فُتحت أبواب الأعياد وعلى عتبتها ارتفاع جديد بإصابات فيروس كورونا، مرفقةً ببدء تفشي المتحوّر “أميكرون” ما يهدّد بسرعة انتشار أكبر. وفي حين سجّلت هذه الفترة أعلى مستوى من التفشي المجتمعي العام الفائت، يتخوّف الأطباء من أن يتكرّر السيناريو هذه السنة ولكن بصورة أكثر مأساوية، نظراً إلى فقدان القطاع الطبي والاستشفائي قدرته على استيعاب الكمّ نفسه من المرضى. والقلق الأكبر ينبع من الاحتفالات والتجمعات المتوقّعة، لا سيما في الأماكن العامة أبرزها المطاعم والمؤسسات السياحية المثقلة بالأزمات والتي تنتظر هذه الفترة من السنة لخلق حركة فيها، فقررت اللجنة الوزارية المكلّفة متابعة ملف كورونا السماح للمطاعم باستقبال 50% من قدرتها فقط. أما نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري فأعلنت أنها “تتابع كل جديد متعلق بمتحور فيروس “كورونا” المستجد، إدراكًا منها لاتخاذ خطوات وتدابير استباقية تحول دون حصول أي ضرر. ونحن على دراية بزيادة الإصابات في الفترة الأخيرة، لهذا اجتمعت مع لجنة متابعة فيروس كورونا والوزراء المعنيين، لبحث السبل الوقائية خصوصًا في فترة الأعياد الآتية”، مؤكدةً أن “مع دخول شهر كانون الأول، يبقى تطبيق المعادلة الثلاثية الذهبية الأهم على الاطلاق من أجل تجنّب أي اقفال في فترة ما بعد الأعياد، لهذا ترتكز المعادلة المذكورة أولًا على الدولة أن تضرب بيد من حديد كل مخالف، ثانيًا على أصحاب المؤسسات أن يكونوا ضباط ايقاع في تطبيق الاجراءات الوقائية والالتزام بنسبة الاستيعاب بحسب تعاميم وزارة السياحة، وثالثًا الرواد أو الزبائن فهم الرقيب والحسيب والسلطة الرقابية بحيث يبلغون عن أي مخالفة في أي مؤسسة سياحية ويمتنعون عن الدخول إليها. على الجميع الالتزام بكل التعاميم الصادرة كي نؤكد أن لا دخل للقطاع السياحي بزيادة عدد الإصابات، لا بل المؤسسات المطعمية أصبحت أكثر أمانًا من الاكتظاظ في المنازل”. فهل يجعل الوضع الوبائي مصير القطاع السياحي على المحكّ؟
رئيس اتحاد المؤسسات السياحية نقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر يوضح لـ “المركزية” أن “الجوّ كئيب وليس جوّ أعياد. في الأساس وضع القطاع السياحي إلى تراجع وسيئ ورديء. لا يمكن معاكسة القرارات الدولية أو وباء يضرب البلد، لكن المشكلة اليوم التركيز على مراقبة المطاعم والفنادق من دون مراقبة المنازل والشاليهات المستأجرة والحفلات من خلال الـ Airbnb وغيرها. تحتاج المؤسسات إلى كل القدرة الاستيعابية لتحقيق نسبة قليلة من الأرباح واليوم خفّضت النسبة إلى النصف، في الأساس التباعد يؤدي الدور الأساسي في الحماية أكثر من العدد، وعندما نقول للزبائن أن لا يمكن تخطّي عدد معيّن من الأشخاص خلال حفلة رأس السنة مثلاً، تلقائياً يفضّل استئجار شاليه لاستضافة عدد أكبر ولأكثر من يوم، ففي أوروبا تراقب المنازل أيضاً إنما في لبنان نخسر زبائن في حين أن الاكتظاظ في المنازل والشاليهات قائم وأكبر بأضعاف، حتّى أنها أقل كلفة”.
ويلفت إلى أن “نتابع مع لجنة كورونا التفاصيل ووافقنا على قرارها ورغم أنه أفضل من السنوات الماضية لكن نتائجه تبقى مضرّة للقطاع. فأضيف ضرر جديد على المشكلة القائمة أساساً، والمؤسسة التي تحقق مدخولاً تدفع أرباحها ثمن مازوت لتوليد الكهرباء وتأمين المياه بمئات الملايين من الليرات”.
أما بالنسبة إلى وصول المغتربين في فترة الأعياد، فيشير الأشقر إلى أن “الأكيد أن بعضهم سيزور البلد، لكنه لا يقصد الفنادق وفي الحدّ الأقصى يذهبون إلى المطاعم. ممكن أن تتحرّك مناطق التزلج مثل الأرز وفاريا وفقرا إذا تساقطت الثلوج فيها، لكن يكون الطلب على الشاليهات أكثر من الفنادق”.
وفي ما خصّ الحجوزات للأعياد ورأس السنة تحديداً، يقول “من المبكّر الحجز في المطاعم للأعياد حتّى أن أيا من الفنانين لم يعلن بعد عن إقامة حفلة له في لبنان”.