Site icon IMLebanon

بلدة الصويري اللبنانية… طوائف وبيت واحد

كان مؤثراً الفيلم الوثائقي الذي بثته قناة العربية السبت الماضي ضمن برنامج مهمة خاصة،الذي اعدته الاعلامية المحترفة مي عبدالله، والذي تناول بلدة الصويري اللبنانية،التي تقع في سهل البقاع. هذه البلدة بنموذجها الفريد، يعيش أهلها سنة وشيعة معاً، يقاومون الاختلاف المذهبي، بروح متينة من الإلفة، صمدت أمام مشهد عام في لبنان والمنطقة، ينذر في كل لحظة باشتعال الفتن. الفرادة في الصويري أن فيها مسجد واحد يصلي فيه جميع أبنائها، كما أنهم يدفنون في مدافن واحدة، ويتزاوجون من بعضهم البعض، وبعض الزواجات مختلطة طائفياً، أي بين مسلمين ومسيحيين من القرى المجاورة.

اختبار الدم والعنف اختبرته الصويري، ايضاً، لكن نموذجها الفريد نجح في تطويقه، ولا يزال، وهذا ما يستعرضه الفيلم بكل أمانة وموضوعية،حيث جال فريق العمل في البلدة لمدة ثلاثة أيام، وعاش مع أهل الصويري تجربتهم التي حافظوا عليها في أصعب لحظات الفتنة،في لبنان والمنطقة.

باختيارها لهذه القضية، أثبتت قناة العربية، أن شاشتها سلاح اساسي في مواجهة من يسعون لتسعير الاشكالية المذهبية، في العالمين العربي والاسلامي، فالفيلم الواقعي المعيوش، هو رسالة مضادة للعنف والكراهية، ونموذج للسلام الذي هو المدخل لمستقبل العالم العربي، في مواجهة استراتيجية تحويل فئات اصيلة الى جاليات طارئة في خدمة مشروع الاستثمار في الصراع المذهبي.

حق لأهالي الصويري أن يفخروا بالنموذج الذي قدمته بلدتهم، فهو نموذج يدحض كل ما عاشته مدن وبلدات كثيرة نكبت رغماً عنها، في سوريا والعراق،وعليهم الآن مسؤولية مضاعفة في حماية هذا النموذج، حتى لا يطير الدخان الاسود  في سمائهم.

هم طوائف متعددة،لكن بيتهم واحد.حافظوا على بنيان البيت،فالسقف متى هبط يهبط على الجميع.