جاء في “السياسة” الكويتية:
يطوي لبنان صفحات الـ2021، في ظل أوضاع اقتصادية واجتماعية غاية في السوء والانهيار، بعدما بلغت حالة التردي والتراجع حدوداً غير مسبوقة على مختلف المستويات، دون أن تتمكن الطبقة الحاكمة من تلمس طريق الإنقاذ، جراء إصرارها على عدم استغلال الفرص العربية والدولية التي سنحت لها، لسلوك هذا الطريق وإخراج اللبنانيين من المأزق القائم الذي يتهددهم بأفدح الخسائر. وكغيرها من الفرص، أضاع العهد وحكومته ما وفره “إعلان جدة” من ظروف، لإنقاذ لبنان من الانهيار المحتوم الذي يتهدده، بإصرارهما على الاستمرار في تغطية ممارسات “حزب الله” العدوانية ضد السعودية والدول الخليجية.
ورأت أوساط ديبلوماسية خليجية، أن “الأمور مرشحة لمزيد من التعقيد والتصعيد على صعيد علاقات لبنان مع دول مجلس التعاون”، مشددة لـ”السياسة”، على أن “ما يقوم به “حزب الله” الذي ينفذ سياسة إيران، يتناقض كلياً مع كل ما يقوله المسؤولون اللبنانيون، بصدد تحسين العلاقات مع الخليج، بدليل أن “حزب الله” مستمر في عدوانه على السعودية وبقية الدول الخليجية، بعدما تحول لبنان إلى منصة إيرانية لاستهداف الدول الخليجية”.
وقد استغربت مصادر سعوديّة كلام رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، في مؤتمره الصحافي، حول عدم وجود تأثير إيراني على لبنان، ودعته الى أن يلقي نظرة على الصور المرفوعة قرب مطار العاصمة “في إشارة إلى صورة قاسم سليماني” ومشاهد الصهاريج العابرة للحدود رغم أنف الدولة تزداد مع تشكيل حكومته التي وُلِدَت بعد اتصال ماكرون- رئيسي، ليعرف إن كان هناك سطوة أجنبيّة على لبنان أم لا.
وتقول أوساط متابعة: إنه “ليس الهدف مجرد إحياء ذكرى مقتل سليماني في بغداد، إنما قرار عن سابق تصور وتصميم بتكريس صورة الوصاية الإيرانية والقول إن “حزب الله”، هو الأقوى في لبنان”.
ويصف اللواء أشرف ريفي المشهد بأنه “عمل غير قانوني واستفزازي. لا يليق بلبنان كدولة تعددية، ومن غير المسموح أن يستفرد مكوّن مسلّح بتحويل طريق المطار إلى شارع في احد أحياء إيران”. وبالتوازي يطالب ريفي السلطة اللبنانية “بالتحرك فوراً لإزالة هذه الصور لأنها تسيء إلى اللبنانيين كما الوافدين.
على صعيد آخر، وفيما وقع رئيس الجمهورية ميشال عون، أمس، مرسوم دعوة الهيئات الناخبة لانتخاب أعضاء مجلس النواب، بعدما سبق ووقعه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الداخلية والبلديات بسام المولوي، كشفت معلومات لـ”السياسة”، أن “الثنائي الشيعي” أبلغ المعنيين أن لا جلسات للحكومة حتى آخر العهد، إذا لم تتم إقالة المحقق العدلي في “المرفأ” القاضي طارق البيطار.
وقد بدت إطلالة الرئيس ميقاتي الإعلامية، بمثابة رد على إطلالة الرئيس عون الاثنين الماضي. أمّا في المضمون، فالأخير حثّ على توجيه دعوة لمجلس الوزراء بمَن حضر، أما ميقاتي فرفض هذه الخطوة من جديد قائلا ان الحوار ليس مقطوعا مع جميع الفرقاء وأنه يتريث في الدعوة إلى عقد جلسة لمجلس الوزراء.
أما دعوة رئيس الجمهورية إلى طاولة حوار تناقش الستراتيجية الدفاعية وخطة الإنقاذ المالي واللامركزية، فلم تعجب ميقاتي أيضا. هو بدل أولوياتها واعتبر انها يجب ان تركز على الحياد والنأي بالنفس.