كتب محمد دهشة في نداء الوطن:
تؤدّي “اللجنة الوطنية للقاح كورونا”، برئاسة رئيسها الاختصاصي بالامراض الجرثومية والمعدية الدكتور عبد الرحمن البزري، دوراً بارزاً في التصدي لانتشار فيروس “كورونا”، بالتعاون والتنسيق مع وزارة الصحة والقطاع الطبي والاستشفائي، وتتجه اليها الانظار مجدداً اليوم، وهي تخوض مواجهة جديدة لتجنيب لبنان سيناريو طبياً قاتماً، كما حصل العام الماضي بعد احتفالات عيدي الميلاد ورأس السنة.
لا شيء يدعو للاطمئنان في ظل استفحال الازمة المعيشية والاقتصادية الخانقة وطول أمدها، ومع الازدياد اللافت في اعداد المصابين بالفيروس وحالات الوفاة، ناهيك عن تردّي القطاع الاستشفائي المنهك اصلاً والمأزوم بعد هجرة غير مسبوقة لـ”الجيش الابيض”، من اطباء وممرضين، وارتفاع كلفة الاستشفاء والمستلزمات الطبية وحتى الادوية. غير ان الدكتور البزري يبدو هادئاً وسط العاصفة، واثقاً بأن لبنان قادر على تجاوز هذه الموجة الرابعة من تفشي الوباء، اذا ما جرى الالتزام بسلسلة خطوات مترابطة تشكل سدّاً منيعاً في خطة المواجهة على المستويات كافة.
والدكتور البزري الذي ساهم بفعالية في افتتاح قسم “كورونا” في مستشفى صيدا الحكومي وتجهيز المستشفى التركي التخصصي للطوارئ والحروق، يشير بوضوح الى اهمية الانتقال من مرحلة الدفاع — الاستشفاء، الى مرحلة الهجوم — التحصين المجتمعي، والتي تقوم على آليات متشعبة تبدأ بتلقّي اللقاح وضرورة رفع نسبة الملقحين وخاصة بين جيل الشباب بعد كبار السنّ واصحاب الامراض المزمنة، لانه يشكل حتى الآن طوق النجاة من الاصابة الشديدة، وبضرورة استهداف المناطق الشعبية المكتظة بالسكان، وتكرار “ماراثون فايزر” للتلقيح الوطني بشكل متتالي ودوري والذي اعتمد فيه نظام الـ”walk In”، رفع حملات التوعية وتشديد تطبيق الاجراءات التي قرّرتها الحكومة اللبنانية للحد من الانتشار، وصولاً الى الالتزام بالاجراءات الوقائية والتباعد الاجتماعي خاصة مع بدء فصل الشتاء واللجوء الى الاماكن المغلقة اتقاء للمطر والبرد.
تبدو الخطة متكاملة، ولكن التحدي يحسم أيّاً من السيناريوات في الايام المقبلة، مع اقتراب عيدي الميلاد ورأس السنة واقامة المناسبات والنشاطات واللقاءات العائلية، وفق الدكتور البزري، الذي اثنى على دور “تجمع المؤسسات الاهلية” في منطقة صيدا خلال تفقده حملة “التلقيح الوطني” في مستشفى صيدا الحكومي الذي نظمه “التجمع” و”اللجنة الوطنية للتلقيح” و”جمعية التنمية للإنسان والبيئة DPNA”، بالتعاون مع بلدية صيدا وإدارة المستشفى الحكومي ومؤسسات المجتمع المدني واللجان الشعبية في مناطق تعمير عين الحلوة التحتاني والفوقاني والفيلات.
وأكد الدكتور البزري بحضور المنسق العام لـ”التجمع” ماجد حمتو، ورئيس “جمعية التنمية للإنسان والبيئة DPNA” فضل الله حسونة، على أهمية الحملة لانها استهدفت مناطق شعبية مكتظة بالسكان في صيدا من جهة، وفئات عمرية شبابية من جهة أخرى، ولأنها تأتي مع بدء فصل الشتاء والبرد القارس، وتزامنا مع موجة جديدة من تفشي “كورونا”، وتنفيذ اجراءات الحكومة اللبنانية للحدّ من انتقال الفيروس عبر تفضيل الملقحين عن غير الملقحين او فرض على غير الملقحين ان يكون لديهم فحص PCR، منوهاً بالتعاون الرسمي والاهلي للتصدي لهذا الوباء، موضحاً ان “الحملة ستتكرر لابناء صيدا القديمة الجمعة المقبلة”، مشيراً الى ان “مثل هذه الحملات ضرورية لتحصين المجتمع”.