Site icon IMLebanon

ميقاتي افتتح أسبوع المعرفة في اكسبو دبي

إفتتح رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي ممثلا بالمستشارة التربوية في مجلس الوزراء هبة نشابة فعاليات أسبوع المعرفة والتعليم من اكسبو دبي، من تنظيم جمعية المعلوماتية المهنية PCA، في حضور مديرة المشاريع في الحكومة الاتحادية دولة الامارات العربية المتحدة أسماء الجناحي ورئيس بعثة لبنان لتكنولوجيا التربية ربيع بعلبكي ونائب الحاكم الأول لمصرف لبنان الدكتور وسيم منصوري، وحفل من رؤساء الاجنحة العربية والقادة التربويين من مختلف أنحاء العالم وخصوصا من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وشارك في الافتتاح وقدم شرحا عن الحلول المبتكرة في التعليم كل من أعضاء البعثة: رنا شميطلي، رين عباس، جورج رهبان، فادي عبد الخالق، مهدي غريب، صالح الرافع، الدكتور رامي عز الدين، الدكتورة غنى البدوي، ماغي الخطيب، رندة ميقاتي، شادي معصراني، ميرا حاطوم، ماهر محيو، الدكتورة ليلى شحرور, منى عيتاني وعبر تقنية التواصل المرئي “زووم”: محمد ذياب، سمر صهيون، رانيا بكار، رضوان شعيب، الدكتور جمال مسلماني وسرج ديرجاني، زياد منذر والدكتور ميلاد السبعلي.

إفتتح الحفل بالنشيدين الإماراتي واللبناني، ثم قدمت نائبة رئيس التحالف لشؤون الشراكات الدولية ومنسقة العلاقات في البعثة نورا المرعبي الحفل، ليتحدث بعلبكي بعدها، شارحا اهمية هذه البعثة “على المديين القصير والبعيد” معلنا إطلاق “تحالف الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لتكنولوجيا التربية (MENA EDTECH ALLIANCE) وخطة 20×20 وهي عبارة عن بعثات مماثلة بين الدول فيما بينها”. ولفت الى أن “استضافة كل دولة لجميع الدول العربية في التحالف يهدف الى فتح الشراكات والتمثيلات المتاحة لدى موفدي البعثات”.

وهنأت الجناحي المنظمين والأعضاء على “اختيارهم إكسبو 2020 دبي منصة لإطلاق هذه المبادرة”.

وقالت: “إكسبو ليست مجرد منصة تجمع الحكومات، بل ملتقى للشعوب كافة في جو من التسامح والطموح وبث الأمل المتجدد بحاضر جميل ومستقبل مزدهر للجميع شعوب العالم”.

وأكد نائب الحاكم الأول لمصرف لبنان “أهمية دعم الشركات اللبنانية الناشئة والتي وصلت الى العالمية وخاصة المتخصصة في قطاع التكنولوجيا”.

وشرح خطط وقرارات التعافي التدريجي للأزمة المالية مؤكدا “أسس بناء الثقة بين الدولة والمؤسسات التي تسارع عملية النهوض الاقتصادي من جديد” وضرورة “التواصل مع أعضاء البعثة لوضع خطط وبرامج داعمة لهذا القطاع الواعد”.

أما نشابة فقالت: “يسعدني أن أخاطبكم اليوم باسم رئيس مجلس الوزراء اللبناني، الأستاذ نجيب ميقاتي، الذي شرفني وكلفني بمهمة الحضور بينكم ومعكم لأضع أمامكم تصوره وتصور حكومته لكيفية استخدام التكنولوجيا في تطوير المعرفة والتعليم في إطار إطلاق تحالف الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لتكنولوجيا التربية.

إن التكنولوجيا في عصرنا الراهن لم تعد ترفا لفئة اجتماعية محددة بل أصبحت ضرورة ملحة تحتاجها المجتمعات للنهوض والمضي قدما في تطورها، وبالتالي فإنه ومع التوجه إلى إطلاق التحالف المذكور أعلاه، لا بد لمجتمعات هذه المنطقة من أن تنطلق ذاتيا لتطوير قدراتها التكنولوجية كي يصبح بإمكانها السير قدما بصورة متوازية للتحالف في ما بينها. وفي هذا السياق فإن حكومة الرئيس ميقاتي التي أطلقت شعار “معا للإنقاذ” هدفا لها، وضعت نصب أعينها إنقاذ لبنان من الأزمة الاقتصادية والمالية التي يعانيها منذ أكثر من عامين، ووضعت في إطار هذا الهدف خطتها التربوية التي تقوم بصورة أساسية على تحديث النظام التربوي بما يتناسب مع روحية العصر، عبر إدخال التكنولوجيا في المراحل التربوية كلها، من أجل أن تصبح التكنولوجيا مكونا أساسيا يساهم في بناء أجيال من الشباب القادر على الوصول إلى أحدث تطورات العلم والمعرفة، للاستفادة منها في تطوير مجتمعنا والنهوض بمقدرات البلاد. فالتربية والتعليم هما الأساس الذي تبنى عليهما المجتمعات المتطورة، والثابت الوحيد فيهما هو التطور المستمر.

لذلك علينا أن نحضر أولادنا ليبدعوا وهم متأقلمون مع التغيرات المستمرة في عالم المعرفة التكنولوجية، فنحن اليوم في سباق محموم مع المتغيرات المتسارعة والجوائح العالمية التي تؤثر وبقوة في تلقي أولادنا للمعرفة والتعليم، ولا بد للتربية من أن تفوز في هذا السباق”.

