IMLebanon

هل يتبنى مفاوضو إيران الطرح الإسرائيلي!؟

في وقت لم تحرز المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة في فيينا، أي تقدّم ملموس حتى اللحظة، وصل مستشار الأمن القومي الأميركي جايك سوليفان، امس، إلى فلسطين المحتلة لإجراء مباحثات مع المسؤولين الإسرائيليّين والفلسطينيّين في الضفة الغربية.

منذ ساعات، قال البيت الأبيض إن سوليفان “سيزور إسرائيل والضفة هذا الأسبوع، للتشاور بشأن إيران ومجموعة من القضايا الأخرى. وفي السياق، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت امام الضيف الاميركي اليوم من ان “ما يحدث في فيينا له تداعيات عميقة على الاستقرار في الشرق الأوسط وعلى أمن إسرائيل في السنوات المقبلة”. اما موقع “واللا” الإسرائيلي، فذكر منذ ايام، أن زيارة سوليفان تأتي على خلفية مخاوف إسرائيل من العودة الأميركية المحتملة إلى الاتفاق النووي. كما لفت الموقع إلى أن زيارة سوليفان تأتي بعدما أطلعته وزارة الدفاع الأميركية، نهاية تشرين الأول الماضي، على خطط عسكرية لشنّ هجوم محتمل على إيران…

بحسب ما توضح مصادر دبلوماسية غربية لـ”المركزية”، فإن التنسيق الاميركي – الاسرائيلي طبيعي، وقد بات دوريّا عقب كل جولة مفاوضات تحصل في العاصمة النمساوية. فالكيان العبري يرفض الخيار الدبلوماسي ويخشى اتفاقا يعيد اطلاق يديّ ايران في المنطقة، نوويا وعسكريا. الا ان حليفه الاول في العالم، اي واشنطن، تحرص على طمأنته الى انها لن ترضخ لشروط الجمهورية الاسلامية أبدا، ولن تقبل بأي اتفاق لا يناسب تل ابيب او اي من حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، أمنيا وسياسيا واستراتيجيا.

وفق المصادر، التفاوت في وجهات النظر بين اسرائيل والبيت الابيض، على حاله، ولن يتبدّل قريبا. فالاولى تفضّل وقف المحادثات لانها مضيعة للوقت، والذهابَ نحو التصعيد بكل الوسائل ضد ايران، على شكل عقوبات، وربما ايضا ضربات عسكرية واستهدافات امنية.. غير ان الثاني يرفض اي تسخين اضافي للاجواء الاقليمية، ولا يزال يسعى الى كبح جماح اسرائيل، واندفاعتها العسكرية.

واشنطن نجحت حتى الساعة، في لجم الكيان العبري، لكن حتى متى ستتمكّن من ذلك؟ الجواب غير واضح بعد، خاصة وأن سلوك طهران “نوويا” داخل مفاعلاتها، و”عسكريا” في ميادين المنطقة، يتهدد المفاوضات النووية برمّتها، وقد يدفع بواشنطن نفسها وبالاوروبيين حتى، اذا استمرّ، الى نعي الخيار الدبلوماسي. هؤلاء يؤكدون ان فترة السماح الدولية ليست مفتوحة وتكاد ايران تستنفدها، وهم يبلغونها باستمرار ان للصبر حدودا وان من الملحّ ان توقف تجاوزاتها للاتفاق النووي وأن تنضبط اقليميا قبل فوات الاوان… غير ان نداءاتهم لا تزال غير مسموعة ايرانيا. فهل يذهبون نحو تبنّي المنطق العبري؟! في هذا السياق، رأى وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، الذي استقبل سوليفان، ان إيران لا تملك أوراق مساومة حقيقية، مشيرا إلى أنه “يجب كسر استراتيجيتها الخاصة بكسب الوقت”، مضيفا أن “وضع إيران الداخلي يمثل فرصة للعالم، وإيران ليست قوة كبرى، ويعاني مواطنوها من وضع اقتصادي صعب، واستثمارها في التنمية انخفض إلى النصف في العقد الماضي، وتعاني من مشاكل داخلية وخارجية كثيرة”.