Site icon IMLebanon

مبادرات فاتيكانية باتجاه لبنان: الانسان أولًا

جاء في “المركزية”:

“الفاتيكان يبذل جهدا إستثنائيا من أجل الدفع باتجاه صون هوية لبنان الحضاريّة العربيّة الانسانية وفرادتها في العالم، من حيث ادارة التنوع وفهم التعدديّة على أنها جزء مؤسِس في التحدّي الثقافيّ والسياسيّ المعاصر، ثمّ إن الفاتيكان يبدو بشكل واضح أنه يجنّد ديبلوماسيّته كاملة لدعم طموحات الشعب اللبناني في استعادة كرامته وسيادة الدولة كاملة، وارتباطه الوثيق بمحيطه العربي الحيويّ والمجتمع الدولي، إذ انّ هذا الارتباط يتعرّض لتدمير منهجي تقوم به بوقاحة المنظومة السياسيّة الحاكمة”. بهذه العبارات يستهلّ المدير التنفيذي لـ”ملتقى التأثير المدني” زياد الصّائغ حديثه الى “المركزية”.

ويقول الصائغ رداً على سؤال في حول الحديث عن مبادرات باتجاه المؤسسات الدينية المسيحية والاسلامية لدعم الشعب اللبناني في شتى الميادين: “المبادرة هي مستمرة منذ أن بدأت ثورة 17 تشرين وقبلها منذ قيام لبنان الكبير ولم تتوقف. بهذا المعنى لا يمكن الحديث عن مستجدّات بل عن تطوير وتفعيل المبادرات الفاتيكانية على أكثر من مستوى ومنها دعم القطاعات الحيوية. ويمكن أن نعود إلى المساعدات التي حرّكها الكرسي الرسولي للقطاع التربوي والاستشفائي والإنساني، وقد عبّر أمين سر الدولة الكاردينال بييترو بارولين في زيارته إلى لبنان في أيلول 2020، عن أنّ الكرسي الرسولي سيبذل كل جهده، مع أصدقائه في العالم الحر لإنقاذ لبنان، وأضاف بشكل حاسم للشعب اللبناني “لا تخافوا نحن وأصدقاءنا في العالم الحر معكم”.

وفي ما يتعلّق بموازاة تحريك المساعدات بديناميّة دوليّة سياساتيّة إعتبر الصّائغ “أن الأهم في المبادرة الفاتيكانية لصون القضيّة اللبنانيّة يكمن في أنّ الكرسي الرسولي هو أول من تحدث عن خطر على الهوية اللبنانيّة وموجب التنبّه إلى المسار الشيطاني الذي تسلكه قوى المنظومة وبعض حلفائها من الخارج في ضرب صيغة العيش الواحد في لبنان، والسعي الى تفتيتها، وتبديل رديكالي لدور ورسالة لبنان من خلال تيئيس وتفقير وتهجير اللّبنانيين. وقد كان لقداسة البابا فرنسيس كلام عاي السقف، على مدى السنتين الاخيرتين عن أنّ إنقاذ لبنان هو موجب أخلاقي حضاري عالمي”.

يبقى أن الزيارات “البروتوكولية” التي قامت بها مرجعيات سياسية إلى الفاتيكان، فيقول فيها الصائغ: “إنها شكلية، وقد سمع فيها الزائرون كلاما حاسما بأن الثقة مفقودة لإدارتهم للبلاد، وبأنّ تعميم ثقافة الموت سيواجه بتعميم ثقافة القيامة والرجاء والأمل، إذ إن اللّبنانيات واللّبنانيين كانوا دوما حاملين لمشعل الأمل على مستوى العالم رغم أوجاعهم العميقة،والويلات التي عايشوها”.

أما فيما يعنى بزيارة البابا فرنسيس إلى لبنان فيقول الصائغ: “لا أدري كل هذا الكلام الدائم عن زيارة البابا فرنسيس إلى لبنان في وقت أن البابا حاضر بقوة،ويوميّا، في كل تفاصيل  القضية اللبنانية وهو يحدّد الوقت المناسب الذي يريد فيه أن يزور لبنان، وبطبيعة الحال لا يمكن إعطاء شرعية لمنظومة تقتل شعبها. بهذا المعنى اوفد أمين سر دولة الفاتيكان بييترو بارولين، وهناك حديث عن إمكانية زيارة وزير الخارجية المطران بول كالاغر. كل هذا فلنتركه للخيار الحكيم للكرسي الرسولي، ولنتذكر في هذا السياق زيارة البابا القديس يوحنا بولس الثاني للبنان في العام 1997 والتي مهدت لتبدّل حاسم لمصلحة المواجهة التي كان يقوم بها اللبنانيون مع الاحتلالين السوري والاسرائيلي، واللذين كان في تقاطُع موضوعيّ، واليوم نحن في مرحلة مواجهة احتلالٍ من نوعٍ آخر يأخذ لبنان رهينة، وتحرير الّلبنانيّين مهمّة أخلاقيّة قبل كلّ شيء”.