جاء في المركزية:
زاد الارتفاع المخيف في سعر صرف الدولار في السوق السوداء من الأعباء المادية على اللبنانيين، مخلفًا تداعياته على أسعار المحروقات وهي مادّة حيوية لا يمكن الاستغناء عنها لا سيّما لتوليد الطاقة الكهربائية. ففي ظلّ السعر السابق للدولار كان أصحاب المولّدات بالكاد قادرين على تأمين التيار، نظراً إلى أن الأكلاف كلّها مسدّدة بالعملة الصعبة وأوّلها المازوت، أما التقنين فبات من مصلحة المشترك الذي يوازي مدخوله فاتورة الاشتراك أو يتخطّاها حتّى، وكلما خفّض من استهلاكه للطاقة تبقى فاتورته من دون تراجع بسبب الغلاء الكبير لأسعار المحروقات شهرياً. اليوم تقف المولّدات أمام صعوبات جديدة بعد أن حلّق الدولار الموازي إلى سعر تاريخي الثلثاء، فهل نكون أمام إطفاء لمحرّكاتها أم أن تسعيرة الكيلوواط ستلحق بسعر الصرف؟
رئيس تجمّع أصحاب المولّدات الخاصة عبدو سعادة يصف ما يحصل بـ “الجنون”، لافتاً لـ”المركزية” إلى أن “لا نعرف ما يحدث والقطاع يتآكل بسبب الدولار، خصوصاً أن الجباية بالليرة اللبنانية وتقلّبات سعر الصرف متواصلة من دون استقرار. وكنا وعدنا المواطنين أن نشغّل المولّدات 24/24 خلال الأعياد، لكن نتخوّف من أن تعرقل السلطة الإيفاء بالوعد، بسبب الصعود الجنوني للدولار”.
ويتابع: “لم يعد في حوزة أصحاب المولّدات ما يكفي من المال لشراء المازوت، وبعض المناطق بدأت بالإطفاء بعد أن استنفدت الجباية المحصّلة على سعر الـ 23000 ليرة للدولار تقريباً في حين أن المدفوعات على 28500 ليرة. نحاول حثّهم على التحمّل ومحاولة تمرير الأعياد إلا أن ما باليد حيلة”.
وعمّا إذا كانت وزارة الطاقة دخلت على الخطّ، يؤكّد سعادة “أنها غائبة ولا تطلّ إلا نهاية الشهر لتصدر تسعيرة تقطع ظهر الناس”.
ويختم: “على غرار القطاعات الأخرى ننتظر ما سيحلّ بسعر الصرف ليبنى على الشيء مقتضاه”.