IMLebanon

“الحزب” محاصر بأصدقائه وحلفائه… قبل أعدائه

كتب منير الربيع في “المدن”:

لا يمكن لحزب الله أن يكون ممتناً لمواقف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ووزير الداخلية بسام مولوي، على تصريحاتهما وقراراتهما، رداً على انعقاد مؤتمر جمعية الوفاق البحرينية المعارضة في بيروت. فحزب الله لم يعد يتحمل مثل هذه المواقف. لأنها تشير إلى مشكلة أساسية وجوهرية: لم يعد الحزب إياه يتمتع بالغطاء الواسع الذي كانت توفره له الحكومات.

ترقب حزب الله

وهذا لا يعني أن ميقاتي يقود انقلاباً على حزب الله. بل أقصى طموحه أن تمكنه أمثال هذه المواقف من الحفاظ على ماء وجهه حيال الدول الخليجية والعربية وفرنسا، بعد مبادرة ماكرون في اتجاه المملكة العربية السعودية. ولن يؤدي موقفه ذاك إلى تغيير كبير على الصعيد السياسي، لكنه مؤشر لا يمكن لحزب أن يتحمله أو يتغاضى عنه. وميقاتي بموقعه ودوره لا يمكنه توفير الغطاء الذي يحتاجه حزب الله. على خلاف سعد الحريري الذي تُطرح أسئلة كثيرة حول الموقف الذي كان يمكن أن يتخذه حيال اجتماع جمعية الوفاق، لو كان هو رئيساً للحكومة.

وفيما يتلقى ميقاتي دعماً فرنسياً وأميركياً، وتتشعب الملفات الداخلية، برز تطور جديد في الخارجية الأميركية: تعيين السفيرة السابقة في لبنان أليزابيت ريتشارد في منصب منسقة مكافحة الإرهاب، وبدرجة سفيرة متجولة. وهذا تطور ستكون له تداعياته اللبنانية لاحقاً. وربما جاء تعيين ريتشارد في سياق اهتمام أميركي بلبنان، ورغبة واشنطن الواضحة في مكافحة الفساد أو فرض عقوبات على لبنانيين بتهمة تمويل الإرهاب.

وريتشارد هي السفيرة الثالثة في لبنان في المرحلة الأخيرة، والتي تعين في مناصب ذات أهمية في الخارجية الأميركية، بعد جيفري فيلتمان وديفيد هيل.

توتر حزب الله

وقد تشكل هذه التطورات المزيد من الضغوط على حزب الله، لا سيما في ظل تعطيله المستمر للحكومة، إلى حين الاستجابة لمطلبه في مسألة القاضي طارق البيطار. وهناك أيضاً التوتر القائم في الحزب عينه ورئيس الجمهورية ميشال عون. ويظهر مسؤولو الحزب بعض التوتر بسبب ذلك: تصريح نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم، ومن ثمّ إعادة تصويبه وتخفيف لهجته. وهذا يشير إلى صدور تصريحات ناجمة عن عدم تنسيق أو توتر.

فإلى جانب مشاكله المفتوحة مع حلفائه، لا شك في أن حزب الله لديه تخوف أو قلق من تعرضه للطعن في ظهره من هؤلاء الحلفاء.

وهنا لا يمكن للقوة العسكرية أو التعالي السياسي أن يحلا مثل هذه المشكلات، ولا أن تمنحاه الإطمئان على المدى البعيد. وهو أيضاً ينظر بعين الريبة إلى محاولات الدول العربية والخليجية التقارب مع النظام السوري واستدراجه. وهذا قد ينعكس على وضعه في سوريا.

العهد وولي العهد ومشعل

صحيح أن مصلحة حزب الله تبقى في تقوية عون على حساب القوى المسيحية الأخرى. لكن هذا لا يمكنه أن يجعل مواقف الطرفين متطابقة. فحزب الله يريد الاستثثمار في تمايز عون ولو على حسابه. والاستثمار هذا لا يشكل عنصر اطمئنان، في ظل ما يرمي إليه عون مستقبلاً: ضمان استمرار العهد أو ترئيس “ولي العهد”.

والحال نفسها تنطبق على علاقة حزب الله برئيس إقليم حركة حماس في الخارج خالد مشعل، الذي يعتبر الحزب عينه أن زيارته لبنان غير منسقة معه، ولا تزال بارزة تداعيات مواقفه المؤيدة للثورة السورية. وهذا ما حال دون تحديد موعد لمشعل مع قيادة حزب الله وأمينه العام.