دشنت بلدية لبعا شرق مدينة صيدا اليوم السبت في نهار احتفالي برعاية وحضور وزير السياحة وليد نصار ملاعب رياضية جديدة، وافتتحت العين التحتا في البلدة بعد ترميمها، ووضعت حجر اساس لبيت الضيافة، وأضاءت شجرة العيد والقرية الميلادية.
واستهل نصار ورئيس بلدية لبعا فادي رومانوس اليوم الاحتفالي بزيارة معصرة البلدة الجديدة حيث استمع الى المشرفين عليها في حضور النائب زياد اسود، وراعيي ابرشية صيدا ودير القمر للموارنة مارون العمار، وللروم الكاثوليك ايلي البشارة الحداد، وممثل حزب الله في منطقة صيدا حسين السارجي، وعدد من الآباء والكهنة وفريق من إدارة البلدية إضافة إلى حشد من أهالي البلدة، إلى آلية عملها وجودة أصناف الزيت والزيتون التي تنتجها. وقدم بعدها هدية الى نصار والعمار والحداد زجاجات من افخر انتاج زيت الزيتون لهذا الموسم.
وأكمل نصار ورومانوس والمطرانان والحضور مسارهم باتجاه العين التحتا حيث تمت إعادة افتتاحها بعد ترميمها، كما تمت إزاحة الستار عن لوحة تدشين الملاعب الرياضية التي خصصت لالعاب الباسكت بول، وقيادة الدراجات الهوائية وغيرها لتلبي هوايات أهالي البلدة الترفيهية من مختلف الفئات العمرية. ووضع بعدها الوزير نصار بمشاركة المطران العمار حجر الاساس لبيت الضيافة. ثم جال والمطرانين واسود في معمل الصابون واطلعوا من المختصين فيه على كيفية عملية صناعتهم للصابون بجودة عالية.
تلى ذلك لقاء في بلدية لبعا قدم خلاله رومانوس الى نصار هدية تراثية عربون شكر وتقدير مع باقة من الورود، كما قدمت يارا القاعي باسم شباب وشابات البلدة للمطرانين العمار والحداد باقتين من الورود ولوحتين للسيدة العذراء. عقب اللقاء جرى افتتاح بيت ميرا للضيافة وملهى ليلي.
واختتم نصار ورومانوس بمشاركة المطران العمار والاب جوزيف خوري ممثلا مطران صيدا ومرجعيون وراشيا للروم الأرثوذكس الياس الكفوري والسارجي والحضور الجولة الاحتفالية بإضاءة شجرة الميلاد في ساحة البلدة على رنين الاجراس وعزف الالحان الميلادية والالعاب البهلوانية، في حضور ممثل النائب بهية الحريري الدكتور ناصر حمود، السيدة نجلا سعد، ومخاتير وشخصيات وفاعليات وحشد من أهالي البلدة.
وسط أجواء الفرح الميلادي افتتحت القرية الميلادية في حديقة المطران العمار، وكانت كلمة ترحيب القتها يارا القاعي باسم شباب وشابات لبعا.
وقال نصار ” من لبعا من ساحل وعاصمة الجنوب عندما دعاني اخي فادي الى هذه الجولة السياحية في البلدة بالطبع لم اتردد ولكنني في الوقت ذاته لم اكن أتوقع اكتشافي لما رأيته اليوم فيها رغم اني لست غريبا عن هذه البلدة واعرفها تمام المعرفة. ففي المرة الأولى لدى زيارتي فادي رومانوس اخبرني عن أحلامه كابن هذه البلدة ولم يكن وقتئذ رئيسا للبلدية، ومشاريعه التي يفكر بها لأجل اهل لبعا، اليوم رأيتها قد تحققت، وما زال هناك الكثير من الأمور في طور التحقيق.”
وأضاف: “نحن كوزارة سياحة كما سمع معظمكم أن ضيعة بكاسين فازت بجائزة عالمية، وقريبا إن شاء الله نقيم يوما احتفاليا فيها، وستكون لنا زيارة نخصصها لقضاء جزين انطلاقا من الساحل من مدينة صيدا باتجاه جزين وذلك بالتنسيق مع الفعاليات المعنية.”
