تراجعت العناوين السياسية وكأنّ البلاد دخلت باكراً في عطلتي الميلاد ورأس السنة، خصوصاً انّ القوى المُشكِّلة للحكومة تأقلمت مع واقع تجميد اجتماعاتها، فرئيس الحكومة نجيب ميقاتي يحاول ان يعوِّض اجتماعات مجلس الوزراء بعمل اللجان الوزارية تجنّباً للدعوة إلى جلسة ستُواجه باعتراض فإنقسام، فيما لا حلول بعد لمسألة التحقيق في انفجار مرفأ بيروت التي أدّت إلى هذا الواقع التعطيلي، ويتوقّع ان تصدر عن المجلس الدستوري هذا الأسبوع نتيجة الطعن بقانون الانتخابات، فتدخل البلاد مع مطلع السنة الجديدة في مرحلة انتخابية بامتياز، لن يعكِّر صفوها سوى أوضاع أمنية او اجتماعية غير متوقعة.
وقالت مصادر متابعة لـ”الجمهورية”، انّ استقالة وزير الإعلام جورج قرداحي أدّت الى ترييح الأجواء السياسية من دون ان تحلّ عقدة الحكومة، ولكنها فتحت باب المحاولة مع الدول الخليجية لإعادة ترتيب أمر العلاقات معها، وجاءت زيارة ميقاتي لمصر قبل ايام في هذا السياق، حيث انّ القاهرة تعمل وباريس، على إعادة وصل العلاقة بين بيروت والعواصم الخليجية، في ظل معلومات تتحدّث عن إعادة وضع لبنان على جدول أعمال هذه الدول، الأمر الذي برز في الجولة الخليجية لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وضمّن كل محطة من محطاتها بياناً مشتركاً استحوذ لبنان على قسط وافر منه.