قام وزير البيئة ناصر ياسين بزيارة لمدينة صيدا استهلها من مجدليون بلقاء مع النائب بهية الحريري بحضور رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي وعضو المكتب السياسي في “تيار المستقبل” السيدة روبينا أبو زينب والمحامي حسن شمس الدين، حيث جرى خلال اللقاء التداول في الأوضاع العامة والشأن البيئي.
ورحبت الحريري بياسين واضعة إياه في أجواء الأوضاع في صيدا والجوار وما تعتمده من عملية تشبيك وتعاون بين جميع مكوناتها وقطاعاتها وتحت مظلة البلدية في مواجهة الأزمات المختلفة، وما قطعته المدينة من مراحل متقدمة في معالجة مشاكلها البيئية وكذلك ما يتم العمل على ايجاد الحلول له بهذا الخصوص.
بعد ذلك، استمع وزير البيئة من فريق عمل مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة الى شرح عن مشاريع وبرامج المؤسسة في مجالات التنمية البشرية المختلفة، ومن ضمنها مشروع الفرز من المصدر “صيدا بتعرف تفرز” الذي تقوم به مؤسسة الحريري بالتعاون مع البلدية في المدينة.
ثم كان عرض للواقع البيئي في مدينة صيدا وابرز الإنجازات التي تحققت في هذا المجال بعهد المجلس البلدي برئاسة السعودي، ولا سيما إزالة جبل النفايات جنوب المدينة، وتحويل مكانه الى حديقة، ومؤخرا انجاز فصل شبكة مياه الأمطار عن شبكة الصرف الصحي.
كما تضمن شرح عن عمل معمل معالجة النفايات المنزلية الصلبة، وابرز التحديات البيئية، ومنها مشكلة العوادم والحاجة لمطمر لها، محطة الضخ (التكرير) واقعها الحالي ومشروع استكمال المرحلة الثانية، مشكلة تلوث مجرى نهر سينيق بسبب مرور شبكة الصرف الصحي فيه.
وتناول العرض المشروع الذي تعمل عليه البلدية لتأمين الطاقة البديلة لكل المدينة، وما نفذته من مشاريع ذات علاقة متل انارة الكورنيش وبعض الشوارع والمرافق الى جانب التحضير لتنفيذ استراتيجية بيئية للمدينة تلحظ تشجير بعض الأحياء وزيادة المساحات الخضراء فيها”.
وأثنى ياسين على العرض البيئي الشامل الذي قدمه فريق عمل المؤسسة، معربا عن اعتزازه أيضا بأنه ابن وخريج مؤسسة الحريري. وقال ” ما لفت نظري في هذا العرض اولا ان هناك اعتماد على العلم والبراهين والغنى بالمعلومات وتحليل البيانات، والثانية التركيز على النموذج الذي تقدمه المدينة بموضوع التشبيك والتعاون وهذا مهم للنجاح وخاصة في ظروف الطوارئ والأزمات التي نحن فيها، وثالثا كم يتعمق هذا العرض في قضايا المدينة والتي تهم الناس من بيئة وصحة وإدارة كوارث واقتصاد وتعليم وغيرها.”
وفي الشأن البيئي تناول ياسين عدة عناوين أساسية، ففي موضوع النفايات، قال: “ربما الأزمة الكبيرة التي تراها الناس هي ازمة النفايات، نظرا لتاثيراتها على الصحة العامة وتلوث الهواء والبحر. والاستراتيجية التي نعمل عليها تركز على الفرز من المصدر وهو أساسي. وانا اعتبر اننا لن نخرج من ازمة النفايات في لبنان الا بالفرز من المصدر وإعطاء البلديات سلطة لإدارة هذا الملف بطريقة لا مركزية وان يكون لديها قدرة مالية لذلك”.
وقال في موضوع تلوث المياه: “هي الأزمة الأكثر عمقا، لأن كل المسطحات المائية والأنهر والمياه الجوفية للأسف ملوثة ومعالجة التلوث مكلفة جدا والآن الموارد قليلة. ربما يحتاج تلوث المياه لحوكمة جديدة لكل القضايا البيئية، لكن هذا لا يمنع اننا كوزارة نقارب كيف يمكن ان نحمي او نرفع قدر الإمكان هذا التلوث، صحيح اننا اعطينا موضوع الليطاني أهمية لأن هناك تمويل له لكن كل الأنهر يجب ان تعطى لها الأهمية”.
اما في موضوع الصرف الصحي، اشار الى اننا “نعمل مع وزارة الطاقة بهذا الخصوص ولكن هناك مشكلة في تشغيل محطات الضخ والتكرير. فكرنا بموضوع الطاقة الشمسية للصرف الصحي لكن اعتقد ان المعامل كبيرة وتحتاج طاقة اكبر، وهذه المشكلة هي موضع نقاش مع وزارة الطاقة”.
وفي موضوع الطاقة البديلة، لفت الى اننا “سنطلق صندوقا استثماريا من خلال مشاركتنا في مؤتمرات المناخ وسنطلقه مطلع العام ليتكامل مع مساهمة القطاع الخاص بالطاقة البديلة والنقل المستدام”.
كما تطرّق الى موضوع ادارة الكوارث: “هذا الأمر مهم جدا وننسق به مع وحدة إدارة الحد من مخاطر الكوارث والأزمات في رئاسة مجلس الوزارء بما يتعلق بحرائق الغابات وهي من الكوارث التي نستطيع تفاديها لأنها من صنع الإنسان او نتيجة الإهمال او غياب الرقابة على الغابات والأحراج. ولذلك اطلقنا الأسبوع الماضي تقرير الحرائق عن آخر 12 سنة بين الوزارة وجامعة البلمند ووضعنا الخطوات الأولى لإحياء استراتيجية الوقاية من حرائق الغابات التي وضعت آخر مرة عام 2009 “.
وكان حوار ونقاش حول القضايا البيئية المطروحة وبحث بسبل ومجالات التعاون.
وفي ختام الزيارة اوضح ياسين: “لقد بدأت بزيارة لمدينة صيدا بإجتماع مع السيدة الحريري والسيد محمد السعودي ومع مجموعة من الشباب والصبايا من مؤسسة الحريري، وتحدثنا بالمشاكل البيئية الموجودة في المدينة والجوار وكان عرض للمشاريع التي تقوم بها المؤسسة وكيف يمكن التعاون بهذا الموضوع.اكيد هناك مشاكل بيئية كبيرة موجودة في لبنان، ولكن هناك بعض المحاولات الجدية التي تنفذ في صيدا، ومنها موضوع الفرز من المصدر والتدوير ومواضيع أخرى أيضا ناقشنا كيف نطورها اكثر واكثر”.