كتب شربل عازار في “نداء الوطن”:
فيما المُجتَمَعَان الدولي وعلى رأسه الفاتيكان والعربي خاصة الخليجي، يُحدّدان خريطة الطريق لخروج لبنان من أزمته، وهي تُختصر بسيادة الدولة اللبنانيّة على كامل أراضيها بقواها الشرعيّة فقط، وكل ما عدا ذلك فهو من الشيطان، يتبارى ممثّلو الشعب عندنا في التمثيل على الشعب غير مُدركين أنّ ما كان “من زمان” فات عليه الأوان. فلقد سقط القناع.
خذوا عيّنة:
– المجلس السياسي لـ”التيار الوطني الحرّ” يهاجم ليلَ نهار من يعطلون اجتماعات مجلس الوزراء.
بربّكم، هل هم أشباح هؤلاء المُعَطِّلون؟ هل يعرفهم رئيس “التيّار الحرّ”؟ هل يعرفهم رئيس الجمهوريّة؟ هل دفنوا “الشيخ زنكي” سويّاً أم هكذا خُيّل لنا؟
– ثمّ يطلب “التيّار” من الرئيس ميقاتي أن يَدعوَ مجلس الوزراء للالتئام ولو مهما حصل وإلّا يكون رئيس الحكومة هو المعطّل.
على كلٍّ، للرئيس ميقاتي أن يقدّر إذا أصاب أو أخطأ بترؤسه آخر حكومة في عهد الانهيار الشامل، “شو كان بدّو بهالشغلة”.
– والأدهى ما ورد في البيان الأخير للمجلس السياسي في “التيّار الحرّ” من انّ “الاستنسابية التي تشوب التحقيق العدلي في انفجار مرفأ بيروت والتأخير في إنهاء التحقيقات، والمراوحة الحاصلة تزيد المخاوف من عدم كشف الحقيقة. ويؤكد “التيّار” ان الوقت قد حان لكي يصدر المحقق العدلي القرار الإتهامي ويرفع الظلم عن الموقوفين المتهمين بمعظمهم بالإهمال الاداري”.
نعم هذا حرفياً ما قاله “التيّار الحرّ”.
بربّكم، أليس هذا ما يقوله تماماً “حزب الله” وحلفاؤه؟ أَوَليس لهذه الأسباب يريدون “قبع” القاضي طارق البيطار بعد تطيير القاضي فادي صوان؟ ماذا يُفهَم من هذا الكلام؟ “التيّار” ضدّ او مع البيطار؟ او كان مَع وأصبح ضدّ؟ ومن أجل أي اعتبارات او مقايضات؟
إقتربت الصفقة. المُقبِل من الأيام سيكشف المستور المعلوم. سَنَشهد مقايضات إداريّة ونيابيّة ورئاسيّة على طريقة “أعطني أعطيك او مددلي ت مددلك” او “التوريث مقابل ما بقي من أشلاء دولة”. وطبعاً كل ذلك باسم الحقوق المسيحيّة والصلاحيات الرئاسيّة التي أضاعها الرؤساء “الضعفاء” واسترجعها العهد القوي أيّمَا استرجاع.
على كلٍّ “لم يبقَ من العهد أكثر مِمَّا مضى”. مهما كبرت الأحلام وفاضت الأوهام فالنهاية آتية ولو طالت الأيام. بالمناسبة، حليف “التيّار الوطني الحرّ” نائب رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله” الشيخ علي دعموش خَطَبَ في بلدة المعيصرة الكسروانية في احتفال “للفتيات اللواتي ارتدين العباءة الزينبية” حيث قال: “إنّ الواجب الوطني يفرض علينا ان نكون جنباً الى جنب مع “حلفائنا” في المعركة الانتخابية النيابية لأجل إسقاط وإفشال الاهداف الاميركية في هذه الانتخابات، وفي مقدمها إضعاف تأثير المقاومة “وحلفائها” وجرّ لبنان نحو التطبيع مع اسرائيل”.
هل كانت صدفة أن يتكلم الشيخ دعموش، حليف “التيّار الحرّ”، عن التطبيع مع اسرائيل من قلب كسروان؟
لقياديّي “حزب الله”، نؤكد لكم، أنّنا كسياديّين أحرار، سنخوض الانتخابات النيابية بمواجهة تحالفكم مع “التيّار الحرّ” الذي قدّم أثمن الهدايا لإسرائيل التي “تحاربونها”. فهي ما كانت لتتصور في أروع أحلامها أن يصيب لبنان ما أصابه في عهدكم المشترك، من دون أن تتكبّد قتيلاً واحداً ومن دون أن تطلق رصاصة واحدة.
لاحظوا، بيروت مدمّرة، جامعات مرنّحة، مستشفيات محتضرة، سياحة بلا سيّاح، مطاعم أُقفِلَت، مصانع أَفْلَسَت، القضاة، المهندسون، المحامون، الأطباء الممرضات النُخب وذوي الاختصاصات هاجروا، الدولة نُهِبت، أموال المودعين من مقيمين ومغتربين أصبحت حبراً على ورق، بدون ورق نقد، الدولار طار ويُحلّق بعيداً والعهد جدّد بالإجماع للحاكم، يعني أنّه كان موافقاً على سياساته النقديّة ولا يستطيع التبرّؤ منها، الكهرباء 24/24 شبه غائبة،
– الطرقات تُجَمِّع المياه أكثر من السدود، الاتصالات بشّرونا انّها ستنقطع، الوزارات والمؤسسات بلا موظفين وبلا كهرباء وبلا تنظيف وبلا ورق وبلا آليات، حتى قصور العدل أصبحت قصور أشباح، التدفئة للحكّام فقط، المازوت والبنزين أصبح مادة لانتحار اليائسين وإشعال النار بأنفسهم، الدواء والمشرب والمأكل، حتى المنقوشة والكعكة أصبحت من الكماليات، الفقر كافر، ولبنان في أسفل سُلّم متوسط الدخل، حدود ومرافق سائبة، حقوق بحريّة نقدّمها هديّة من أجل؟ جيش يبحث عن إطعام ضبّاطه والعناصر، من يصدّق؟
لبنان أصبح دولة معزولة تقاطعها الجهات الدولية والعربية والخليجية لأنها ليست سيّدة نفسها، ولأنّها تحت قيادة محور يُمانع في تطور الشعوب إلّا في اتجاه الانغلاق، و و و….
وذروة الكلام عندما تؤكدون ان هذا هو لبنان الذي تريدون “ويلّي مش عاجبو فليبحث عن حلٍّ آخر…”
المعنى واضح ولا داعي لإعادة التوضيح فما قيل قد قيل وما قلتم إلّا ما تؤمنون به.
وتتهمون من سيترشّح للانتخابات النيابية بمواجهتكم ومواجهة “التيّار الحرّ” حليفكم، هدفه جرّ لبنان الى التطبيع مع اسرائيل.
لقد أدّيتم مع حلفائكم أكبر خدمة لإسرائيل، أعدتم لبنان الى العصر الحجري. سنعيده بإذن الله الى المجد الذي يستحق. الربّ لا يترك أرضه وشعبه، فهو يُمْهِل ولا يُهْمِل.
غداً الميلاد.
أخذتم منّا زينة الأعياد ولقاء الأحبّة في الأعياد و”حبش” العيد في الأعياد “والثياب الجداد” في الأعياد… لكنّكم لن تأخذوا منّا الإيمان لا بالربّ ولا بلبنان. نصلّي من أجل ان يكون العيد المقبل في عهدة غير عهدكم.