أطلق وزير الثقافة محمد وسام المرتضى مشروع إعادة تأهيل وترميم قلعة الحصن الاثرية في بلدة كيفون التي زارها برفقة المدير العام للاثار المهندس سركيس الخوري واطلع على ما تحتاجه في مجالي التنقيب والترميم.
كما افتتح الحديقة القرآنية المزروعة بأنواع النباتات المذكورة في القرآن الكريم ومركز حمى جبل لبنان ، ولاحقا انتقل الى البيت العائد لآل سرحان والذي تحول مؤخرا الى “متحف قروي ” حيث تم افتتاحه، في حضور رئيس بلدية كيفون المحامي بلال سعد ومدير جمعية حماية الطبيعة في لبنان (spnl)الدكتور أسعد سرحال ومدير المكتب الإقليمي ل IUCN الدكتور هاني الشاعر وحشد من الشخصيات والفعاليات السياسية والاجتماعية والثقافية من البلدة وجوارها.
وفي افتتاح الحديقة القرآنية، كان كلمة للوزير المرتضى، جاء فيها: “ما أشبه حديقتكم بالوطن، غراس متعددة {فيهما فاكهة ونخل ورمان} أو كما يقول الله تعالى في آية أخرى: {فيهما من كل فاكهة زوجان} وقيمة التعدد في أن يغني الحياة وأن يشكل إضافة في الثمر إذا أثمر.. أو إذا أينع.. {وجنات من أعناب والزيتون والرمان مشتبها وغير متشابه انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه إن في ذلكم (لأيات لقوم يؤمنون).
هكذا هي حديقتكم التي أخذت من القرآن عنوانها، ومن مسيرة النبي محمد وسيرة السيد المسيح سفر انطلاقتها، ومسار خطواتها وأهدافها وهكذا نريد للتنوع اللبناني في حديقته الوطنية والإنسانية والدينية أن يمتد وينمو ويسمو، حتى في أيام المحنة وفي قلب المعاناة.
وأنتم أيها الأحبة في غراسكم هذه وحديقتكم تقدمون صورة نريدها أن تكون الأنموذج في كيف نصنع إنساننا على شاكلة هذا التنوع الذي يضج بالحياة ويسمو بها، وفي كيف نصوغ تنوعنا لتغتني وطنيتنا فيه لأن الوطنية هي أن تعيش في قلب أخيك المواطن عطاء ومعاناة وحبا، كما أن الإنسانية أن تعيش إنسانيتك في إنسانية الإنسان الآخر”.
وأضاف المرتضى: “أحسبكم في هذا الزرع تسيرون على خطى الأنبياء، فقد قال النبي محمد: (إذا قامت على أحدكم القيامة وفي يده فسيلة فليغرسها).. وفي قول مأثور: (الزارعون كنوز الأنام، يزرعون طيبا أَخرجه الله عز وجل، وهم يوم القيامة أحسن الناس مقاما واقربهم منزلة، يدعون المباركين) “.
وأردف: “إنني أمام هذا المشهد، وفي هذه المنطقة الحبيبة على قلوبنا جميعا والتي تمثل في تنوعها وتكاملها وانفتاحها صورة عن لبناننا الذي نتطلع إليه ليعود بستانا من بساتين الخير، وقلعة حصينة في مواجهة كل الفتن التي تعصف به، كما نريده أن يكون حمى تتكاثف فيه أشجار المحبة في جبله وسهله وشماله وجنوبه، ويتكاتف فيه أهله ليردعوا كل من أراد بوطنهم شرا.
وتابع: “إنني من هنا أتوجه إلى كل من يحمل مسؤولية في هذا البلد أن يصنع كما تصنعون، وأن يزرع كما تزرعون، لأن زراعة أشجار المحبة تعطي وطنا أخضر يليق بإنسانه، أما من يزرع الريح فلا يحصد إلا العاصفة، وقد جربنا في وطننا هذا زراعة ريح العصبية والأحقاد والضغائن والتقوقع فلماذا لا نجرب أن نزرع الرحمة والمحبة والرضوان”.
ورأى المرتضى اننا “على مسافة زمنية قريبة من تلك الحرائق التي كانت تأكل أخضر لبنان ويابسه، والتي صنعت ما يشبه الوحدة الوطنية في اشتعالها وفي ضمّها لمعظم المناطق من الجنوب إلى البقاع والشمال، ولأننا كنا الإطفائيين في جانب فلا بأس أن نكون الزراع في الجانب الآخر، وأمامنا تحديان: أن نعيد الخضرة للبنان في طبيعته، في سهله وجبله وساحله وأن نعيد البسمة للبنانيين في أننا استطعنا أن نضمد جراحهم وأن نطفئ الحرائق السياسية والاقتصادية لنعيد بناء لبنان من جديد. لبنان الحضارة والتنوع، لبنان المسلم والمسيحي الموحد. لبنان الذي كان شاعره يردد:
إثنانِ أَعيا الدهر أن يبليهما لبنان والأَمل الَّذي لذويه نشتاقه والصيف فَوق هضابه ونحبه والثلج في واديه”.
وختم المرتضى: “أشكر كل الذين ساهموا وعملوا لإنجاح هذا المشروع، ولإعادة تأهيل قلعة الحصن، ولإعادة الروح لحمى جبل لبنان، وآمل أن نساهم جميعا في أن نكون الامتداد لغراس المحبة والألفة في وطن يحتاج لأيد تبني وتغرس كما يحتاج لقلوب شجاعة تنبري لتتطهر الهيكل ولتجتث كل المأجورين الذين يعملون على بث الفتن وخلق الأزمات خدمة لأجندات خارجية تخريبية تستهدف الوطن ومواطن القوة فيه ولكن يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين. فهذا الوطن باق عزيزا أبيا محصنا بمقاومته وبإرادة العيش الواحد الراسخة لدى كل ابنائه”
وقدم رئيس البلدية درعا تذكارية الى الوزير المرتضى عربون شكر وتقدير.