أضافت: “أمام هذا المشهد، كان لا بد لنا من التحول السريع، المدروس بدقة، إلى التعليم الرقمي من دون إغفال المحافظة على قيمنا وثوابتنا التي بطبيعة الحال لا تتناقض مع التطور العلمي والتكنولوجي، هذه الثوابت  التي لا غنى لنا عنها في أي تحول في مستوى معيشة مجتمعاتنا. ولتحقيق هذا الهدف السامي لا بد من زيادة الانفاق الحكومي على التعليم والتوسع في مفهوم المدرسة الذكية في القطاعين العام والخاص اللذين يشكلان معا وحدة متكاملة وليس متنافسة للنهوض بالشأن التربوي.

إن أولى متطلبات هذا التحول هي البدء بإعداد الكادر التعليمي القادر والمتمكن من نقل المعرفة التكنولوجية إلى الطلاب،  ومن ثم التوجه إلى المراحل الدراسية الأولى عبر التوصل إلى جعل المعرفة التكنولوجية متوفرة لأولادنا في هذه المرحلة بطريقة سلسة وسهلة، ويتطلب هذا الأمر جعل أدوات هذه المعرفة وتجهيزاتها اللازمة من حواسيب وألواح ذكية وغيرها متوفرة للجميع تماما كما كنا في الماضي نجهز الطالب بالقرطاسية واللوح والكتاب، على أن يتم ذلك بصورة متوازية في المراحل الدراسية المتقدمة. وفي تجربة الدراسة عن بعد في العامين المنصرمين من الحجر الصحي الناجم عن وباء كوفيد 19، تبين لنا عمق الهوة التربوية التي تفصل بين طلاب المدارس الرسمية ونظرائهم في المدارس الخاصة، ففي حين كان طلاب الفئة الأولى يفتقرون إلى أبسط المقومات للدراسة عن بعد بدءا من القدرات التكنولوجية المتواضعة لأساتذتهم وصولا إلى التجهيزات الضرورية من حواسيب وكهرباء وقدرة الوصول إلى شبكات الإنترنت، كان طلاب الفئة الثانية يتمتعون بكل الإمكانيات الضرورية لمواصلة الدراسة، مما خلق هوة كبيرة بين طلاب الفئتين، فنتج من ذلك مجتمعان مختلفان للفئات العمرية نفسها”.

وتابعت: “لأن التربية والتعليم ليسا المكونين الوحيدين الضروريين للنهوض بل هما أحد المكونات، كان لا بد من تطوير إدارات الدولة، والتي من ضمنها وزارة التربية وما يتفرع عنها من إدارات، وهنا فإن تطوير إدارات الدولة والعمل على تحويلها إلى الحوكمة والرقمية سيضع حدا فاصلا للفساد المستشري. فالتربية ليست جزيرة معزولة عن إدارات الدولة بل هي جزء لا يتجزأ منها، وبالتالي لا يمكن أن نطور التربية من دون تطوير متواز في كل إدارات الدولة، لذلك فإن عملية التطوير الرقمي في التربية وفق خطة الحكومة يجب أن تسير بصورة متكاملة ومتوازية مع باقي إدارات الدولة.

إلا أن استخدام التكنولوجيا ينبغي ألا ينسينا قيمنا الإنسانية، بل يجب أن يكون في صميم خططنا التربوية المستندة إلى التكنولوجيا، وإلا فإننا سنحول أجيال المستقبل إلى روبوتات عديمة القيم. فالذكاء الاصطناعي لا يمكن أن يسير من دون عقل بشري يسيره، على الأقل حتى الآن، والعقل البشري ليس معزولا عن المشاعر والعواطف، وبالتالي فإن الذكاء البشري، الذي يتأثر ويؤثر، يؤدي دورا أساسيا في كيفية رؤيتنا للتطور الذي نقدم عليه.

إن أهم أسس قيمنا في هذه المنطقة هي انتماؤنا إلى عروبتنا التي بها نعتز ونفتخر والتي كانت في صلب وصميم برنامج حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الذي أكد منذ اللحظات الأولى لتكليفه بتشكيل الحكومة العمل على توطيد وتعميق علاقات لبنان مع أشقائه العرب، وفي مقدمهم دول الخليج”.

وختمت: “هنا اسمحوا لي باسم الرئيس ميقاتي أن أتقدم من دولة الإمارات العربية المتحدة قيادة وشعبا بالشكر الكبير والتقدير العالي لما قدمته من دعم للبنان على مدى عقود، لا سيما في الأوقات الصعبة التي كثيرا ما عاناها بلدنا، ونحن نتطلع إلى استمرار هذا الدعم في الأوقات العصيبة التي نمر بها اليوم، وقد تعهد الرئيس ميقاتي أن يطلق أكبر عملية للإصلاح الإداري والمالي والاقتصادي في البلاد وفي صلب هذه العملية محاربة آفة الفساد.

وكما حدد الرئيس ميقاتي هدف حكومته “معا للإنقاذ” اسمحوا لي أن أقول باسمه هيا بنا ننطلق اليوم معا إلى عالم الرقمية والحوكمة بعزم وإرادة”.

ثم تلاها تقديم شرح لكل مؤسسة مشاركة وتم الإعلان عن برنامج الفعاليات الذي يمتد حتى الثامن عشر من شهر كانون الأول ويكون يوميا مداخلة وتوقيع بروتكولات تعاون، ليختتم نهار السبت بتكريم المشاركين وتبادل الاعمال فيما بين أعضاء البعثة.