كتب مهدي كريّم في “النهار”:
ليل أول من أمس، تفاجأ الناشط توفيق بريدي، المعروف عبر مواقع التواصل الاجتماعي بـ”توفيلوك”، بقيام المديرية العامة للأمن العام في مطار بيروت بسحب جواز سفره منه، وطُلب منه مراجعة الأمن العام خلال 72 ساعة.
سبب سحب جواز السفر
وصباح اليوم، توجه بريدي الى مكتب شؤون المعلومات برفقة المحامية ديالا شحادة، حيث استقبلهما أحد الضباط، وتبيّن أنّ سبب الاستدعاء هو نشر بريدي فيديو بعنوان “فوائد جواز السفر اللبناني”، وهو بمثابة سخرية لاذعة من تراجع قيمة “الباسبور” اللبناني بالنسبة للتأشيرات، ويهدف من خلاله إلى تسليط الضوء على “انحدار مستوى الجنسية اللبنانية دولياً”.
وفي هذا السياق، لفتت شحادة الى أنّه “يوجد لدى الأمن العام مأخذ حول مضمون هذا الفيديو، باعتبار أنّ السخرية من جواز السفر تسيء إلى الدولة”. وأوضحت أنّ هذا “اللقاء الذي استمرّ قرابة الساعة، لم يرقَ الى مستوى التحقيق، اذ أنّه لم يوقّع على أيّ محضر، وكانت معظم الأسئلة حول بياناته الشخصية والمهنية والعائلية. كما تطرّق النقاش حول الفيديوهات التي يقدّمها على “إنستغرام”.
بريدي يتمسّك بحريّة التعبير
وأكّد بريدي الذي استعاد جواز سفره أنّه ما زال مصمّماً على نشر فيديوهات كوميدية تتطرّق إلى معاناة اللبنانيين. وأضاف “هذه حرّيتي التي أتمسّك بها، ولن أتوقّف عن الحديث حول موضوع تدنّي قيمة جواز السفر، فهذا الفيديو جاء بناءً على تجربة حدثت معي في عدد من الدول الأجنبية، حيث تمّ التحقيق معي عن سبب دخولي هذه الدول في حين أنّ أصحاب جوازات السفر الأخرى لا يتمّ توجيه أيّ سؤال إليهم”.
كما يعتقد بريدي أنّ السبب الحقيقيّ وراء سحب جواز سفره هو “تهمة تحقير رئاسة الجمهورية”، ولكن بعد التغطية الإعلامية الواسعة التي واكبت القضية “حاولوا تغطيتها بهذا الفيديو وهذا الاتّهام”، وفقاً لبريدي.
إجراءات مخالفة للقانون
ولكن هل يحقّ للأمن العام سحب جواز السفر دون إشارة قضائية؟ تتحفّظ شحادة حول إجراءات الأمن العام، سواء لناحية سحب جوازات السفر أو الاستدعاءات دون إشارة قضائية، وتصفها بأنّها “إجراءات مخالفة للقانون”. كما توضح أنّه “جرى نقاش بيني وبين ضابط الأمن العام الذي يتولّى قضية بريدي، وهو يرى أنّ تعاميم الأمن العام تسمح بذلك، اذ أنّه يستند لشبهة في قانون العقوبات، في حين ذكّرته أنّ وزير الداخلية السابق نهاد المشنوق كان ألغى تدبير الإخضاع وسحب جواز السفر”.
يبقى أنّ الفيديو الذي تسبّب بسحب جواز سفر بريدي كان قد نشره في 3 حزيران الماضي، وقد قدم الى لبنان بعد 17 يوماً من ذلك التاريخ، ولم يتمّ سحب جواز السفر منه أو اتّخاذ أيّ إجراء بحقّه. ترجّح شحادة أنّ سبب ذلك يعود الى “أنّ المعلومة حول الفيديو لم تصل الى الأمن العام في هذا التاريخ، وهذا أمر يحدث كثيراً في ظلّ الإجراءات الروتينية البطيئة”.
في حين قالت مصادر “الأمن العام” لـ”النهار” إن “سبب سحب جواز سفر بريدي هو الاستهزاء بجواز السفر اللبناني وتمثيل استعماله بشكل غير لائق على مواقع التواصل الاجتماعي”.
وأضافت المصادر أن الإجراء الذي اتخذه الأمن العام يهدف إلى “تنبيه بريدي وافهامه أن هذا المستند يحمل شعاراً وطنياً ممثلاً بالأرزة والعلم اللبناني”.