رأى النائب المستقيل مروان حمادة، أن ما يشهده لبنان من انفلات على كل المستويات، يأتي في سياق التدهور العمودي تجاه ما سماه رئيس الجمهورية ميشال عون «جهنم»، لكن لم يكن احد يتصور أن جهنمه هذه، ستكون على هذا القدر من الحريق واللهيب والعذاب والظلم والطغيان، فالقضية ليست ناتجة عن مواقف الثنائي الشيعي فحسب، إذ ان هناك أحادية حزب الله التي سيطرت على البلد، وسحبته بالتعاون والتنسيق والتضامن والتكافل مع الرئيس عون وصهره جبران باسيل الى الموت ظلما.
من هنا يعتبر حمادة أن أي محاولة لإصلاح الوضع الاقتصادي، لن تنجح دون العودة الى جذور المشكلة السياسية التي أفلست لبنان، ودفعته باتجاه خيارات حكومية خاطئة، إضافة الى اعتماد قانون انتخاب مسخ وهجين، وانتخاب رئيس جمهورية الأسوأ في تاريخ لبنان، معتبرا بالتالي انه لابد من معالجة جذور الأزمة السياسية التي فيها المفاتيح الكبرى لفتح أبواب وصناديق الانفراج الاقتصادي، وما دونها خطوة رئيسية، عبثا نبحث عن مخارج وحلول.
وعن تأييد الرئيس عون الدعوة الى عقد جلسة للحكومة ولو تمت مقاطعتها، قال حمادة في تصريح لـ «الأنباء»: «سبق الفضل معنا في حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، عندما استمررنا بالحكم ودعونا الى التصويت على المحكمة الدولية، وقمنا بقمع التمرد التكفيري في مخيم نهر البارد، وحافظنا على الاستقرار الاقتصادي رغم مغامرة حزب الله في حرب تموز 2006، لكنهم واجهونا بانقلاب واعتصامات وتخريب وسط بيروت، وباستمرار الاغتيالات، «يلي بجرب المجرب بكون عقلو مخرب»، فمن يسلم البلد لمهووس غامزا من قناة جبران باسيل ولمجموعة أشرار من طراز حزب الله، لا يستطيع ان يتوخى أي خير، لا في عقد جلسة حكومية، ولا في عملية البحث عن مخارج، ولابد بالتالي من وقفة وطنية سياسية شعبية إعلامية جامعة هدارة في وجه هذا الطاغوت، وإلا فنحن ذاهبون الى الأعظم».
وأردف: أتحفنا بالأمس نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، بتخيير اللبنانيين بين الالتحاق بركب المقاومة او البحث عن حل آخر، بمعنى الرحيل او الاستسلام، انه نفس المنطق الفاشي والنازي الذي دمر إيطاليا وألمانيا، وهذا المنطق لا يواجه بالبكاء على الاطلال، إنما بوقفة شامخة من طراز وقفة العام 1952، عندما قامت الثورة البيضاء وأطاحت بحكم الرئيس بشارة الخوري، ومنعت أحزابا كانت توتاليتارية كالحزب السوري القومي الاجتماعي، الذي حاول مد نمط الانقلابات في سورية الى لبنان في العامي 1949 و1961، وبالتالي على من يهددنا بالطرد من لبنان، ان يرحل هو اليوم قبل الغد، خصوصا انه من النسيج السياسي الإيراني، ولا علاقة له بلبنان لا من قريب ولا من بعيد».
وختم حمادة مشيرا الى ان رحيل الرئيس عون ضرورة للبنان واللبنانيين، «لاسيما أننا قد امتحناه منذ الحكومة الأولى لعهده، حيث اكتشفنا اننا نسير فعلا باتجاه الجحيم، مع شخص محاط بأشرار حقيقيين من خامة وزيري الخارجية والعدل آنذاك، غامزا من قناة جبران باسيل وسليم جريصاتي دون ان يسميهما».