين تأتيه الأزمات والمشاكل، وكلما خرج من أزمة وقع في أخرى أصعب منها، وعليه تسديد كل الفواتير من جيبه دائماً.
ولم يقتصر الأمر على فئة المئة فقط، فحتى العشرة والدولار الواحد والعشرين.. صار الصرافون يتمنّعون عن التعامل بها بحجة أنها قديمة..
تجدر الإشارة إلى أن كثيراً من المواطنين يدّخرون في منازلهم دولارات من الفئة القديمة تلك، وقعوا في حيرة من أمرهم وصلت إلى حد الخوف على مصير مدخراتهم إذا لم يحسم المعنيون في مصرف لبنان الجدل بخصوص هذه الأوراق الدولارية القديمة.