كتب محمد دهشة في “نداء الوطن”:
فرضت جائحة “كورونا” على اللبنانيين نمطاً جديداً، وخلال ذروة التفشي والاقفال القسري وملازمة المنازل حفاظاً على السلامة، ازدهرت ظاهرة التسوق “اونلاين”. بداية لم يتقبل كثر الفكرة على اعتبار انها تحرمهم من متعة التسوق الميداني، لكن اليوم مع بدء موجة رابعة من انتشار الفيروس وارتفاع سعر المحروقات والغلاء عادت لتنشط مجدداً على قاعدة التوفير.
ما ساعد في تنامي هذه الظاهرة هو دخول الشركات والمحال التجارية ذات الماركات العالمية والمشهورة على خط البيع “اونلاين” وتوصيل “الدليفري” الى البيت من دون اي عناء او مشقة، في محاولة لمواجهة الركود الاقتصادي والافلاس والاقفال، مع تقديم تشكيلات واسعة وعروضات وتنزيلات تتيح الاختيار وفق مختلف الاذواق من جهة والامكانيات المادية من جهة أخرى.
ويقول العامل في مجال التوصيل “الدليفري” حسان أطرق لـ”نداء الوطن”: “مع بداية جائحة “كورونا” بدأت الفكرة تلقى رواجاً، ثم تراجعت مع عودة البلد الى حياته شبه الطبيعية قبل اشهر لتنشط مجدداً اليوم مع الغلاء وارتفاع اسعار المحروقات، كثير من الناس باتوا يفضلون التسوق الالكتروني او خدمة “الدليفري” سواء في الطعام او الثياب او اي من اغراض البيت توفيراً للمال او التزاماً بتطبيق بروتوكول التباعد الاجتماعي. نعتمد على التنقل بالدراجات الكهربائية، لانها اوفر وبالتالي يكون سعر التوصيل مقبولاً وأقل كلفة، ويتراوح في نطاق صيدا ما بين 10 -15 الف ليرة لبنانية، واذا تكرر اكثر من طلب نراعي الزبون قدر المستطاع”.
وعملية التسوّق الإلكتروني لا تحظى بالاجماع، اذ ينقسم المواطنون بين مؤيد على اعتبارها حاجة في الحياة اقتداء بالدول الخارجية المتطورة، وضرورة في ظل انتشار “كورونا”، وللتوفير في ظل الازمة اللبنانية والغلاء، وبين رافض على قاعدة ان التسوق online يفقد المتعة والبهجة من الشراء، والاهم ان النوعية غالباً ما تكون على غير المتوقع واقل جودة ما يجعلهم عرضة للغش.
وتقول نوال البطش لـ”نداء الوطن”: “أصبحت افضل التسوق الكترونياً لان عملية الشراء تتم بتأن وليس بانفعال، ويصل الغرض بسرعة قصوى، والاهم انها تضبط الموازنة المالية للعائلة. كثير من رفيقاتي ينزلن الى السوق ولا يتحكمن بمصروفهن في التبضع ويشترين اشياء لا حاجة لهن بها وانما يبهرهن المشهد”.
في المقابل، ترفض سمر عدلوني الفكرة من اصلها، وتقول لـ “نداء الوطن”: “التسوق لا يحلو الا بالتجوال ومن محل الى آخر، والاطلاع على مختلف الانواع والاشكال، والاهم التأكد من النوعية والحجم اي القياس، اغلب الذين يشترون الكترونياً يقعون في هذا الخلل والبعض لا يرده او يصبح صعباً”.
وبين الاثنين، تقبل البعض الفكرة على تحفظ باعتبارها تجربة جديدة، لا سيما وان بعض الشركات حفّزت التسوّق من الخارج وليس من لبنان فقط، والشراء من أهم متاجر العالم والدفع بالليرة اللبنانية، قبل ان يصبح بالدولار الاميركي كلياً، وفق ما يقول محمود ارناؤوط، مشيراً الى ان الظروف الصحية “شكلت حافزاً ايضاً لتقبل الامر ولو على مضض”.