وأشار نصار الى انه “منذ استلامنا الوزارة اطلقنا اللامركزية الإدارية الموسعة والتي كنا نسمعها من عشرات السنين من السياسيين وهم يضعونها في الإدراج ولم تتحقق. اليوم وزارة السياحة بدأت بتطبيق اللامركزية الإدارية السياحية وباشرنا باستحداث حوالي 40 مكتاب سياحيا في كل لبنان لربطها ببعضها البعض، بهدف تسهيل المعاملات الخاصة بمؤسسات المواطنين السياحية وحصولهم على تراخيص من دون الرجوع إلى الوزارة، وتكون هذه المكاتب للاستعلام بحيث يستطيع المواطن في لبعا والزائر أو القاطن في البلدة أن يعرف ماذا يحصل في اهدن أو في بعلبك أو في كفرذبيان.”
وخاطب رومانوس قائلا: “إن الشراكة بين القطاعين العام والخاص مهمة جدا، ولبنان بعد ما وصلنا إليه أو ما اوصلونا إليه منهوب، ليس فقيرا أبدا لبنان بثرواته وبابنائه وأطفاله وشبابه من أغنى البلدان في المنطقة. وتمنى “في هذا الشهر المبارك والمجيد أن يعطي املا لكل اللبنانيين ويعطونا نحن كحكومة فرصة امل، واطلقنا منذ فترة هدنة، وقصدنا فيها كل السياسيين وكل الأحزاب السياسية ليصبروا على بعضهم ويحبوا بعضهم ليعطونا كلام محبة وامل ليبقى اللبناني المغترب لديه فسحة امل بالعودة إلى بلده لنعيد بناءه معا”.
وشكر وزير السياحة في الختام رئيس البلدية واعضاء المجلس البلدي والمطران العمار وكل الفاعليات والمخاتير لاعطائي هذه الفرصة اليوم لنقل صورة لبعا الحقيقية التي تجسد هذا التعايش الملفت والمحبة بين أبنائها الذي يشكل أساس نجاحها.”
وتوجه إلى الصغار مخاطبا “أحبوا لبنان لا تسمعوا اخبار لا تتكلموا سياسة ولا تسمعوا اهلكم بماذا يتكلمون في السياسة. تكلموا مع بعضكم البعض تثقفوا وافرحوا وابتعدوا عن السياسة، فأنتم املنا ومستقبلنا لانكم ستتسلمون البلد من بعدنا، لا تتحدثوا في السياسة واكرهوا الطائفية وابتعدوا عنها لأن كل واحد منا دينه في بيته، اما في الخارج فكلنا متساوون مع بعضنا البعض.”
من جهته، شكر رومانوس أهالي صيدا والسيدة نجلاء سعد، وممثل النائب بهية الحريري الدكتور ناصر حمود وممثل حزب الله حسين السارجي وكل الفاعليات واهالي لبعا جميعا.
كما شكر العمار في مستهل كلمته الوزير نصار على زيارته، متمنيا له التوفيق في كل مشاريعه. وقال “اليوم من خلال هذا الاحتفال في لبعا اسحضرتني اغنية تقول كلماتها منرفض نحنا نموت التي هي شعارنا كلنا جميعا في الجنوب، نحن شعب مناضل يرفض الموت لا حضاريا ولا اقتصاديا ولا دينيا ولا بأي طريقة من الطرق نرفض أن نموت.”
وأضاف: “ومع ما يحصل ورغم كل الظروف الصعبة التي يمر بها البلد هو أكبر علامة لرفضنا الموت، نحن أبناء الحياة، أبناء هذا الوطن وأبناء هذا الجنوب وأبناء الحضارة التي عمرها مئات ومئات السنين في هذا الجنوب من عمر صيدا وصور وعمر كل الحضارات القديمة التي تعود لآلاف السنين، نحن أبناء هذه الحضارات التي لم تمت وسنكمل بهذه الحضارة التي لا تموت.”
وختم: “معايدتي لكم أننا لا نريد أن نموت ولتعاد علينا وعليكم هذه الأعياد بالخير والبركة ونحن نعيش بمحبة بعضنا البعض ونحب هذا الوطن وارضنا وحضارتنا ونحب العيش مع بعضنا بامان وسلام.”
ثم ألقى الشاعر عبدالله محفوظ قصيدة من وحي المناسبة تلتها أمسية ميلادية.