رأى رئيس حزب الوطنيين الأحرار كميل شمعون، انه عبثا يحاول رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عقد جلسة ولو يتيمة لمجلس الوزراء، لأن احدى أبرز مهمات حزب الله الاستراتيجية، هي تعطيل الدولة وشل قدراتها على كل المستويات، علما اننا منذ البداية كنا على يقين بأن حكومة التسوية وتقاسم السلطة التنفيذية، لن تتمكن من العبور بالبلاد الى ضفة الأمن والأمان، وهو ما كان يدركه ميقاتي في قرارة نفسه، بأن حكومته ستكون محاصرة إيرانيا بواسطة فصيلها المسلح حزب الله وحلفائه في لبنان.
ولفت شمعون في تصريح لـ «الأنباء»، الى ان ما بني على باطل فهو باطل، وباطلة بالتالي كل حكومة تخضع لمشيئة حزب الله، أيا يكن رئيسها ومهما كان شعارها وشكلها ومضمونها، معتبرا ان الإنجاز الوحيد المطلوب حاليا من الحكومة، هو الصمود في وجه الحصار الإيراني الى حين حلول موعد الانتخابات النيابية، علما ان الشكوك كبيرة جدا بنوايا حزب الله وحليفه جبران باسيل ومن خلفهما العهد العوني، حول استعدادهم لإنجاز هذا الاستحقاق المقدس في موعده المحدد دستوريا.
واستطرادا، لفت شمعون الى ان رئيس الجمهورية ميشال عون، هو الغائب الأكبر عن سماع صوت نحيب اللبنانيين تحت وطأة الفقر والعوز، وعن رؤية طوابير الهجرة الجماعية في مطار رفيق الحريري الدولي هربا من مجهول يرسم حزب الله تفاصيله ومساحاته، وما يزيد في طين هذا الغياب المريب بلة، انه يغطي وصهره استبداد حزب الله بمؤسسات الدولة الدستورية والإدارية والمالية، ويغض الطرف عن اغتصاب كلمة القضاء فيما يخص التحقيقات في ملف انفجار مرفأ بيروت، «نحن في نكبة وطنية بكل ما للكلمة من أبعاد ومعان».
وردا على سؤال، أكد شمعون انه في ظل الخشية من تعطيل الثنائي حزب الله – جبران باسيل للانتخابات النيابية، لم يعد امامنا سوى خيار وحيد، الا وهو تدويل الملف اللبناني، وحث المجتمع الدولي على عقد مؤتمر اممي ينتهي بإعلان لبنان دولة حيادية ذات سيادة كاملة، معتبرا في السياق عينه، ان كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بأن التدويل اعتداء على السيادة اللبنانية، لا يقل طرفة عن حكايات جحا، فحزب الله آخر من يحق له التحدث عن التدخلات الخارجية في الشأن اللبناني، لاسيما ان السيد نصرالله اعترف صراحة وجهارة بأن سلاحه إيراني، وتمويله إيراني، وأجندته إيرانية، ويتدخل عسكريا بأمر عمليات إيراني، في شؤون المنطقة العربية من المحيط الى الخليج، كفى استغباء لعقول الناس.
وأكد شمعون أن هدف حزب الله واحد وهو رهن لبنان للسياسة الإيرانية، وضرب علاقاته بأشقائه الخليجيين، وذلك في سياق المخطط الإيراني التوسعي في المنطقة العربية، لكن ما فات هؤلاء المخربين، ان القرار الدولي بإنهاء السطوة الايرانية في المنطقة لم يعد ببعيد، وبالتالي فإن سقوط ورقة حزب الله سيكون مهما طال الانتظار، حتمي ومدو، وستكون الشرعيتان اللبنانية والعربية على موعد مع الانتصار الأكيد.