كتبت سناء الجاك في “نداء الوطن”:
هو زمن الإنتظارات بالنسبة لرئيس الجمهورية ميشال عون.
لعله ينتظر أن يتصل به الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ليطلعه على تفاصيل إستقباله رئيس الوزراء نجيب ميقاتي “ست الدنيا” وتوجيهه “إمداد لبنان بالغاز اللازم لتوليد الطاقة من أجل حل مشكلة انقطاع الكهرباء”.
وإذا ما إتصل السيسي، قد يوجهه عون إلى سكة الكهرباء الحقيقية التي تمر عبر الصهر ومستشاريه، وليس عبر رئيس حكومة لا يجيد دعوتها إلى الإنعقاد.
على فكرة، رئيسنا لا يزال ينتظر مكالمة هاتفية من نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون ليفهم منه ما إستعصى عليه من البنود المبهمة المتعلقة بلبنان في البيان الفرنسي/ السعودي.
بالطبع لا تكفي زيارة السفيرة الفرنسية لدى لبنان آن غريو لتوضيح المبهم، فالتعامل مع فخامته مطلوب من الأصيل وليس البديل.
وليس مهماً أن هذه البنود التي يحفظها كل لبناني عن ظهر قلب، لا تحتاج إلى من يفسرها بعد أن أصبحت أشبه بدستور جديد.. أو خارطة طريق لتنفيذ الدستور ووقف الإنهيار الاقتصادي ووضع لبنان على سكة الأمان. المهم هو إحترام المقامات وعدم الإنتقاص من مقام رئاسة الجمهورية ومن حقوق المسيحيين المرتبطين بهذا المقام.
ولا بد من الإشارة إلى أن الحذر العوني يطغى على التعاطي مع مفاعيل الاتصال الثلاثي. تحديداً بما يتعلق بشأن حقيقة “حزب الله”، الذي لا يجد رئيسنا أي سبب لتحجيمه ما دام لا يستخدم صواريخه ومقاتليه في الداخل، ويحافظ على السلم الأهلي ويحترم القرارات الدولية ولا يرشق الدول التي صنفته إرهابياً بوردة.
يبدو أن كلامه بهذا الشأن من قطر لم يصل إلى مسامع ولي العهد. والأنكى أنه لم يصل حتى إلى مسامع المسؤولين القطريين. وإلا كيف يمكن تفسير البيان القطري/ السعودي الذي لم يجف حبره بعد؟؟
لذا، ربما يُستحسن إنتظار إتصال ولي العهد الذي يحمل خلال جولته الخليجية الملف اللبناني كأحد البنود الرئيسية المطروحة على الطاولة، والخروج بموقف خليجي موحد من الوضع اللبناني. فتصويب البوصلة ضروري ليفهم الحكام الشباب ما إستغرق من فخامته سنوات ومنفى ليفهمه.
وعندما فهمه بدأ يحصد مكاسب إنتظاراته. صحيح أنه عض على جراح إنكساراته من 1988 إلى 2016، لكنه، وبعد إنتهاء غربته، تأنى فنال ما تمنى وتربع على كرسي الرئاسة في قصر بعبدا آمناً مطمئناً.. لولا هاجس توريث جبران الذي تعترضه عقبات نتيجة رعونة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب وإطاحته بالإتفاق النووي.
فخامته يدرك أن الحسد يهد الأسد، فكيف بالصهر الطالع طلعته؟؟!! كذلك يدرك أن الدنيا دولاب، بالتالي هو لا يستطيع أن يتحكم بالإنتظارات الخارجية.. وهي، على أي حال، لم تكن على قدر طموحاته منذ إكتشف طريق الحرير..
ربما يجد في الإنتظارات الداخلية ما يشفي غليله. لديه القرار المنتظر من المجلس الدستوري في شأن الطعن الذي تقدم به نواب “التيار الوطني الحر” ليحد من خساراته المتوقعة في الانتخابات المقبلة.
ولديه التدقيق الجنائي ليتمكن من المضيّ في مكافحة “أضرار المفسدين”. وقد لا تكفي الفترة المتبقية من ولايته لهذه الغاية.
لذا ينتظر ان يحقق “حزب الله” إنتصارات ساحقة ماحقة تسمح له بفرض إرادته، لتنقلب بعدها المعادلات، ويستطيع حينها أن يحصل على وعد بفرض صهره الغالي رئيساً خلفاً له.
وبالطبع، فخامته ليس قلقاً.. فهو ملك الإنتظارات المثمرة ولو على حساب الشعب اللبناني..