لم تنتظر بعض المدارس العطلة الطويلة التي أقرتها لجنة كورونا والتي تمتد من 17 الجاري حتى 10 كانون الثاني من العام المقبل، فأقفلت أبوابها ابتداء من اليوم، بسبب النسبة الكبيرة لتفشي فيروس كورونا في صفوف الطلاب، في حين عمدت أخرى الى إقفال صفوف او اقسام بكاملها، بينما البعض الآخر حافظ على مستويات مقبولة من التفشي واكتفى بحجر التلميذ المصاب لمدة 14 يوماً والمخالطين له مدة سبعة أيام، مع إجراء فحصوصات الـ pcr للتأكد من السلامة قبل العودة الى المقاعد الدراسية. فهل بات وضع كورونا مقلقا في المدارس؟
أمين عام المدارس الكاثوليكية الأب يوسف نصر يؤكد لـ”المركزية”: “هناك تفشٍ وارتفاع بالاعداد، لكن في الوقت نفسه هناك إجراءات تُتخذ من قبل إدارات المدارس للسيطرة على الوضع لعدم السماح بمزيد من التفشي”، معتبراً ان “الأمر مضبوط من قبل إدارات المدارس حتى لو اضُطر البعض منها الى إقفال صف او مرحلة او حتى إقفال المدرسة لمدة يوم او يومين. لكن الموضوع “انشالله” تحت السيطرة”.
ويتمنى الاب نصر ان “تكون العطلة ابتداء من يوم الجمعة 17 كانون الاول، فرصة للمزيد من السيطرة على الوضع وإفساحا في المجال أمام الأهالي للتلقح وتلقيح أبنائهم، على أمل ان نعاود نشاطنا الدراسي في 10 كانون الثاني المقبل، وننطلق كما يجب بالفصل الثاني من العام الدراسي 21 – 22”.
هل من مخطط للعودة بعد الفرصة، خاصة وان المدارس لا يمكنها التوجه الى التعلم عن بعد بسبب التقنين في التيار الكهربائي والانترنت؟ يجيب الاب نصر: “الاولوية ما زالت للتعلم الحضوري، لهذا كل الجهد يوضع من اجل ان تستعيد المدارس في 10 كانون الثاني التعلم الحضوري، ونفتش عن الوسائل والامكانات حتى نتمكن من انطلاق العام الدراسي، مع التمني ان يساعد ذلك في حصر الوباء، كي ننكب على الهموم الاخرى، خاصة الاقتصادية، التي هي الهم الكبير في هذه الفترة خاصة خلال كانون الثاني وشباط مع الحاجة الى المازوت للتدفئة والإنارة. وهذه الحاجة تشكل تحديا اقتصادي كبيرا بالنسبة الى المدارس، بالاضافة الى الرواتب والاجور والتحديات اليومية التي اعتدنا عليها في الظرف الاقتصادي الصعب”.
المدارس الرسمية بدأت بالاضرابات في كل المراحل، هل تتخوف المدارس الخاصة من الوصول الى هذه المرحلة؟ يجيب الاب نصر: “الاتكال على الله وعلى القطاع الخاص لأنه دائما، وفي كل المراحل حتى في الظروف الصعبة والحرب، لعب دوره، وانا أقدّر انه سيستمر في تأدية دوره لأنه يعرف أهميته في القطاع التربوي ويعرف حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، واتمنى الا نصل الى المرحلة التي وصل اليها القطاع الرسمي”.
هل سيكون دور للمدارس في التشجيع على عملية التلقيح التي أطلقتها وزارة الصحة؟ يقول: “علينا ان نشجع الاهل والطلاب فوق الـ 12 سنة على تلقي اللقاح لأنه يشكل حماية للمجتمع الدراسي كي نتمكن من الاقلاع بشكل أسلم في 10 كانون الثاني المقبل. الدعوة موجهة الى الاهل والطلاب الا يفوتوا الفرصة وان يشاركوا في الماراتونات التي تنظمها وزارة الصحة ويتلقحوا. واذا كانت المدارس قادرة على تنظيم ماراتونات داخل المؤسسات التربوية يكون ذلك أفضل ايضاً، كي يتمكن أكبر عدد من الطلاب من تلقي اللقاح، لأن أعداد الطلاب الملقحين ما زال متدنياً، يجب ان نصل الى نحو 65 في المئة كي نؤمن المناعة المجتمعية وننطلق في عامنا الدراسي من جديد”.
وتوجه الأب نصر بنداء الى الدولة “للإسراع بإصدار المراسيم التطبيقية لقانون الـ500 مليار ليرة وان يتم صرفها بشكل عاجل لأن المدارس بحاجة لهذا الدعم الصغير كي تتمكن من الاستمرار، “البحصة بتسند خابية”، والـ500 مليار ستشكل بحصة صغيرة نعوّل عليها كي نتابع ونخطو خطوة نحو الامام. كل فترة نحصل على القليل من الاوكسيجين من مكان ما يجعلنا نستمر، هكذا تعيش المدارس”.